ثارت تكهنات حول صحة الملك خوان كارلوس (73 عاما)، منذ أن شوهد يتوكأ على عكاز، وبدا عليه الشحوب والمرض خلال مراسم تقديم جوائز أدبية قبل أسبوعين، وقبل ذلك لم يتمكن خوان كارلوس للمرة الأولى من حضور القداس التقليدي لعيد الفصح في كاتدرائية بالما دي مايوركا، وأرجع القصر الملكي ذلك إلى أنه فضل الابتعاد ليهيئ نفسه لزيارة أمير قطر، غير أن ذلك التفسير لم يقنع سوى عدد قليل من الأسبان. وانطلقت الشرارة الأولى لشائعات حول اعتلال صحة الملك، عندما استأصل الأطباء ورما خبيثا من رئته قبل عام، واكتشف هذا الورم بعد أسبوعين من اجتياز خوان كارلوس اختباره الصحي السنوي، وقال الأطباء، إن الورم كان بسيطا للغاية، واستبعدوا أية خطورة لحدوث سرطان في الرئة، ومع ذلك فإن تلك العملية الجراحية أرغمت خوان كارلوس على الإقلاع عن تدخين السيجار الكوبي الشهير الذي كان يعشقه. ونفى القصر الملكي منذ ذلك الحين مرارا شائعات حول تدهور صحة الملك، وأرجعت تعثره في المشي إلى إصابته بجروح في منطقتي الفخذ والركبة عندما كان يمارس التزحلق ورياضات أخرى خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، كما علق متحدث باسم القصر كذلك على البقع الحمراء التي ظهرت على وجه الملك، قائلا لوكالة أنباء "أوروبا برس": إن السبب في ذلك هو الإفراط في التعرض لأشعة الشمس. لكن تلك الحجج لم تفلح في إقناع الخبراء الطبيين الذين أجرت معهم صحيفة "إل موندو" مقابلات، والذين قالوا، "لا بد أن شيئا ما هناك"، وتعد صحة خوان كارلوس سببا لقلق حقيقي للكثير من الأسبان، حيث يتمتع الملك بشعبية واسعة النطاق منذ إحباط محاولة انقلاب عام 1981. وعلى مدار عدة أعوام سمح خوان كارلوس لولي العهد، فيليب، بالاضطلاع على الكثير من مهامه الرسمية، غير أنه تم النظر إلى ذلك على أنه يشكل جزءا من تدريب ولي العهد على تلك المهام بدلا من كونها تعكس الوضع الصحي للملك. وكانت الملكة صوفيا قد قالت لمحرر سيرتها الذاتية، بيلار أوربانو خلال مقابلة معها مؤخرا: إن إمكانية تنازل الملك عن العرش لولي العهد "43 عاما" هي فكرة غير مطروحة، وقالت صوفيا: إن "الملك لن يتنازل (عن العرش) مطلقا، الموت وحده هو ما يجعل الملك يتقاعد".