يبدو أن أزمة الانقطاع المتكرر للكهرباء التي يعاني منها المصريون منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وكانت أحد أسباب غضب قطاع من الشعب ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، ستكون بحسب خبراء أحد الركائز التي سيعول عليها المرشح الرئاسي المشير عبدالفتاح السيسي في برنامجه الانتخابي. ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصادر داخل الهيئة الاستشارية لحملة السيسي الانتخابية، إن الأخير "يضع ضمن أولويات برنامجه الانتخابي مشروعا لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في الصحراء الغربية، مستهدفًا بذلك حل أزمة الكهرباء في غضون أربع سنوات، وهي مدة الفترة الرئاسية الأولى، في حال توليه المنصب". وبحسب مراقبين، فإن أحد الأسباب التي مهدت للإطاحة بمرسي هو أزمة الانقطاع المتكرر للكهرباء إبان فترة حكمه التي بدأت في يونيه من عام 2012، وانتهت في 3 يوليو الماضي. وعلى الرغم من أن انقطاع الكهرباء عاد بقوة هذه الأيام، لكنه من المنتظر أن تكون تلك الأزمة ركيزة أساسية يعول عليها برنامج السيسي الانتخابي، والذي آثر إحاطته بالتكتم الإعلامي، حتى الآن، رافضًا الكشف عنه إلا بعد اكتماله. نجوى خطاب أستاذ الطاقة الشمسية بالمركز القومي للبحوث قالت إنه "في حال تبني أي من المرشحين الرئاسيين المحتملين لمشروع بناء محطات للطاقة الشمسية فسيكون ذلك بمثابة حل قريب لأزمة انقطاع الكهرباء المتكررة التي يعاني منها المصريون". وأوضحت أن "أحد أسرع الحلول الرئيسية لأزمة الكهرباء هو إنشاء الخلايا الشمسية حيث تنتج الكهرباء منها فور تركيبها، وذلك من خلال إنشاء ما يعرف بالمحطات الحرارية في مناطق غرب مصر، وهو ما سيلبي احتياجات مصر من الكهرباء في المدة الزمنية من ثلاث إلى 5 سنوات". وقالت: "بالتالي فإن تبني رئيس مصر القادم لمشروع مثل هذا سيكون بمثابة إنجاز لمصر". وأضافت أنه "إنجاز لمصر أن تبدأ في استخدام الطاقة الشمسية في وقت يقترب فيه العالم من أزمة وقود، حيث من المتوقع أن يحدث نقصاً خلال ال40 عاما القادمة في الوقود، واستخدامنا للطاقة الشمسية سيكون له نتائجه فيما بعد عند مواجهة هذه الأزمة". وتابعت خطاب: "إذا قامت الدولة بإنشاء محطة توليد كهرباء تعمل عبر الطاقة الشمسية، ستنتج الكيلو وات في الساعة الواحدة بتكلفة 70 قرشًا، وهي تكلفة مقاربة لسعر الكيلو وات المنزلي في النظام الحالي". ورأت خطاب أن "هذه الأسعار ورغم أنها تبدو للوهلة الأولى مرتفعة، لكنها تعد أوفر من الكهرباء التقليدية التي تنتجها الشبكة الوطنية على المدى البعيد، إذا وضعنا في الاعتبار أن صلاحية النظام تمتد لأكثر من 20 عامًا". ولفتت خطاب إلى أن "مشروع الطاقة الشمسية سيغطي احتياج مصر من الكهرباء بشكل جزئي وسريع، وهو ما يتطلب ضرورة وجود تنوع في مصادر الطاقة سواء كانت تقليدية أوجديدة إلى جانب هذا المشروع". وتعد مصر من أغنى دول العالم بالطاقة الشمسية، كونها تقع جغرافيًا بين خطي عرض 22 و31,5 شمالاً، وبهذا فإنها تعتبر في قلب الحزام الشمسي العالمي، وهو ما يجعل الطاقة الشمسية حلاً سهلاً وسريعًا لأزمة الكهرباء في مصر، بحسب أستاذ الطاقة الشمسية بالمركز القومي للبحوث. وكانت وزارة الكهرباء والطاقة قد أعلنت مطلع العام الجاري أن حجم العجز في الطاقة الكهربائية يبلغ 4 آلاف ميجاوات سنويا. وبحسب خبراء فإن إنشاء محطة واحدة لتوليد 20 ميجاوات كهرباء من الطاقة الشمسية، يتكلف 100 مليون جنيه.