أعلن مصدر رسمي اليوم الإثنين "تسمية" الجنرال رشيد عمار، رئيس أركان جيش البر التونسي "رئيسا لأركان الجيوش التونسية الثلاثة" (البر والبحر والجوّ). وقالت وكالة الأنباء التونسية إن "رشيد عمار سيواصل الاضطلاع أيضا بمهام رئيس أركان جيش البر" التونسي، ليصبح بذلك ثاني أهم مسئول عسكري في تونس بعد رئيس البلاد، الذي ينص الدستور التونسي على أنه "القائد الأعلى للقوات المسلحة". ويحتكر الرئيس التونسي صلاحيات تعيين كبار القادة العسكريين في البلاد. وتأتي ترقية عمار (63 عاما) بعد مضي 3 أشهر على الإطاحة بالرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي (75 عاما)، الذي هرب إلى السعودية يوم 14 يناير وتولى فؤاد المبزع (78 عاما) منصب رئيس مؤقت للبلاد وفق الفصل 57 من الدستور التونسي. وكان "بن علي" قد عين عمار رئيسا لأركان الجيش التونسي خلفا للجنرال عبدالعزيز سكيك، الذي لقي مصرعه أواخر أبريل 2002 مع 11 ضابطا عسكريا، في حادث تحطم مروحية عسكرية تونسية فوق مدينة مجاز الباب شمال تونس. وذكرت تقارير صحفية نشرت في وقت سابق أن عمار رفض تطبيق أوامر "بن علي" بقمع مظاهرات شعبية عمت البلاد خلال النصف الأول من يناير، وأدت إلى الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع. وكشفت لجنة تحقيق تونسية مستقلة خلال مؤتمر صحفي عقدته يوم 12 أبريل الجاري عن أن "بن علي" أعطى قبل سقوط نظامه أوامر للجيش بقصف "حيّ الزهور" بمدينة القصرين غرب تونس لقمع متظاهرين هناك طالبوا بتنحيه عن الحكم، لكن الجيش رفض تطبيق أوامره. وتعهد الجيش التونسي في بيان أصدره يوم 2 مارس الماضي ب"حماية الثورة وتأمين المسار الديمقراطي الحقيقي الذي لا رجعة فيه في كنف وحدة الوطن". ويقوم الجيش التونسي بدور رئيسي في حفظ النظام والأمن في البلاد التي أعلنت فيها حالة طوارئ منذ هروب "بن علي" إلى السعودية.