يسري: مبادرة مصر جاءت متأخرة ورفض القسام لتعزيز شروط التفاوض.. ومساعد وزير خارجية سابق: وصف حماس مبادرة القاهرة ب"الخنوع" حاجة غريبة وغير لائقة رسم عدد من الدبلوماسيين السابقين ملامح الفترة المقبلة على مستوى القصف الذي يتعرض له قطاع غزة لليوم التاسع على التوالي بعد ما تقدمت به مصر من مبادرة تسعى لوقف القصف بين الطرفين. واستنكر مساعد وزير خارجية سابق، موقف كتائب القسام الذراع السياسية لحركة حماس، قائلاً إن موقفها عجيب ولا يليق بالمبادرة، فيما اعتبر آخر رد القاهرة متأخرًا جدًا، وكان يفترض أن تتحرك من اليوم الأول للقصف. وقال عزت البحيري، مساعد وزير الخارجية السابق سفير مصر بالإكوادور، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، إن تسمية المبادرة "بمبادرة الخنوع والركوع" من قبل كتائب القسام، الذراع السياسية للحركة والمقاومة الإسلامية "حماس" شيء غريب وغير لائق بالجهود المصرية. ولفت إلى أن رفض الطرف الفلسطيني للمبادرة يعني أنهم يرفضون تدخل مصر، ومن ثم دك القطاع من قبل الطرف الصهيوني الذي لن يتوانى في استمرار عملياته على القطاع. ونفى أن تكون المبادرة قد تأخرت، قائلاً: "نحن لا نعرف طبيعة التحركات التي قامت بها مصر على المستوى العربي والأممي"، مشيرًا إلى أن القاهرة كان لها دور لتحريك مجلس الأمن، ولكنها عندما لم تجد حلولاً على الأرض لجأت لطرح مبادرتها على طرفي الأزمة. فيما قال أمين يسري، سفير مصر السابق بالبرازيل، إن موقف القاهرة كان للأسف ضعيفًا، مشيرًا إلى أنها كانت محكومة بعاملين أثرا على الموقف الرسمي، أولهما الخلافات الداخلية مع الإخوان وهو التنظيم الذي تنتمي له حركة حماس الحاكمة لقطاع غزة، والثاني هو معاهدة السلام التي ترتبط بها مصر مع الكيان الصهيوني. وتابع أن موقف الطرف الفلسطيني من المبادرة ليس على قلب رجل واحد، مؤكدًا أن توصيف حماس للمبادرة بالركوع والخنوع ليس موقف كل فصائل المقاومة، مشيرًا إلى أنه من المرجح أن حماس أخذت هذا الموقف لتعزيز موقفها في التفاوض وكسب أرض لها. وعلى المستوى الصهيوني، قال إن الحكومة الإسرائيلية تمر بموقف محرج، لأنها تريد أن ترد تيار اليمين المسيطر عليها، وفي نفس الوقت تحتاج إلى وقف القصف وتورطها في غزة، مرجحًا أن تتغلب كفة وقف القصف على استمراره. يذكر أن القاهرة انتظرت لليوم الثامن من القصف وبعد سقوط أكثر من 150 شهيدًا لطرح مبادرة وقف القصف بين الطرفين، وهو ما تلقته تل أبيب بالموافقة والالتزام بها، فيما أصدرت كتائب القسام بيانًا وصفت المبادرة فيه بمبادرة الخنوع والركوع.