أكد الدبلوماسي الليبي السابق، سالم قواطين، أن إنهاء الوضع القائم في ليبيا يكمن في تكثيف هجمات حلف الناتو على مواقع القذافي ومعسكرات كتائبه، وتسليح الثوار فورا، والعمل على تقوية "ثورة" العاصمة طرابلس، باعتبارها آخر معاقل النظام الليبي. وأضاف قواطين، الذي شغل منصب مدير إدارة المعاهدات والشؤون القانونية في وزارة الخارجية الليبية سابقا، في تصريح لصحيفة "الغد" الأردنية الصادرة اليوم الأحد، أن الشعب الليبي يرى أن تسليح الثوار يدل على نوايا الإسراع في إنهاء هذا الأمر وتحرير الشعب الليبي، معتبرا أنه من دون ذلك سيشعر الليبيون بوجود مماطلة وتراخ، يدفع ثمنه الليبيون من دماء أبنائهم. وأكد قواطين، الذي شغل أيضا منصب سفير لليبيا في عدد من الدول وكان سفيرا للجامعة العربية في ألمانيا، أهمية العاصمة طرابلس بالنسبة لثوار ليبيا، مبينا أن أكثر من مدينة ليبية تهيمن عليها قوات القذافي، وأن طرابلس معقله الأخير، وثورتها ستعني نهاية أمره، مشيرا إلى أن عدد أسراها يصل إلى نحو 27 ألفا، أغلبهم مثقفون ومهنيون كالمحامين والأطباء. وقال: إن كل ليبي هو الآن معارض، وأن من يقف إلى جانب القذافي حاليا مجموعة مرتزقة صغيرة من الداخل والخارج، مؤكدا أن الثورة هي ثورة شعب وبداية مسيرات الليبيين قبل انطلاق الثورة كانت سلمية، لكنها تحولت إلى ما هي عليه الآن، لأنها قوبلت بالعنف المفرط من القذافي. وأشار إلى أنه منذ عام 1969 لا يوجد تنمية بشرية ولا بنية تحتية، ولا عناية صحية ملائمة في ليبيا، برغم غناها وامتلاكها إمكانات كبيرة، وقال الدبلوماسي الليبي السابق سالم قواطين، إن الشعب الليبي بعد 42 عاما وجد نفسه بلا تعليم أو صحة أو تطور، رغم أن ليبيا دولة غنية وتملك إمكانات تجعلها من دول العالم الثالث المكتفية القادرة على بناء مستقبل مزدهر لأبنائها. وأشار إلى أن أموال ليبيا كلها استنزفت في أوهام، ولأهداف شخصية، وأمور لا تعود على الليبيين بأية فائدة، ووجد الشعب الليبي نفسه أنه وبعد 42 سنة، قد سلبت منه حياته، واصفا ليبيا بأنها "رهينة" في يد القذافي وميليشياته، مشيرا إلى أن القذافي كرس كل قوته العسكرية من أجل قمع الشعب الليبي. وحول تدخل حلف شمال الأطلنطي "الناتو"، أكد قواطين أنه لم يكن أمام الشعب الليبي خيار، ولولا دخول الناتو لأباد القذافي وكتائبه مدينة بنغازي، وقال: إنه كان بودنا أن تكون هذه القوات عربية أو تابعة للجامعة العربية، ولكن للأسف، لم تكن الجامعة العربية، قادرة على القيام بأي تحرك لمنع إبادة القذافي شعبه، وشدد قواطين على ضرورة تسليح الثوار، لافتا إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي ينص على ضرورة حماية الشعب الليبي بجميع السبل، بما فيه الحظر الجوي، مشيرا إلى أن حماية الثوار لا تتأتي فقط بالحظر الجوي، ولا يمكن حماية الثوار ما لم يتم تسليحهم.