قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن انخفاض نسبة الإقبال في الانتخابات الرئاسية المصرية دفعت الحكومة للإعلان عن عطلة رسمية في محاولة واضحة لتشجيع الإقبال في اليوم الثاني والأخير على التصويت. وأضافت إنه "من المتوقع أن يفوز قائد الجيش السابق المشير عبد الفتاح السيسي بسهولة الانتخابات لكن أنصاره يبحثون عن نسبة إقبال جديرة بالاحترام لإثبات أنه يتمتع بتأييد ساحق". وأشارت إلى أن "السيسي أدلى بصوته أمس في حي مصر الجديدة الراقي في أول ظهور علني له"، لافتة إلى أن" منظمة حقوقية أشارت إلى إحباط حرس السيسي محاولة للاعتداء عليه من قبل الناخبين في لجنة اقتراع، رغم توضيح أحد أعضاء فريقه بوقت لاحق أن المعتدي كان يحاول عناقه وليس إيذاءه". ورأت الصحيفة أن" السيسي رئيس المخابرات العسكرية إبان حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك يحظى بدعم كبار الجنرالات في الجيش ونخبة رجال الأعمال في مصر، ووسائل الإعلام بأكملها تقريبًا التي صورت التصويت للسيسي على أنه واجب وطني". واستطردت أن "السيسي مدعوم بشريحة كبيرة من الشعب الذين أثنوا عليه بعد عزل محمد مرسي يوليو الماضي، حيث حظي رد فعله هذا بدعم معارضي الرئيس المعزول، محمد مرسي، وفي المقابل يرى كثير منهم أيضًا أن عودة الرجل القوي يعد الحل الوحيد بعد أكثر من ثلاث سنوات من الفوضى السياسية والاقتصادية التي أعقبت الإطاحة بمبارك". ونقلت الصحيفة عن المدرسة أمل عبد الهادي (40 عامًا) من منطقة المطرية القول "لقد أنقذ الشعب المصري، ولدينا آمالاً كبيرة فهو سيحل أزمة السياسة والاقتصاد والنقل". وأردفت أن "السيسي خالف توقعات المؤيدين الآخرين، بعدما أنهكوا من وعود ثورة 2011، فهم أثنوا عليه لنهجه الواقعي للتحديات الكثيرة في مصر". فمن جهته، قال محمد أبوالفتوح (60 عامًا) صاحب مصنع قام بالتصويت بالقرب من منزل الطفولة السيسي في القاهرة القديمة "ضقنا ذرعًا بالوعود، نحن نريد رجلاً قويًا فقط". وأشارت إلى أن" مراكز الاقتراع شهدت أمس جوًا احتفاليًا حيث رقص بعض الناخبين على الأغاني المؤيدة للجيش وأطلقوا الزغاريد عقب الإدلاء بأصواتهم، لدرجة وصف إحدى السيدات للحدث على أنه "عرس وطني"، بينما ادعت وسائل إعلام رسمية ولادة طفل بمركز اقتراع في الإسكندرية وإطلاق اسم السيسي عليه". ورأت الصحيفة أنه" بعيدًا عن الفرحة، أشارت دلائل إلى أن نسبة الإقبال كانت أقل من المأمول، وهو الذي أدى على ما يبدو لاتخاذ الحكومة قرارًا في الساعة الحادية عشرة مساء أمس بإعلان أن اليوم الثلاثاء عطلة رسمية". وأضافت إنه" وفقا للأرقام الأولية فقد حصل السيسي بالفعل على أكثر من 90 ٪ من الأصوات في الخارج رغم عدم وضوح نسبة تصويت المغتربين حتى الآن، لكن كشف استطلاع للرأي أجراه مؤخرًا مركز "بيو" للأبحاث عن تصويت أغلبية ضئيلة من المصريين ( 54 ٪ )، رغم تحذير خبراء الاستطلاع المستقلين من عدم اعتماد مصر على هذه البيانات في كثير من الأحيان". وعن المرشح اليساري صباحي، قالت الصحيفة إن "منافس السيسي الوحيد الذي وصف نفسه على أنه مرشح الثورة قال إن معارضي السيسي سيصوتون له حفاظًا على ما تبقى من المساحة السياسية". وأضاف صباحي في تصريحات إلى "الجارديان" يوم الأحد:" نحن لن نقف جانبًا وننتظر حتى يكون الوضع مثاليًا وعلينا أن نشارك لجعل أنفسنا مثاليين". وعن الإخوان المسلمين، قالت الصحيفة إن "الجماعة تستخدم الجانب السياسي الطائفي لثني أعضائها عن المشاركة، مدعية على موقع "فيس بوك" أن نسبة كبيرة من الناخبين ستكون من المسيحيين أو مؤيدي مبارك" .