وأشار الأزهر أن عزب ظل يعمل – على اقتناع وإخلاص وروية ووطنية عالية – فى جانب من أهم جوانب العمل في مشيخة الأزهر الشريف حتى آخر لحظة من لحظات حياته، ولن ينسى له الوطن المصرى – بمسلميه ومسيحييه - قيامه على فكرة بيت العائلة الذي أقام بناءه فى العديد من محافظات مصر؛ ليرتفع بالعمل من أجل العلاقات الوطنية والأخوية والروحية بين المسلمين والأقباط في مصر، عن المستوى المناسبتي والمراسمي إلى المستوى المؤسسي الذى يحفظ لحمة النسيج الوطني، وجوهر الوحدة الوطنية، بتعاون من الجميع واقتناعهم واطمئنانهم وحرصهم المتبادل. وأضاف الأزهر أن عزب - رحمه الله - استطاع أن يؤسس لعلاقات إسلامية مسيحية دولية تقوم على رؤية جديدة ونطاق أرحب، واجتاز به في حكمة وكرامة الأزمة التى سببتها بعض مواقف السابقين، وقاد فى علم وإخلاص حوار الأديان والحضارات عن الجانب المصرى فى روما وباريس وميونخ ومراكز دولية أخرى.
وكان - رحمه الله - أديباً شاعرا، وقد أبدع فى المجال الوطني، وترك نصوصًا ستبقى بعده طويلاً كما ستبقى جهود العملية التي نهض بها فى خدمة مصر والأزهر والإسلام. وأكد الأزهر الشريف إنه إذ ينعاه إلى الأمة الإسلامية والعالم مفكرا مسلما عاملا من أجل سلام حقيقي كوني يقوم على الحق والعدل، والتفاهم الفكري العميق ليدعو الله - عز وجل - أن يرحمه ويغفر لنا وله ويلحقنا به على خير.