في سابقة، شارك العشرات من ممثلي أقليات دينية وعرقية وسياسية في مصر، يوم الأربعاء، في إفطار جماعي، نظمه التحالف المصري للأقليات (غير حكومي) والطائفة اليهودية، داخل أروقة المعبداليهودي بوسط القاهرة. الإفطار الذي حضره عدد من أهالي المنطقة المحيطة بالمعبد، كنوع من المشاركة الرمزية، شارك فيه ممثلين عن الديانة المسيحية، والديانة اليهودية، وبعض ممن يعتنقون البهائية، وممثل لامازيغ مصر، وممثل لجبهة "أزهريون مع الدولة المدنية"، حسب مراسلة الأناضول التي حضرت الإفطار. وقبيل الإفطار، قالت رئيسة الطائفة اليهودية في مصر، ماجدة هارون، التي أصرت على الإعداد للفاعلية قبل موعد آذان المغرب ببضع ساعات، إن "الإفطار تضمن بشكل أساسي رسالة سلام تهدف إلى ترسيخ مبدأ التعايش، والذي منه يمكن حل جميع الأزمات التي تواجه البلاد". وعلى بعد خطوات من القاعة الرئيسية للمعبد، اتخذت شخصيات عدة أمكانها إلى جوار بعضها البعض، فجلست صاحبة المعتقد البهائي، إلى جوار صاحب العمامة الأزهرية وممثلة أمازيغ مصر. هارون أضافت للأناضول إنها "نظمت حفل الإفطار اليوم لأصحاب الأقليات لبعث رسالة بأن الجميع أبناء وطن واحد وأنه الله لو أراد أن يعتنق الجميع دين واحد لفعل، لكن الحكمة في الاختلاف"، وأعربت عن أمنياتها في أن تنظم إحدي الأقليات إفطار العام المقبل". بدورها، اتفقت أماني الوشاحي، ممثلة أمازيغ مصر، مع هارون فيما قالته، وأضافت أن "إفطار اليوم تاريخي لأنها المرة الأولى التي يقرر فيها أصحاب الأقليات الاجتماع معا، تحت شعار دائما مع بعض، على اختلاف الانتماءات". ومضت قائلة في تصريحات للأناضول إن "الاقليات لم تكن لتقيم مثل هذا الإفطار في العهود السابقة، لكنهم يشعرون أن رمضان هذا العام سيكون بداية جديدة للأقليات". ذلك الحديث، الذي تصدرته كلمات ماجدة وأماني، قطعه آذان المغرب، فقام الحضور كل إلى مكانه داخل القاعة الرئيسية، استعدادا لتناول الإفطار. وقبيل تناول الطعام، طلبت ماجدة من الحضور أن يعرف كل منهم نفسه بالأقلية التي يمثلها، وهو ما تم بالفعل دون أن يتطرق أي منهم للمشاكل التي تواجه الأقلية التي يمثلها. وبعد أن فرغ ممثلو الأقليات من تناول الإفطار، أدى ممثل جبهة أزهريون مع الدولة المدنية (اقلية سياسية)، محمد عبد الله نصر، الصلاة داخل المعبد، وقال بعدها: "حضرت خصيصا اليوم وأديت الصلاة داخل المعبد كي أشارك في إرسال رسالة للداخل والخارج بأن مصر قوية وعصية على التقسيم". متفقة معه، قالت بسمة موسى، أستاذة في كلية طب أسنان جامعة القاهرة، وممثلة للبهائيين في الإفطار، إن "تواجد ممثلي الأقليات اليوم دليل على وحدة البلاد، بغض النظر عن اختلاف الأديان والانتماءات"، كاشفة عن تفكيرها مع عدد من ممثلي الأقليات لتسجيل دعاء من أجل مصر والسلام في العالم"، دون أن تذكر مزيدا من التفاصيل. وحسب عدد من الحضور، فإن اختيار الطائفة اليهودية لاستضافة الإفطار هذا العام؛ جاء لأنهم الأقل عددا ويقدرون بالعشرات، فيما يستضيف الفاعلية أقليات أخرى في الأعوام المقبلة.