"المشير" يسعى إلى تجاوز شرعية مرسي.. ودعوات داخل "دعم الشرعية" لإبطال الأصوات على الرغم من إعلانها مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقررة يومي الاثنين والثلاثاء، إلا أن النتائج اللافتة التي حققها المشير عبدالفتاح السيسي، المرشح الرئاسي في انتخابات الخارج، والتي حصل خلالها على 94.5% من أصوات المغتربين المصريين، كانت محل اهتمام ومناقشة داخل أروقة جماعة "الإخوان المسلمين". إذ لم تكن الجماعة تعتقد أن السيسي سيتفوق على منافسه حمدين صباحي بهذا الفارق الضخم من الأصوات، في الوقت الذي يراهن فيه وزير الدفاع السابق على تحيق نسبة أعلى من تلك التي حققها الرئيس المعزول محمد مرسي، بنسبة 51.73 % من أصوات الناخبين المشاركين، أدلى 25 مليونًا و441 ألف ناخب بأصواتهم من إجمالي 50 مليونًا و524 ألفًا و993 ناخبًا يحق لهم التصويت. وعلى الرغم من أن هذا الرقم كان الأعلى في تاريخ الاستحقاقات الانتخابية التي شهدتها مصر، إلا أن السيسي يتطلع إلى نزول المصريين بنسبة تفوق أعداد الذين صوتوا في انتخابات 2012، إذ قال إنه في حال نزول 40 مليون مواطن مصري يومي الانتخابات سيكون ضمانة له لتحدى أي مخططات خارجية تريد النيل من مصر، وتابع قائلاً "خلى 40 مليون ينزلوا فى الانتخابات وأنا هتحدى الدنيا كلها". من جهتها، تسعى جماعة "الإخوان" إلى إيجاد نوع من التوازن في الاستحقاق الرئاسي، فهناك من تحدث عن إمكانية المشاركة في الانتخابات بشكل غير معلن، من خلال تصويت أنصار الجماعة، و"التحالف الوطني لدعم الشرعية" لصالح صباحي، لمنع اكتساح متوقع للسيسي قد يصعب من موقف الجماعة في المستقبل، أو الدخول في أي مفاوضات معه لتحقيق المصالحة. وتراوحت الأفكار التي درستها قيادات الجماعة بين ثلاث خيارات الأول هو المشاركة بقوة في الاستحقاق الانتخابي، ودعم صباحي، وذلك ضمانًا لوجود جبهة قوية من المعارضة للسيسي خلال المرحلة التالية للانتخابات، وهو أمر قوبل بارتياح في أوساط التنظيم الدولي، لاسيما أن خيار المقاطعة خلال الاستفتاء على الدستور لم يكن مؤثرًا بشكل كبير بل استطاعت السلطة احتواءه. وفي هذا السياق، ترددت أنباء قوية عن عقد اجتماع بين صباحي وممثلين عن "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، بحضور الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، رئيس حزب "مصر القوية"، والمرشح الرئاسي السابق خالد علي وممثلين عن الاشتراكيين الثوريين وحركة "6إبريل"، والدكتور عمرو حمزاوي، رئيس حزب "مصر الحرية"، فضلًا عن إبراهيم المعلم الناشر المعروف، للبحث في تدشين تحالف عريض لدعم صباحي، وتأسيس جبهة معارضة ضد حكم السيسي في حال فوزه في انتخابات الرئاسة. وتحولت مقرات هذه الأحزاب والقوى الثلاثية إلى خلايا نحل لدعم صباحي الذي كذب كل التقارير التي تحدثت عن إمكانية انسحابه من المعركة الرئاسية بعد حضوره مؤتمرًا شعبيًا في ميدان عابدين مساء يوم الجمعة، مما أكد حسمه أمره وخوضه الانتخابات الرئاسية. وفي ظل أنباء التي تتردد عن إمكانية دعم التحالف لصباحي في اللحظة الأخيرة لإرباك خطط الخصم، إلا أن الدكتور أحمد بديع، المتحدث باسم الحزب "الوطن"، استبعد هذا الخيار جملة وتفصيلًا، قائلاً إن قرار المقاطعة هو موقف نهائي للتحالف. وأشار إلى أنه لم تجر أي تطورات تفرض تغييرًا حول هذا الموقف. في الوقت الذي شكك فيه قادة منشقون عن "الإخوان" في إمكانية دعم "الإخوان" لصباحي في الانتخابات الرئاسية، في ظل افتقاد الثقة بين الطرفين، والدور المهم الذي لعبه مؤسس "التيار الشعبي" في الإطاحة بالرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي وانتقاداته اللاذعة للأخير وجماعته. إذ تحدث قادة منشقون عن الجماعة من بينهم الدكتور خالد الزعفراني عن صدور توجيهات من جماعة الإخوان لأنصارها بضرورة المشاركة بقوة في الانتخابات الرئاسية، مع إبطال الأصوات بدلًا من خيار المقاطعة التي تراجعت الجماعة عنه لعدم تحقيقه الفائدة المرجوة. وأوضح أن الجماعة تريد من المشاركة وإبطال الأصوات إيصال رسالة للعالم بأن هناك في مصر من يرفض العملية السياسية ويتحفظ على المرشحين المشير عبدالفتاح السيسي وحمدين صباحي، والتأكيد على مدى قوة الجماعة واستمرار تمتعها بوزن سياسي. وأشار إلى أن الإخوان تريد بهذه المواقف توصيل رسالة للخارج بأنه مازال لديها نفوذ داخل الساحة المصرية، لافتًا إلى أنه لا استقرار في مصر بدون مصالحة مع الجماعة وتأمين دور سياسي لها. في السياق، كشف حسين عبد الرحمن، القيادي البارز في حركة "إخوان بلا عنف" عن حزمة من الإجراءات التي تنوي جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي القيام بها للطعن في شرعية الانتخابات الرئاسية وتقديم رسالة للرأي العام العالمي بحدوث تزوير واسع النطاق بها بشكل يثير غضب واستياء المجتمع الدولي. وأوضح أن الإجراءات ستبدأ برفع إبراهيم منير، الأمين العام للتنظيم الدولي، دعوى أمام المحاكم البريطانية للطعن في شرعية الانتخابات لاسيما أن القانون البريطاني يبيح مثل هذا الأمر. وأشار إلى أن الجماعة ستستمر فى تبني فعاليات عديدة للتنديد بهذه الانتخابات الرئاسية، منها الدعوة لمليونية في 15 يونيه القادم، تحت عنوان "لا لتزوير إرادة الأمة"، وستليها مليونية أخرى فى 30 يونيه قد يتم خلالها اقتحام حوالي 45سفارة وتنكيس العلم المصري فيما سيطلق عليها "مليونية النكسة للطعن في شرعية الانتخابات". وإضافة إلى ذلك، قال إن الإخوان ستشن حملة في الأحياء الفقيرة والعشوائيات والمحافظات النائية للطعن في شرعية الانتخابات بل ستعمل على تدشين تحالف بين القوى والأحزاب الإسلامية والثورية ضد المشير السيسي في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية.