يواجه الرئيس السوري بشار الأسد انشقاقا داخل إدارته، بعد أن استقال 200 من أعضاء حزب البعث الحاكم، كما بدت مؤشرات على وجود استياء داخل الجيش، بسبب حملة القمع العنيفة للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية. واستقال 200 من أعضاء حزب البعث الذي يحكم سوريا منذ تولى السلطة في انقلاب عام 1963 من محافظة درعا والمناطق المحيطة بها، بعد أن أرسلت حكومة دمشق الدبابات لقمع المقاومة في مدينة درعا بجنوب البلاد. وقالت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان، إن 35 مدنيا على الأقل قتلوا في الهجوم، ولم تكن الاستقالة أمرا يمكن تصوره قبل اندلاع الاحتجاجات في درعا في 18 مارس الماضي. وقال بيان وقعه المسؤولون في درعا، "نظرا للموقف السلبي لقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي تجاه الأحداث في سوريا عموما وفي درعا خصوصا، وبعد مقتل المئات وجرح الآلاف على أيدي القوى الأمنية المختلفة، وعدم اتخاذ قيادة الحزب أي موقف إيجابي وفعال، وعدم التعاطي مع هموم الجماهير نهائيا نتقدم باستقالتنا الجماعية". وسارت دبابات في دوريات بشوارع مدينة درعا في جنوب البلاد التي اندلعت منها الانتفاضة على حكم الأسد قبل نحو 6 أسابيع. وقال دبلوماسيون، إن هناك بوادر استياء داخل الجيش، وغالبيته سنة، بينما ينتمي معظم الضباط إلى الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد. كان الأسد قد أرسل إلى درعا، يوم الاثنين الماضي، الفرقة الميكانيكية الرابعة التي تدين له بالولاء ويقودها شقيقه ماهر. وأفادت تقارير لم يتسن تأكيدها أوردتها بعض شخصيات المعارضة وبعض سكان درعا أن بعض الجنود من وحدة أخرى رفضوا إطلاق النار على المدنيين. وقال دبلوماسي رفيع: "الجنازات الأكبر في سوريا حتى الآن كانت لجنود رفضوا أمر إطلاق النار على المحتجين، ونفذت فيهم أحكام إعدام في التو".