بحث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي جون كيري الجهود الروسية الأمريكية الأوروبية المشتركة الرامية إلى تسوية الأزمة الداخلية الحادة في أوكرانيا. وجاء في بيان للخارجية الروسية - أن لافروف أشار - خلال الاتصال الذي تم بمبادرة من كيري إلى ضرورة الوقف العاجل للعملية العسكرية العقابية التي تشنها سلطات كييف ضد مناطق جنوب شرق أوكرانيا، ورفع الحصار عن المناطق السكنية، وتحرير جميع المعتقلين السياسيين، وإطلاق إصلاحات دستورية شاملة، وفقا لما أوردته وكالة أنباء نوفوستي الروسية . ولفت لافروف انتباه نظيره الأمريكي إلى الزيارة التي قام بها رئيس منظمة الأمن والتعاون الأوروبي الرئيس السويسري ديديه بوركهالتير إلى موسكو في السابع من مايو الجاري ، معبرا عن قلقه الشديد إزاء ردة الفعل السلبية لسلطات كييف على نتائج المباحثات الروسية السويسرية، ورفض هذه السلطات وقف استخدام الجيش والعناصر الراديكالية ضد المحتجين. ودعا لافروف نظيره الأمريكي للضغط على سلطات كييف لدفعها نحو البدء بتهدئة حقيقية للوضع وخلق الظروف الملائمة لحوار مباشر وعادل مع ممثلي مناطق جنوب شرق أوكرانيا". وكانت الخارجية الروسية أكدت في بيان لها اليوم أن عدم قبول سلطات كييف لخارطة الطريق التي اقترحتها منظمة الأمن والتعاون الأوروبي لتسوية الأزمة في أوكرانيا يتناقض بشكل مباشر مع بنود اتفاق جنيف الموقع في 17 أبريل الماضي. وقالت الخارجية:" مع الأسف رد الفعل الأول من "كييف الرسمية" يختلف بشكل عام عن التصريحات الإيجابية الصادرة من العواصم الأوروبية ، فكييف تريد أن توحي للجميع بأنها غير راضية عن التواصل ما بين روسيا ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي وأن لديها خارطة الطريق الخاصة بها أكثر من يقلق هو تصريحات الأمانة العامة لمجلس الأمن القومي الأوكراني التي أعلنت بشكل قاطع أن العملية العسكرية ضد حنوب شرق أوكرانيا ستستمر سواء أجلت هذه المناطق استفتاء تقرير المصير أم لم تؤجل. واعتبرت الخارجية الروسية أن مثل هذا الموقف يتناقض بشكل مباشر مع المبدأ الأساسي لبيان جنيف، الذي يطالب في بنده الأول بوقف أي شكل من أشكال استخدام القوة" . واعتبرت الخارجية أن كييف بعدم إنصاتها إلى المجتمع الدولي إنما تغامر بتقويض جهود بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، لأنه من المحال أن ينحو المحتجون جنوب شرق أوكرانيا إلى التعاون مع النظام الذي أعلنهم جميعا إرهابيين وأطلق الجيش باتجاههم . وأكدت الخارجية أن خارطة الطريق التي اقترحتها منظمة الأمن والتعاون الأوروبي تعكس سلسلة بنود أساسية تمت مناقشتها في السابع من مايو في موسكو خلال محادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره السويسري ديديه بوركهالتير. وكانت كييف أعلنت اليوم أنها تلقت نسخة من "خارطة الطريق" لتسوية الأزمة الأوكرانية إلا أنها اعتبرت أن الخارطة التي اقترحتها منظمة الأمن والتعاون الأوروبي تختلف عن النسخة التي اقترحتها السلطات الأوكرانية من حيث احتوائها على تفاصيل أكثر، وإن كانت تتوافق معها في أغلب بنودها، وأن كييف بحاجة لوقت لدراستها والرد عليها.