أكد الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المقبلة، أن الكثير من المسيحيين أعربوا له عن تأييدهم للمادة الثانية من الدستور التي تنص على أن الشريعة الإسلامي هي المصدر الرئيس للتشريع في مصر، مطالبًا بإجراء نقاش مع الأقباط بشأنها في ظل وجود أصوات معترضة عليها. وقال البرادعي في مقابلة مطولة مع برنامج "العاشرة مساء" على فضائية "دريم" مساء الأحد إن هناك خلافًا حول المادة الثانية من الدستور من جانب الأقباط، "لكني أعرف مسيحيين كثيرين يقولون لي طالما هذه المادة ستحفظ حقوقنا وحرياتنا فلنبقي عليها". وطالب ب "مناقشة هذه الأمور مع الأخوة الأقباط من فوق المنضدة، وليس من تحت المنضدة (...) فعلينا أن نزيل أي خلاف بالحوار والمكاشفة"، منتقدًا استخدام الشعارات دون وضع حلول موضوعية للمشاكل، وتابع: "أننا تعودنا الحديث عن شعارات، ولابد أن نترك الشعارات ونتحدث عن واقع ومشاكل وعن حلول لهذه المشاكل". وحول رأيه في التيارات السياسية في مصر بما فيها التيارات الدينية، قال البرادعي: "كل التيارات السياسية بكل أفكارها وآرائها في حاجة لحوار وطني تحت إشراف المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهذا الدور سيذكره التاريخ للقوات المسلحة". وأيد حق التيارات الدينية في مصر في ممارسة السياسة رافضًا إقصاءهم، مؤكدا أنه مؤمن بأن كل التيارات جزء من الوطن سواء اتفق معهم في أفكارهم أو اختلف معهم، وأشار إلى أنه كان مع حق "الإخوان المسلمين" في ممارسة السياسة وكان يرفض وصفها ب "المحظورة" رغم أنه لم يلتق بهم إلا حينما عاد لمصر في فبراير من العام الماضي. وأشار إلى أنها كانت المرة الأولى التي يعرفهم عن قرب حينما بدأ يتصل بهم ويلتقي بهم ووصفهم بأنهم جماعة منظمة وحصلوا على أكبر قدر من التوقيعات لبيان "التغير" الذي كان يتبناه قبل إسقاط نظام حسني مبارك. وأوضح أنه كان و"الإخوان" في فترة ما قبل الثورة متفقين على شيء واحد هو تغيير النظام، على الرغم من أنه ليس من "الإخوان" ولكنه يكن لهم كل تقدير واحترام ونفس الشيء مع الكنيسة. وذكر أن زيارته الأخيرة للكنيسة في "عيد القيامة" جاءت بعد لقائه مجموعة من المسيحيين العام الماضي وكانوا يخشون من أي عملية إرهابية بعد جريمة نجع حمادي عشية عيد الميلاد في يناير من العام الماضي، وأشار إلى أنه تحدث لهم وحضر القداس معهم وكان جمال مبارك نجل الرئيس السابق حسني مبارك حاضرًا. وقال إنه اكتشف أن "أمن الدولة" نسق على أن تجلس بجانبه السفيرة الأمريكية مارجريت سكوبي فقط لمدة ثلاث دقائق حتى يتم التقاط صورة لهما معًا وقد تم نشر هذه الصورة في جميع الصحف القومية التابعة للنظام السابق، واستدرك قائلا: "فهمت ذلك وكلما التقيت بها نضحك أنا وهي لأننا فهمنا ما يحدث". وأضاف: وفي هذا العام تلقيت دعوة من الكنيسة وحضرت القداس وقلت لهم أنا أتيت العام الماضي في عصر الظلمات واليوم آتي في عصر النور وهذه هي علاقتي ب "الإخوان المسلمين" وبالكنيسة، فأنا على يقين أنهم من حقهم العيش بحرية كاملة. لكنه مع ذلك أكد أن مصر بها مشاكل لكنها ستحل لأن السور زال