لا يعنيني اختلاف الروايات حول الواقعة المثيرة، ولا اكتب عنها كصحافي يسعى فقط للوصول الى الحقيقة، لكنني اكتب كمصري يتمنى ان تكون «قيمة» و«قدر» المواطن المصري قد ازدادت بالفعل بعد ثورة يناير، فالانسان المصري هو هدف هذه الثورة كما هو صانعها، ويستحق ان تعامله سلطات بلده كمواطن، لديه كل حقوق المواطنة. .. لندخل مباشرة في الموضوع، في 12 يناير 2008 اختفت السفينة المصرية «بدر 1» وعلى متنها 14 بحارا مصريا، بينما كانت تمخر عباب البحر الاحمر في طريقها للسودان الشقيق، حاملة حمولة رسمية من الانابيب المعدنية والبلاستيكية والدهانات وغيرها. وسارعت اجهزة الامن فورا لاعلان «غرق» السفينة وجميع بحارتها ال14، وبدا الامر مريبا وغامضا لاسباب عديدة منها: 1 – لم يتم رصد أي نداءات استغاثة قبل «الغرق» المزعوم. 2 – جميع الاتصالات انقطعت فجأة ودون سابق انذار. 3 – لم تجر أي محاولات للبحث عن جثث الغرقى أو حطام السفينة. 4 – ان «بدر 1» كانت قد خرجت لتوها من صيانة شاملة مما ينفي امكانية حدوث أية اعطال. .. ما الحكاية إذن؟.. يقول مالك السفينة المهندس أشرف فرج انه طرق جميع الابواب فور اختفاء السفينة الا انها اوصدت في وجهه وقتها، بل وصل الامر الى تهديدات «جهات امنية» لكل من يحاول فتح ملف «اختفاء بدر 1» حتى اهالي المفقودين. وبعد مرور 3 سنوات وعقب الثورة تقدم ببلاغ للنائب العام اكد فيه حصوله على وثائق تؤكد «رواية خطيرة» تفسر اختفاء السفينة. تقول الرواية التي ذكرها موقع استخباراتي قريب من اسرائيل: ان السفينة كانت تحمل اسلحة الى ثوار تشاد سيتم تسليمها في السودان، وعلمت المخابرات الفرنسية بالامر فقامت بالتنسيق مع المخابرات الاسرائيلية بتوجيه فرقاطة اسرائيلية قامت بالتشويش على اجهزة الاتصال بالسفينة، و«خطفها». وهذه الرواية بالطبع نفتها مصر تماما، غير ان المسؤولين المصريين لم يعلقوا على رواية اخرى تقول: ان قوات بحرية تابعة لحلف شمال الاطلسي «ناتو» هي التي اوقفت السفينة وحققت مع قبطانها وملاحيها ال14 قبل ان تسلمهم جميعا الى مصر، حيث اختفوا حتى اليوم. اكرر ان القصة الشيقة التي تصلح فيلما من افلام المخابرات لا تعنيني في شيء، ما يهمني هنا هو «أرواح» 14 انسانا ومشاعر أمهاتهم وبناتهم وأزواجهم وأبنائهم، كيف يعيشون منذ اكثر من 3 سنوات وهم معلقون لا يعرفون ان كان ذووهم قد غرقوا فيتقبلون فيهم العزاء ويرتضون أمر الله صابرين محتسبين؟.. أم انهم مازالوا على قيد الحياة في مكان لا يعرفه الا الله و«جلاوزة» نظام رحل وهو يأبى ان يعيد الهدوء لأهالي 14 اسرة، يدعون له بطول العمر، حتى يرى نتائج أعماله. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 لوْ شُفتْ وَاحِدْ بِجِحْ فَاجِرْ فِى وِسطْ النَّاسْ مَاشِى فِى جِنازِةْ قتِيلُهْ إِعرَفْ بِإِنَّهْ مدَاسْ دَا أصلُهْ عَارِفْ بِإِنْ فضِيحتُهْ بجَلاجِلْ وِ غِاوِي يفرِسْ فِ غيرُهْ بسْ رَاحْ يِندَاسْ د.توفيق ماضي – «وَاحِدْ بجِحْ»