قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، إن "قائمة المدعوين لحفل تنصيب عبدالفتاح السيسي رئيسًا يشهد على الاتجاه الذي تسير فيه مصر منذ يوليو 2013، معتبرة أن إيران هي "أكبر رابحة من الأمر"، وأن تركيا هي الخاسر الأبرز من وراء تجاهلها. وأضافت الصحيفة "في بداية الأسبوع المقبل يمكن لإسرائيل وتركياوقطر تنظيم مراسم بديلة خاصة بها لتنصيب السيسي؛ فالدول الثلاث لم يتم دعوتها للمشاركة في الحدث". وتابعت: "لو افترضنا للحظة أن عدم دعوة إسرائيل كان أمرًا متوقعًا، يمكننا حينها القول إن السيسي لا ينوي استغلال المراسم الاحتفالية للتصالح مع اثنين من خصومه، هما: تركياوقطر". وأوضحت أن "السيسي يشمئز من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي لم يعترف حتى يومنا هذا بأن هناك حكومة جديدة في مصر، كما أن السيسي لديه حساب طويل مع قطر التي تنتقد نظام الحكم في القاهرة". واعتبرت أن "المفاجأة كانت في دعوة الرئيس الإيراني حسن روحاني، وإذا ما حضر الأخير بنفسه مراسم التنصيب فسيكون الرئيس الثاني الذي يزور القاهرة خلال ال 34 عامًا الأخيرة، ومنذ قرار مصر بتخفيض علاقاتها الدبلوماسية مع إيران"، مضيفة أن "السيسي لا يعارض تحسين العلاقات مع إيران". في المقابل، ذكرت الصحيفة أن "تركيا تبدو كأكبر خاسرة، فالبرود في العلاقات بين القاهرة وأنقرة، يفقد الأخيرة أكثر فأكثر، أي اتصال مع منطقة الشرق الأوسط؛ فهي ليس لها علاقات مع سوريا، والسعودية تنظر إليها بارتياب وشكوك، خاصة مع دعم تركيا للإخوان المسلمين، والعراق غاضبة عليها بسبب خط أنابيب النفط الذي يتم مده بين تركيا وكردستان، وحصولها على النفط بشكل مباشر من الأكراد". واعتبرت أن "سياسة المقاطعة غير المعلنة التي يتبعها السيسي ضد تركيا كان يمكنها، في ظروف أخر، توثيق العلاقات بين تل أبيب وأنقرة، إلا أن القطيعة بين الأخيرتين، بسبب سفينة مرمرة -التي هاجمتها تل أبيب قبل سنوات وهي متجهة بالمساعدات لقطاع غزة- هذه القطيعة ما زالت تسبب إزعاجًا، والآن يبدو أن إيران من شأنها تحسين مركزها في الشرق الأوسط العربي، وإذا ما وقع في يوليو المقبل الاتفاق النووي النهائي بين الغرب وطهران، يمكن للأخيرة التأثير على أسعار النفط في المنطقة".