الإخوان: غموض فى الموقف والمقاطعة الخيار الأقوى.. "الجماعة الإسلامية" و"الجهاد": سنقاطع ولن ندعم صباحى.. "النور": لم نحدد موقفنا والسيسى الأوفر حظًا جماعة رسلان والقوصيون ومنشقون عن تيارات جهادية يصوتون لصالح قائد الجيش السابق.. و"تحالف شباب الإخوان": الجماعة قد تدعم السيسى لتكرار سيناريو مرسى
أثار إعلان المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع السابق، عزمه خوض الانتخابات الرئاسية، وما سبقه من إعلان حمدين صباحي مؤسس "التيار الشعبي" خوضه المعركة، تساؤلات حول إلى أي من المرشحين ستذهب أصوات التيار الإسلامي؟ وبدا أن هناك حالة انقسام بين القوى الإسلامية إزاء ذلك، ففيما تتجه غالبية القوى المؤثرة، وخاصة المنضوية في "التحالف الوطنى لدعم الشرعية"، الداعم للرئيس المعزول محمد مرسي، من المرجح أن تذهب أصوات حزب "النور" للمشير السيسي، فيما لم يحسم آخرون موقفهم حتى الآن. ورجحت مصادر إخوانية، أن تكون المقاطعة هي الخيار الأقوى، باعتبار أن المشاركة فى الانتخابات بأى شكل "تحرق ورقة الشرعية، التى لا زالت الجماعة تتمسك بها"، فضلاً عن أن المشاركة تؤكد إقرار الجماعة بشرعية إطاحة الجيش بالرئيس المعزول محمد مرسى فى الثالث من يوليو. وهو ما عبرت عنه الجماعة في بيانها الذي أصدرته تعليقًا على ترشح السيسي، وقالت فيه "نحن نؤمن بأن هذا الانقلاب وكل ما ترتب عليه باطل، وإن تم تغليفه باستفتاء أو انتخاب مزور، وبالتالي فالشرعية الحقيقية قائمة ومستمدة من إرادة الشعب التي عبر عنها خمس مرات في انتخابات حرة، ومن ثم فالدستور والبرلمان والرئيس الشرعيون باقون، وإن حاولوا التشويش عليهم أو التنكيل به"، وفق قولها. وقال مجدي قرقر، المتحدث باسم "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، إن "القرار المبدئي للتحالف هو مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة"، التي أعلنت اللجنة العليا للانتخابات أنها ستجرى يومي 26 و27 مايو المقبل. لكنه أكد، أن "موقفنا النهائي لن نحدده إلا مع غلق باب الترشح لاحتمال ظهور مستجدات سياسية". وأضاف قرقر، أن "التحالف يرفض الانتخابات الرئاسية المقبلة؛ لأنها بنيت على باطل.. هذه العملية الانتخابية باطلة لأنها بنيت على باطل، وعلى أساس غير صحيح وهو انقلاب 3 يوليو 2013". فيما رجح المهندس صلاح هاشم عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، المنضوية في "التحالف الوطني لدعم الشرعية" مقاطعة الانتخابات الرئاسية اتساقًا مع موقفها بمقاطعة الاستفتاء على الدستور الذى جرى فى يناير الماضى، قائلاً: "الجماعة لا ترى حتى من المعسكر الثورى مرشحًا يروق لها أو يمكن أن تدعمه فى الانتخابات الرئاسية". واستبعد هاشم، دعم الجماعة لمرشح "التيار الشعبى" حمدين صباحى، "بسبب إشكاليات تحكم علاقاتنا به وتحفظنا على أدائه السياسى طوال الفترة الماضية، ودوره فى الإطاحة بالرئيس مرسى"، في الوقت الذي أكد فيه صعوبة خوض مرشح إسلامى يحظى بدعم وتوافق القوى الإسلامية السباق باعتبار أن معظم من يمكن أن يحظوا بالتوافق موجودين داخل السجون أو خارج البلاد، وبالتالى