وأنهار، وأردف قائلا: الأغلبية العظمى من الشعب المصري ترفض أن يكون النظام على ولاية الفقيه أو أن الدولة يحكمها رجل الدين وأن تكون مرجعية الدولة الوحيدة هو رجل الدين لأن الدين شيء والسياسة شيء. وأضاف: فنحن نؤمن بدولة مدنية وأنا سعدت جداً حينما سمعت خبر أن شيخ الأزهر سيكون بالانتخاب وهذا هو الدين الوسطي، فأول آية نزلت هي "أقرأ" أي أقرأ وفكر وربنا قال: ألا تتدبرون، ألا تفكرون، لكنه قال إنه للأسف قرأ عن أحد السلفيين أن الديمقراطية ضد الإسلام وهذه معضلة أخرى، حسب قوله. وأكد البرادعي أنه يريد أن يخوض الانتخابات الرئاسية من خلال توافق وطني وليس من خلال الأحزاب، وأضاف: نريد أن نقول تعالوا نعمل برلمان على الثوابت الدستورية التي اتفقنا عليها. وحول تمويل الحملة الانتخابية المعضلة للمرشحين المحتملين، قال إن هذا الأمر مهم وليس حتى الآن موجود قانون لتمويل الانتخابات، مشددًا على أنه لن يمول حملته الانتخابية من جيبه الخاص لأن ذلك يتنافى مع مفهوم العمل العام. وقال إن الذي يريد محمد البرادعي رئيسًا لابد أن يمول هو هذه الحملة، لأن "كوني أمول الحملة على نفقتي وأدفع كي أبقى رئيسًا للجمهورية فهذا ليس منطقيًا فأنا أسعى للرئاسة من أجل التغيير وليس من أجل أن أقول أنا رئيس الجمهورية، لهذا آمل أن تكون تمويل الحملة من خلال الشعب جنيه وخمسة جنيات وعشرة جنيهات". ورفض البرادعي البالغ من العمر 68 سنة النظر إلى مسألة السن باعتبارها عائقًا أمام ترشحه، وقال: "سني ليس عائقًا أمامي وكل من طلبوا مني الترشيح سنهم أقل من خمسة وثلاثين هاما فهم زاروني في البيت، وقالوا لي أن أستمر وأخوض الانتخابات وأكمل معهم المسيرة التي بدأناها، خاصة وأني على خبرة بالداخل والخارج، لأن المسألة هي إصلاح مصر وخبرتي في الإدارة تقوم على العمل الجماعي". وأكد البرادعي أن لديه مؤيدين على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يصل عددهم إلى 400 ألف شاب يؤيدونه÷ وقال إنه يعول على هؤلاء الذين يؤيدون مبادئه وأفكاره في الانتخابات. وحول ما إذا أصبح رئيس فهل ستصبح زوجته السيدة عايدة السيدة الأولى، وكونه أعلن منذ زمن عن اسمها رغم أن ذلك يتنافى مع التقاليد الشرقية، قال البرادعي: على المستوى الشخصي أنا فخور وسعيد بعايدة ،وسأقول دائما عايدة لأنها عشرة 35 سنة، وابنتي رزقت بعايدة ووالدتي اسمها عايدة فلدي من العوائد الكثير، ولو حصل أن أصبحت رئيس فلن يكن لها إطلاقًا أي صلة بالعمل السياسي كما في أي دولة متقدمة، ودورها سيقتصر فقط على العمل الخيري كمواطنة وليس كسيدة ولى لأني لا أحب هذا اللقب. وأكد البرادعي أن أول شيء المفروض البدء فيه، هو وضع ثوابت للدستور، ليتم بعدها تشكيل مواد الدستور المصري من خلال أساتذة القانون، لأن هذه الخطوة ستشكل لنا مصر جديدة وستجلب لنا الاستثمارات. وأكد في النهاية أنه يريد رؤية جديدة لمصر وناس لديهم خبرة وضمير، وختم بقوله مقتبسا العبارة الشهيرة للشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي "الثائر الحق يثور على الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد".