مطرب الرئيس ، ظاهرة لفتت الأنظار إليها كثيراً، و كثُر الجدل حولها هل هي نوع من النفاق والرياء، أم ظاهرة لدعم رئيس ديكتاتوري في حكم بلاده، أم أن لها أوجه أخري ، على خلفية الأحداث دوماً ما تنبعث الأغاني، تسرد إنجازات بطل أو تخلد اسمه، تعيد أمجاده أو تنافقه إذا تطلب الأمر . عبد الوهاب يغني للملك فاروق غني محمد عبد الوهاب، المطرب الكبير ، أغنية “الشباب” ، من تأليف صالح جودت، و أهداها للملك فاروق في عيد ميلاده. تغني عبد الوهاب : “ياللي آمال الشباب ترويها أيدك، الليلة عيد الشباب ، الليلة عيدك ، دعيت عيد شبابك قمت لبيته، ميلادك ساحر جمالك قمت حبيتك” مطربو ثورة يوليو 1952 ثورة 1952 كانت نقطة بداية لمرحلة جديدة من الأغانى الوطنية بشكل عام، وأغانى الرؤساء بشكل خاص، خاصة الأغانى التى خرجت لمخاطبة الزعيم “جمال عبد الناصر” الذى شهد عهده أقوى الأصوات، التى سجلت جميعها بصمات واضحة على فترة حكم الزعيم الراحل. ناصر كلنا بنحبك، كان الأوبريت الأول الذى هنأ به “محمد عبد الوهاب” الرئيس جمال عبد الناصر، فور توليه حكم مصر . و بدأت كوكب الشرق أغانيها لعبد الناصر بأغنية ولله زمان يا سلاحى عام 1956 أثناء حرب السويس، وقرر بعدها الرئيس الراحل تحويلها إلى النشيد الوطنى لمصر، حتى غيرها السادات إلى بلادى بلادى عالم 1979. و كانت أول أغنية يغنيها “عبد الحليم حافظ” للرئيس عبد الناصر بعد اختياره شعبياً لرئاسة الجمهورية، من كلمات صلاح جاهين، وألحان كمال الطويل 1956 ، “إحنا الشعب” . تغني حليم : ” احنا الشعب ، احنا الشعب و اخترناك من قلب الشعب” . أغاني أخري لناصر حبيب حياتنا كلنا .. فريد الأطرش. إحنا وياك يا ريس .. للفنانة شادية. أنا شفت جمال.. الفنانة صباح. السادات .. بطل “أغاني” الحرب و السلام ومع تولي الرئيس أنور السادات ظهر عدد آخر من المطربون يتغنون باسمه ، كمحرر لسيناء وقائد حرب أكتوبر، وعندما سأل عبد الحليم حافظ لماذا لم تغني للرئيس السادات أجاب: خفت أن يقول عني أني منافق. غني المطرب الكبير ، سيد مكاوي ،” يا سادات يا سادات .. تعيش يا سادات” .
مبارك .. زمن النفاق تعد فترة حكم مبارك هى الفترة الأكثر نفاقاً فى أغانى الرؤساء، وهى الحقبة التى وصل فيها تملق الرئيس إلى زروته من الفنانين إلى جانب الأغانى التى غناها كبار الفنانين، وكان “عمار الشريعى” هو صاحب الرصيد الأكبر فى أغانى “مبارك” التى ظهرت معظمها فى احتفالات أكتوبر أشهرها أوبريت “اخترناك” الذى شارك فيه مجموعة كبيرة من الفنانين المصريين والعرب. أغانى وردة الجزائرية التى نفاها نظام ناصر، وأعادها السادات، لتبدأ فترة جديدة من تملق السلطة بأغانى “بحب مبارك”، يا “مبارك يا حبيب الشعب”، “البطل ده من بلادى”. يا معلى راية الحرية لهانى شاكر، الذى غنى لمبارك أغنيتين، ثانيهما كانت “نورت مصر”. مع بداية عهد الرئيس المصري ، محمد مرسي ، لم يجد من يتغن باسمه سوي بعض المنشدين الإسلاميين ، ك “مرسى رئيسنا”، لأحمد صلاح، وأغنية “محمد مرسى رئيس لبلادى” ، كما ظهرت الأغاني الساخرة من مرسي و جماعته . سخر باسم يوسف من مرسي بأغنية علي لحن أغنية الأطفال “جدو علي” ، قال باسم يوسف : “”بعد الثورة جالنا رئيس، كان مفكرنا قراطيس، جانا بالصندوق، وسبناه يسوق علشان عايزين من النهضة ندوق، والرئيس طلع كداب، النهضة كانت فكرة هباب، خوف شعبه بالإرهاب، ساق فى غباوته، لم جماعته، ولبسنا فى الشلة بتاعته، ما هو بالصندوق، وسبناه يسوق، أتاريه خازوق، معمول للشعب” . و سخرت الفنانة الاستعراضية ، سما المصري من مرسي بأغنية “عيب يا مرسي” ، التى كانت أكثر الأغانى الساخرة على خطابات مرسى. عدلي منصور .. تناساه المطربون عدلي منصور ، الرئيس المصري المؤقت ، إبان ثورة 30 يونيو ، فبالرغم من إجماع الكثيرين ، علي الأداء الجيد له ، الا أن لم يكن له نصيباً من الأغاني ، فيبدو أن المطربين أيقنوا أنه رئيس مؤقت لن تعود عليهم فائدة مستقبلية من تبجيله ، فوفروا نفقات الأغاني ، للرئيس القادم . السيسي .. أغاني للرئيس المحتمل اندلعت ثورة يونيو وخلق خطاب “السيسى” الذى عزل محمد مرسى مرحلة جديدة من الأوبريتات، التى عادت للتواجد على الساحة، فكانت أشهر الأغانى التى حققت انتشاراً واسعاً هو أوبريت “تسلم الأيادى” للفريق السيسى والجيش، من غناء مجموعة من الفنانين.