لست أدري لماذا الضجة الإعلامية والسياسية وحتى الأزهرية الكبرى المثارة بمناسبة زيارة ولي العهد البريطاني لمصر في وقت تتخبط فيه الممارسات السياسة البريطانية إلى أدنى من الحضيض سواء من ناحية حركة الغدر الكبرى بسحب المراقبين الإنجليز من سجن أريحا وفتح الباب لإسرائيل لكي تقبض على المناضلين الفلسطينيين أو سواء من ناحية إدعاءات السيد بلير بأنه مبعوث العناية الإلهية في العراق لينضم إلى قائمة أنبياء بني إسرائيل الجدد مع بوش. الملكية البريطانية ليست هي ملكية القرن التاسع عشر الاستعمارية بل هي مجرد رمز تافه لا يعبأ به أحد (ولا في بريطانيا نفسها) اللهم إلا قلة محدودة من كدابين الزفة ومحدثي النعمة من الذين تهتر قلوبهم لمجرد سماع كلمة الأمير وولي العهد. وبالطبع فإن وصول أمير إلى مصر في هذا الوقت بالذات حيث يجري الترتيب لولاية عهد وأسرة مالكة قد كون له دور في المغامرة الملكية. ولكن ما هو دخل الأزهر في الموضوع حتى يقدم دكتوراة فخرية ولأي سبب. لا يستطيع أحد أن يزعم أن الأمير تشارلز هو من أولياء الله الصالحين وحتى لو كان فإن هذا في حد ذاته يكون سببا يدعو الأزهر للهجوم عليه تمشيا مع العرف السائد لا تكريمه بها. ولست أدري ما هي الخدمات الجليلة التي أداها الأمير للأزهر أو لغير الأزهر حتى يستحق هذه الدكتوراة وهذا الاحتفاء. هل يكفي أن يقف أي شخص في أي مكان ليقول أن الإسلام دين مش بطال لكي يستحق دكتوارة فخرية. وحتى كلام الأمير حول أن الإسلام مش بطال لم يجد آذانا صاغية في أي مكان وبالذات في بلده حيث الكل كان مشغولا بحكاية الزواج والطلاق مع ديانا ثم الغرام بسيدة متزوجة والزواج منها بعد طلاقها .. إلخ. القضية ليست شخصية الأمير تشارلز لكنها قضية البعض ممن يفترض أنهم قمم دينية كبيرة لكنهم يقفون بكل انبهار أمام لقب الأمير وحكاية العائلة المالكة التي يتوق الناس في بلادها إلى التخلص منها وإنهاء نفقاتها. وإذا كان لابد للأزهر وقيادته أن ينبهروا بالخواجات فلماذا لا يحتفوا برمزي كلارك وزير العدل الأمريكي الأسبق والمناضل الحقوقي العالمي وأين كاسترو وهيوجو شافيز بل أين المطران كابوش المناضل المسيحي النبيل وهناك المئات من رموز الشرف والنضال في العالم المعاصر من مسيحيين ويهود وبوذيين كان يجب أن يجد نضالهم التحية من الأزهر لأنه نضال ضد الرأسمالية الغربية البشعة وهي صنو الإلحاد والانحلال فيدل كاسترو وأرنستو جيفارا أحق بدكتوراهات الأزهر الفخرية من الأمير تشارلز. [email protected]