الأخبار19/2/2008 أصبحت السفينة المصرية 'بدر 1' لغزا محيرا بالنسبة للكثيرين،...، فقد انطلقت من ميناء السويس منذ ما يزيد علي شهر، وبالتحديد يوم 12 يناير الماضي، في رحلة تجارية بالبحر الأحمر، حاملة شحنة من الحديد والأسمنت متجهة إلي ميناء بورسودان،...، ثم انقطعت أخبارها عن مصر والسودان وكل الناس، بعد ثلاثة أيام من إبحارها. السفينة 'بدر 1' المختفية علي متنها أربعة عشر بحارا بينهم تسعة من المصريين، وأربعة من السودانيين، ويمني واحد،...، ومنذ هذا التاريخ أي الخامس عشر من يناير الماضي، لا حس ولا خبر عن السفينة وطاقمها،...، تبخرت السفينة، وكأنها لم تكن. هل ابتلعها البحر في ليلة غاب فيها القمر، وزادت العواصف وارتفعت الأمواج؟!،...، لا أحد يستطيع أن يجزم بذلك نظرا لأنه لم يتأكد بصفة قاطعة، ولم تظهر أي دلائل أو مؤشرات تؤكد أو تشير إلي غرق السفينة، كما أن السفينة جيدة البناء وبها وسائل اتصال واستغاثة حديثة طبقا لما يقوله مالكها،...، ولم يصدر عنها أي استغاثة توحي بأنها تواجه خطرا مفاجئا أو غير متوقع يهدد سلامتها. واذا كانت السفينة لم تغرق في البحر الأحمر وهو ما نرجوه...، فإن هناك احتمالا آخر، بأن يكون قد أصابها عطل مفاجيء أجبرها علي التوقف في عرض البحر أو اللجوء إلي أحد الأماكن الآمنة، ولكن ذلك أيضا غير مؤكد، حيث انه من المفترض في مثل هذه الحالات ان تجري السفينة اتصالات عاجلة ومستمرة تنبيء عن حالتها، وهو ما لم يحدث. ليس هذا فقط،...، بل ان عمليات المسح الجوي والبحري التي تمت بحثا عن السفينة لم تسفر عن شيء علي الاطلاق، ولم يظهرللسفينة اللغز أي أثر. المثير للانتباه في هذه القضية، المحيرة، ان مالك السفينة يؤكد ان السفينة بخير وهو ما نتمناه بالفعل ،...، ويضيف ان لديه معلومات في هذا الشأن تدفعه لطمأنة أهالي طاقم السفينة علي سلامتهم،...، ونحن بالقطع نأمل أن يكون ذلك صحيحا، وان يكون التفاؤل في موضعه، وله ما يبرره، وما يستند عليه. ولكن ما يضعف هذا الأمل ويناقضه، حقيقة لا يمكن تجاهلها، وهي أن جميع المصادر المسئولة والجهات الرسمية، التي يمكن أن يكون لديها خبر صحيح عن السفينة ومصيرها الغامض، ابتداء من وزارة الخارجية المصرية، وأمن الموانيء، ووزارة النقل، وأيضا جميع الجهات السودانية المختصة، كلها تؤكد انه ليس لديها أي معلومات عن السفينة اللغز. ولكن.. رغم ذلك لايزال المالك متفائلا.. ونحن نتمني أن يكون لديه بالفعل ما يبعث علي ذلك التفاؤل. المزيد من الأقلام والآراء