وكان حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف, بقيادة مارين لوبان, جاء في المرتبة الأولى وبفارق كبير في الانتخابات الأوروبية بفرنسا، بعد حصوله على نسبة قياسية في تاريخه بلغت 25%. وتقدمت "الجبهة" على حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" اليميني المعارض (20%) , والحزب الاشتراكي الحاكم في فرنسا, الذي مني بهزيمة كبيرة, حيث حصل على أقل من 15% بانتخابات البرلمان الأوروبي. وهذه هي المرة الأولى التي يفوز فيها حزب "الجبهة الوطنية", المناهض للهجرة والاتحاد الأوروبي, في تلك الانتخابات. وفي ألمانيا, فاز حزب "بديل من أجل ألمانيا" المشكك في الاتحاد الأوروبي, للمرة الأولى, بمقاعد تمثل ألمانيا في البرلمان الأوروبي، حيث فاز بنسبة 6.5% من الأصوات. وبلغت الانتخابات الأوروبية ذروتها في 25 مايو, حين ذهبت بقية دول الاتحاد الاوروبي الثماني والعشرين إلى مراكز الاقتراع. وكان الناخبون البريطانيون والهولنديون صوتوا في 22 مايو، وصوت التشيك والإيرلنديون في 23 مايو، بينما صوت اللاتفيون والمالطيون في 24 مايو. ومن بين الدول, التي أجرت الانتخابات في 25 مايو, فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبولندا، ويمثل سكانها معظم الناخبين الأوروبيين, الذين يحق لهم التصويت ويبلغ عددهم 388 مليونا لينتخبوا 751 نائبا لشغل مقاعد البرلمان الأوروبي من العام الحالي, وحتى العام 2019. وأشارت استطلاعات الرأي إلى أن ربع مقاعد البرلمان على الأقل ستذهب إلى أحزاب متطرفة معادية للأجانب ورافضة للاتحاد، لكن 70% على الأقل ستظل في قبضة الكتل الأربع الرئيسة المؤيدة للاتحاد, وهي يسار الوسط ويمين الوسط والليبراليون والخضر. وأظهرت النتائج الرسمية الأولية في دول الاتحاد, وعددها 28 دولة, أن أحزاب يسار الوسط ويمين الوسط المؤيدة للاتحاد ستشغل نحو 70 في المائة من مقاعد البرلمان الأوروبي البالغ عددها 751 مقعدا, لكن عدد الأعضاء المناهضين للاتحاد سيتضاعف, وهو ما يكفي ليعطيها صوتا أقوى, ويعرقل خطط تمتين الوحدة الأوروبية, بل وقد يحدث الأسوأ أيضا, عبر تفكك الاتحاد مع الزمن. ورجحت وكالة الأنباء الأوروبية أن تبلغ نسبة المشاركة نحو 40%، وذلك بانخفاض طفيف عن 43% عام 2009. وحذر كثيرون من أن بروز اليمين المتطرف في أكثر من دولة من دول الاتحاد الأوروبي, مثل بريطانياوفرنسا, سيأتي بنتائج كارثية على الوحدة الأوروبية. وأشارت صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية في تعليقها إلى ما جاء في بعض استطلاعات الرأي بأن نتائج انتخابات البرلماني الأوروبي "مسببة للكآبة". وقالت الصحيفة في تقرير لها في 26 مايو :" في اليونان، يعتقد أن واحدا من عشرة ناخبين أيد حزب الفجر الذهبي, وهو حزب نازي بشكل سافر , وفي فرنسا، جاء حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف في المقدمة بالانتخابات الأوروبية, وفي الدانمارك، انتزع حزب الشعب المناوئ للمهاجرين الصدارة في الانتخابات، وحل حزب الحرية اليميني المتطرف في المرتبة الخامسة في الانتخابات بالنمسا". وبناء على هذه المحصلة، ترى "الديلي تليجراف" أن هذه الجولة الانتخابية ميزها صعود النعرة الوطنية والقومية على حساب الوحدة الأوروبية, وعقبت على ذلك, بملاحظتين: الأولى أن الاتحاد الأوروبي تشكل لمنع حدوث مثل هذا الأمر, وأن تكون النعرة الوطنية أقرب إلى مفارقة تاريخية عفا عليها الزمن. والملاحظة الثانية - حسب الصحيفة - أن الاتحاد الأوروبي ينزلق بسرعة نحو التطرف. وبدورها, ركزت صحيفة "الجارديان" البريطانية على تقدم "حزب بريطانيا المستقلة" المتطرف على الحزبين الرئيسين "المحافظين والعمال" بانتخابات البرلمان الأوروبي. وأبرزت تصريحات زعيم الحزب نايغل فاراج, التي قال فيها :"إن حزبه على طريق الفوز بالانتخابات الأوروبية، وسيكون بمثابة زلزال سياسي لم يسبق له مثيل في تاريخ بريطانيا". وفي سياق متصل، علقت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية على فوز "حزب بريطانيا المستقلة" بأنه ليس نصرا كبيرا، لكنه أظهر أن بريطانيا فقدت إرادتها للتصدي للمصابين ب "فوبيا معاداة الأجانب". وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 26 مايو أنه ليس كل مؤيدي الحزب عنصريين، لكن جميعهم يؤيدون حزبا يجتذب "العنصريين", وهو ما يعزز الدعوات المناهضة للوحدة الأوروبية والمطالبة بانسحاب بريطانيا الفوري من الاتحاد الأوروبي. وفيما حققت أحزاب أقصى اليمين المناهضة للاتحاد الأوروبي, نتائج جيدة في عدد من الدول, لكن ألمانيا أكبر دول الاتحاد الأوروبي ذات النصيب الأكبر من المقاعد وايطاليا, وتمثلان "الوسط المؤيد لأوروبا", صمدتا بقوة. وتشير وكالة "رويترز" إلى تحقيق "القوميين" المتشككين في الاتحاد الأوروبي نصرا مذهلا في انتخابات البرلمان الأوروبي في فرنساوبريطانيا, تعكس الغضب, الذي يعم القارة الأوروبية كلها من سياسات التقشف والبطالة. كما وصف رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس, الفوز الذي حققه حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف بزعامة ماري لوبان, المعارض للمهاجرين وللاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو في دولة كانت من المؤسسين للاتحاد, بأنه "زلزال سياسي". وجرت انتخابات البرلمان الأوروبي, التي يحق لما يصل الى 388 مليون أوروبي الإدلاء بأصواتهم فيها, على مدى أربعة أيام لانتخاب ممثليهم في البرلمان