فخيار المقاطعة هو الخيار الأقوى. من جانبه، أكد الدكتور أنور عكاشة منظر جماعة الجهاد، أن "أغلب القوى الإسلامية باستثناء حزب النور وبعض القوى المنشقة سيقاطعون انتخابات الرئاسة القادمة ولن يدعموا مرشحًا لها سواء من خارج صفوفهم أو من داخله". وأوضح، أن "حالة من الشكوك أصبحت تحكم علاقة القوى الإسلامية بمعظم القوى المسماة بالثورية بل أنها ترى بعض هذه القوى مسئولة عن سقوط حكم الرئيس المعزول محمد مرسى وفى مقدمتهم حمدين صباحى ومن ثم فلا توجد أى احتمالية لدعمه". وتابع: "مرشح التيار الشعبى قطع كل الخطوط مع التيار الإسلامى ومنع أى محاولات للالتقاء فى منطقة وسط بشكل يمنع أى إمكانية لإبرام أى تحالف معه فى المستقبل". بدوره، أكد الدكتور عبد الله بدران عضو الهيئة العليا لحزب "النور"، أن "الحزب لم يحسم موقفه من الانتخابات الرئاسية حتى الآن"، لافتًا إلى أن الهيئة العليا والمجلس الرئاسى سيحددون هذا الموقف بعد اجتماعات مكثفة خلال هذا الأسبوع. وتابع: "موقفنا واضح ولن نحدد مرشحنا المفضل إلا بعد إغلاق باب الترشيح وتحديد القائمة النهائية للمرشحين ودراسة برنامج كل مرشح قبل أن نحدد من نصوت له". غير أن الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس "الدعوة السلفية"، والزعيم الروحى للحزب عبر عن اتجاه الحزب لدعم السيسي الذي قال إنه سيلتقيه قريبًا قائلاً: "هو الأقوى حظًا للفوز بالانتخابات الرئاسية"، مما يؤكد أن هو المرشح المفضل ل "النور" ولن تكون "الدعوة السلفية" أو "النور" القطاع الوحيد الذى سيدعم السيسى فالتيار "المدخلى" الذى يقوده الدكتور محمد سعيد رسلان الداعية السلفى الشهير، والمعروف بارتباطه بالأجهزة الأمنية عبر دعمه السابق للفريق أحمد شفيق فى معركته مع الدكتور مرسى، من المرجح أن يدعم السيسي في معركة الرئاسة. كذلك سيدعم القوصيون، المشير فى ظل الصلات الوثيقة بين الداعية أسامة القوصى، والأجهزة الأمنية. فيما تقف قوى إسلامية محسوبة على بعض الجهاديين المنشقين، مثل "الجبهة الوسطية" إلى جانب المشير، بحسب صبرة القاسمى، الأمين العام للجبهة، بوصفه "الوحيد القادر على انتشال مصر من المأزق ومواجهة قوى الظلام"، وهو الموقف ذاته الذى يشاركه فيه "التحالف الإسلامى لدعم الشرعية"، الذى يضم شخصيات منشقة من "الجماعة الإسلامية" و"الجهاد"، حيث ستصوت هذه القوى كما يؤكد المهندس محمد شامخ لصالح المشير فى الاستحقاق الرئاسي. فيما تشاطرهم الموقف ذاته "جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية"، وحركة "أحرار الجماعة"، حيث يرى مؤسس الأولى الشيخ فؤاد الدواليبى، أن المشير يبقى المرشح الأكثر حظًا للفوز. في سياق متصل، ألمح عمرو عمارة منسق تحالف شباب الإخوان المنشقين إلى احتمالات دعم جماعة الإخوان للمشير السيسى خلال انتخابات الرئاسة "ليس رغبة فى فتح صفحة جديدة معه ولكن ليصل للقصر الرئاسى وتبدأ معركة شرسة مع السيسى ليشرب من نفس الكأس التى سقى منها الرئيس مرسى، حيث ستلجأ الجماعة لمحاصرته بالمسيرات والمظاهرات والمطالب الفئوية وستسعى لتكرار ما أقدم عليه السيسى مع الرئيس المعزول محمد مرسي".