طالبت منظمة العفو الدولية السلطات الأميركية الثلاثاء، بالإفراج عن بقية معتقلي غوانتانامو أو محاكمتهم محاكمات عادلة، في حين أظهرت دراسة جديدة إخفاق الأطباء الموكلين بتقديم الرعاية الطبية للمعتقلين في متابعة أعراض تشير إلى تعرضهم للتعذيب. وقالت مديرة برنامج الأميركيتين بالمنظمة سوزان لي إن ملفات غوانتانامو تؤكد أن العديد من المعتقلين احتُجزوا لأسباب زائفة سنوات طويلة دون الوصول إلى النظام القضائي الأميركي "ويتعين على السلطات الأميركية إما محاكمتهم أمام محاكم مدنية أو إخلاء سبيلهم". وأضافت أن أقل من خمسين شخصاً يواجهون احتمال توجيه تهم بحقهم نهاية المطاف، ومع ذلك لم تعالج السلطات الأميركية مظالمهم ولم تكن هناك مساءلة من جانبها بشأن الانتهاكات التي ارتكبت بحقهم. وقالت لي إن معتقل غوانتانامو سيظل يمثل إحراجا للحكومة الأميركية، ويتعين عليها ضمان الرد على مظالم المحتجزين المكونة من الحقيقة والعدالة والتعويض. وأكدت العفو الدولية أن السلطات الأميركية تحتجز حالياً 172 شخصاً بغوانتانامو من مجموع ثمانمائة كانت تعتقلهم، ولم تتم حتى الآن سوى إدانة خمسة محتجزين من قبل المحاكم العسكرية، ومحاكمة واحد أمام محكمة مدنية. " الدراسة وجدت أن الأطباء التابعين لوزارة الدفاع غضوا الطرف عن أدلة تظهر إصابة المعتقلين بكسور وأعراض على خلل إجهادي ما بعد الصدمة " تهاون طبي من جهة أخرى, أظهرت دراسة جديدة نشرتها مجلة بلوس الطبية الثلاثاء أن الأطباء الموكلين بتقديم الرعاية الطبية لمعتقلي غوانتانامو أخفقوا في متابعة إشارات وأعراض تشير إلى تعرضهم للتعذيب. ووجدت الدراسة، التي أعدها خبيران غير حكوميين قاما بتقييم تسع حالات لتعرض معتقلين للتعذيب والانتهاك, أن التقييم الطبي والنفسي للمعتقلين جاء منسجماً مع ادعاءاتهم، غير أنه الأطباء التابعين لوزارة الدفاع غضوا الطرف عن أدلة تظهر إصابة المعتقلين بكسور وأعراض على خلل إجهادي ما بعد الصدمة. وقال أحد معدي الدراسة، وهو المستشار الطبي بمنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، فينشنت إياكوبينو لمجلة لايف ساينس الأميركية، إن حجم تجاهل الأدلة النفسية والجسدية للتعذيب مذهل, وأضاف "يبدو لنا أن هذا كان عنصراً أساسياً في السماح بالتعذيب". وقال إياكوبينو إنه في الحالات التسع التي تمت مراجعتها، تبيّن وقوع تعذيب بالمفهوم الذي تعتمده الأممالمتحدة والتوجيهات الأميركية القليلة، مشيراً إلى أن ثلاثة من هؤلاء المعتقلين تبيّن إصابتهم بكسور وجروح. كما تبيّن أن سبعة من المعتقلين التسعة أصيبوا بأعراض نفسية تشير إلى إصابتهم بصدمة نفسية أدت إلى خلل إجهادي.