رصدت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الحملة الأمنية التي شنتها سلطات أوكرانيا على المتظاهرين المسلحين الموالين لروسيا شرق البلاد ، والتي بدأت بسقوط عدد من القتلى والمصابين في كلا الطرفين، بعد أقل من أسبوع فقط من إحتلالهم لعدد من المنشآت الشرطية والمباني الحكومية هناك. وقالت الصحيفة في تقرير على موقعها الالكتروني اليوم " إن معركة الأسلحة النارية بين السلطات الأوكرانية والمنشقين الموالين لروسيا هناك ، بدأت عندما قررت وزارة الداخلية الأوكرانية شن حملة لمكافحة الارهاب هناك صباح اليوم ضد الثورة الناشئة التي غطت عددا من المدن الصغيرة على مدار الإسبوع الماضي وبداية الإسبوع الحالي لتتحول إلى عمليات إستيلاء مسلحة على المباني الحكومية والشرطية، وهو الأمر الذي دفع العديد من المسؤولين بكييف الي إتهام الكرملين بتنظيم حملة منسقة من العدوان ضد أوكرانيا". وأضافت " إن أوكرانيا كانت قد فقدت القرم الشهر الماضي نتيجة أحداث وظروف مماثلة كالتي تحدث الآن في الشرق الأوكراني، والتي بدأت عندما ظهر عدد من الرجال يرتدون زيا تمويهيا معلنين أنفسهم قوات الدفاع الذاتي المحلية ، وهو ما حدث في القرم بالضبط ، والذي تبين لاحقا أنهم قوات روسية، ليحيطوا بالأوكرانيين في قواعدهم، ممهدين الطريق لإجراء إستفتاء، أسفر عنه ضم روسيا للقرم". وسلطت الصحيفة الضوء على رؤية أمين عام حلف الناتو الجنرال اندريس فوج راسموسين للأحداث في القرم ووصفه لها بأنها "حملة ممنهجة من جانب المنشقين الروس تهدف الي زعزعة إستقرار أوكرانيا كدولة ذات سيادة" ، كما نوهت (واشنطن بوست) بتحذير السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سامنتا باور لروسيا بأن "الأممالمتحدة مستعدة لتشديد العقوبات عليها اذا استمرت فى إنتهاج الأسلوب العدواني ضد أوكرانيا". وقالت الصحيفة " بالرغم من أن شرق أوكرانيا معادي بشكل عام للسلطة الجديدة في كييف، حيث تربطه اللغة والمصالح التجارية بروسيا أكثر، لكن رغبة الإنفصال كانت لديهم شحيحة، وهو ربما كان السبب الرئيسي لإشعال أحداث العنف هناك، والتي إتهمت كييف موسكو بالعمل على إفتعال الأزمات كذريعة للتدخل العسكري، الأمر الذي نفته روسيا مرارا وتكرارا". وعن رؤية الولاياتالمتحدة للمشهد، عبر العديد من المسؤولون هناك عن قلقهم العميق إزاء تطور الأوضاع بشكل عنيف ، محملين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسؤولية المباشرة عن كل ما يحدث، وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي قد عبر عن" قلقه البالغ لنظيره الروسي سيرجي لافروف عن الهجمات المنظمة والمتزامنة في الشرق الأوكراني، كالتي حدثت من قبل في القرم". ونسبت للمتحدثة الرسمية لمجلس الأمن القومي الأمريكي قولها " قلقون جدا إزاء توتر الأوضاع في الشرق الأوكراني من جانب الموالين لروسيا هناك ، وهو نفس الأحداث التي حدثت قبل ضم روسيا المزعوم للقرم، ومن هنا نطالب بوتين بالتوقف عن المزيد من التدخل العسكري وزعزعة دولة أوكرانيا".