شهدت القاهرة الأربعاء مراسم الاحتفال بالتوقيع على اتفاق المصالحة الفلسطينية، والذي وضع حدًا للانقسام على الساحة الفلسطينية المستمر منذ يونيو، بموجبه تم الاتفاق على تشكيل حكومة مؤقتة لإدارة الضفة الغربية وقطاع غزة، على أن يتم الإعداد لإجراء انتخابات خلال عام. وبدأ افتتاح الاحتفال الرسمي باتفاق المصالحة الذي وقع عليه الثلاثاء في القاهرة من جانب حركتي "فتح" و"حماس" وكافة الفصائل الفلسطينيةء متأخرا حوالي ساعة وربع عن موعده المحدد أصلا في الحادية عشرة، بسبب خلافات حول كلمة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل ومكان جلوسه. وذكرت مصادر أنه كان تم الاتفاق على أن تقتصر الكلمات على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بصفته رئيس الشعب الفلسطيني ووزير الخارجية المصري نبيل العربي ورئيس المخابرات المصرية العامة اللواء مراد موافي والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، غير أن "حماس" طلبت إلقاء كلمة. وأشارت إلى أن خلافًا حدث بسبب مكان جلوس خالد مشعل، سبب رفض "فتح" جلوسه على المنصة إلى جوار عباس باعتبار أنه لا يشغل أي منصب رسمي، هو ما نحج الوسطاء المصريون في تسويته عبر جلوس مشعل في الصف الأول بجوار الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي مع السماح له بإلقاء كلمة شدد فيه علي قبول حماس لإقامة دولة فلسطينية علي حدود 1967م. وأكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي ل "حماس" خالد مشعل خلال الاحتفال بالتوقيع على الاتفاق عزمهما على طي "صفحة الانقسام السوداء" وتجاوز أي عراقيل تعوق تنفيذه في ظل إبداء بعض المصادر تخوفا من عراقيل إسرائيلية وغربية. وأوضح عباس أن "صفحة الانقسام طويت إلى الأبد" واتهم إسرائيل ب "التذرع" بالمصالحة للتهرب من السلام، بينما شدد مشعل على أن حركته "مستعدة لدفع كل ثمن من اجل إتمام المصالحة وتحويل النصوص إلى واقع على الأرض"، مضيفا "أن معركتنا الوحيدة مع المحتل الإسرائيلي". وتعهد عباس بسعي فتح لتذليل أي عقبات تعترض تطبيق اتفاق المصالحة مخاطبا الحضور "سنواجه مصاعب وستنشأ خلافات ولكنني على ثقة - بما أظهرناه من إرادة- من أننا قادرون على تجاوز كل العثرات". من جانبه، أكد مشعل استعجال "حماس" لتجاوز الفلسطينيين هذه اللحظة الصعبة التفرغ لمشروعنا الوطني المتمثل في إقامة "دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على ارض الضفة والقطاع عاصمتها القدس الشريف ودون تنازل عن شبر واحد أو عن حق العودة. في الإطار ذاته، كشفت مصادر مصرية عن استمرار مصر في رعاية مفاوضات بين الفصائل الفلسطينية للتفاهم على تشكيل الحكومة إعادة بناء منظمة التحرير خلال الأيام القادمة". وأكد إبراهيم الدرواي مدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة ل "المصريون" أن المفاوضات الخاصة بتشكيل الحكومة وإعادة هيكلة منظمة التحرير ستكون حول التفاصيل، خصوصا أن "فتح" و"حماس" اتفقتا في السابق على جميع المسائل الخلافية، مستبعدا اشتعال خلافات بينهما خلال المرحلة المقبلة.