تنظم أسرة الدكتور عمر عبد الرحمن، الزعيم الروحي للجهاديين في مصر، والمسجون بولاية نورث كارولينا بالولاياتالمتحدة منذ 18 عامًا، بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993، وقفة احتجاجية اليوم الخميس أمام السفارة الأمريكية للمطالبة بالإفراج عنه، بعد مناشدات سابقة بالإفراج عنه وإعادته لوطنه مصر بسبب تدهور الظروف الصحية للشيخ الضرير. وأكدت أسرة عبد الرحمن استمرارها في تنظيم الوقفات الاحتجاجية، حتى يقوم الجانب الأمريكية بالاستجابة لطلبها بالإفراج عنه، في ظل تجاهل التام للمطالب المتكررة حول هذا الشأن، وكان آخرها تقديم طلب إلى السفارة الأمريكية في مصر مطلع هذا الشهر. وكانت قضية الشيخ عمر عبد الرحمن الأستاذ السابق بكلية أصول الدين حظيت بالتعاطف على كافة المستويات في مصر بعد الثورة، إذ تقدم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بمناشدة للإدارة الأمريكية للإفراج عنه، فضلاً عن الدعم الذي قدمته وزارة الخارجية المصرية في متابعة الطلب، وإبداء الحكومة المصرية موافقتها على عودته، بعكس موقف النظام السابق. ويعاني الشيخ عمر من ظروف صحية متأخرة بسبب طول مدة الحبس الانفرادي، فضلا عن إصابته بداء السكري علاوة على كونه كفيف البصر، كما أخبرت إدارة السجن أسرته مؤخرًا بإصابته بمشكلة صحية "خطيرة" في البنكرياس. والشيخ عمر عبد الرحمن (73 عاما) التحق بكلية أصول الدين بالقاهرة ودرس فيها حتى تخرج منها في 1965 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى وكان الأول فى دفعته تم تعيينه في وزارة الأوقاف إمامًا لمسجد في إحدى قرى الفيوم، ثم حصل على درجةالماجستير ثم حصل على الدكتوراة الفخرية بجامعة الأزهر الشريف، وكانت عنوان الرسالة "موقف القرآن من خصومه" والتى كانت لها صدى واسعًا ونال بها درجة الامتياز مع مرتبة الشرف الأولى - عمل معيدًا بكلية أصول الدين ثم أستاذًا بها بجانب نشاطاته الدعوية. أوقف عن العمل في الكلية عام 1969، وفي أواخر تلك السنة رفعت عنه عقوبة الاستيداع، لكن تم نقله من الجامعة من معيد بها إلى إدارة الأزهر بدون عمل, واستمرت المضايقات على هذا الحال، حتى تم اعتقاله في 13/10/1970 بعد وفاة جمال عبد الناصر في سبتمبر عام 1970. واستمر المنع حتى صيف 1973 حيث استدعته الجامعة وأخبرته عن وجود وظائف شاغرة بكلية البنات وأصول الدين، واختار أسيوط، ومكث بالكلية أربع سنوات حتى 1977، ثم أعير إلى كلية البنات بالرياض حتى سنة 1980، ثم عاد إلى مصر. وفي سبتمبر 1981 تم اعتقاله ضمن قرارات التحفظ التى فعلها الرئيس أنور السادات، فتمكن من الهرب، حتى تم القبض عليه في أكتوبر 1981 وتمت محاكمته في قضية اغتيال السادات أمام المحكمة العسكرية ومحكمة أمن الدولة العليا، وحصل على البراءة في القضيتين وخرج من المعتقل في 2/10/1984. ونظرا للتضييقات الأمنية في مصر اضطر للسفر إلى الولاياتالمتحدة ليقيم في ولاية نيوجرسي، وهناك تم اتهامه ومحاكمته بتهمة التحريض على تنفيذ تفجيرات نيويورك 1993، ومنذ ذلك الحين أودع السجن حيث صدر في عام 1995 حكمًا بسجنه مدى الحياة.