أعلن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر دخوله على خط الوساطة في النزاع الدموي الذي تفجر مؤخرًا في محافظة أسوان، بين قبليتي "الدابودية" والنوبية، و"الهلايلة"، وأسفر عن سقوط 25 قتيلاً. وقال الطيب إنه سيجري لقاءً قريبًا لم يتحدد موعده بعد مع أطراف النزاع، والذي وصف بأنه الأعنف من نوعه الذي تشهده المحافظة الواقعة أقصى جنوب مصر والتي اشتهرت على مدار تاريخها بسلميتها، وعدم الانجرار إلى مثل هذه المواجهات الدموية. يأتي ذلك في الوقت الذي تمكنت فيه "لجنة الحكماء" التي تدخلت لفض النزاع من التوصل إلى هدنة لمدة ثلاثة أيام بين القبيلتين المتناحرتين بدءًا من اليوم، يتم خلالها وقف الأعمال العدائية، ودفن جثث الضحايا. وكان الأزهر دعا في بيان سابق إلى ضرورة الإسراع بحقن الدماء المتفجر بين قبيلتي "الدابودية" و"الهلايل" في أسوان، والذي وصفه ب "العصبية البغيضة" التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم، قائلاً إنه يثقُ في قدرة أهل الحكمة والإصلاح في احتواء الشقاق ورأب الصدع بين أبناء الوطن الواحد. وأصدر شيخ الأزهر أوامره بإرسال قافلة من دعاة الأزهر والأوقاف إلى محافظة أسوان يوم الجمعة المقبل، لإظهار خطورة ما يحدث وعقد ندوات ولقاءات فكريه ودروس دينيه فى عدد من المساجد والنوادي والمراكز الشبابية بالمحافظة للتأكيد على حرمة الدماء. إلا أن عدم تحرك الأزهر على خط الأزمة منذ البداية لوأدها قوبل بانتقادات من قبل البعض، وطالت الانتقادات للمرة الأولى شيخ الأزهر في برامج "التوك شو" ، لعدم ذهابه إلى أسوان والجلوس مع كبار قادة القبائل لتهدئة الأوضاع وإيجاد حل لهذه الفتنة. ودفعت الانتقادات شيخ الأزهر إلى التحرك مستغلاً مكانته الدينية، في محاولة للتواصل مع أطراف النزاع في أسوان، عبر الدعوة إلى لقاء قريب لم يتحدد موعده بعد. جاء في بيان أصدرته مشيخة الأزهر، إنه "في سياق تواصُلِ الأزهر الشَّريف مع المسؤولينَ وكِبارِ رجال العائلات في أسوان، اتَّصَلَ الإمامُ الأكبر شيخ الأزهر صباحَ اليومِ بمحافظ أسوان للتنسيق من أجل لقاء فضيلته مع (أهلِ أسوان) أطرافِ النِّزاعِ للتهدئة والتَّقاربِ والتَّصالحِ، لحقنِ الدِّماءِ وصيانةِ المُمْتَلَكَاتِ، وسِيَادةِ قيمةِ الإخاءِ والسِّلمِ والأمنِ للجميعِ، واحترامِ الوطنِ ووَحْدَةِ المصريينَ وتضامنِهم جميعًا من أجل النُّهوضِ بِمصرَ ووصولِها إلى برِّ الأمان، وضرورة سيادة القانون، وينتظرُ فضيلةُ الإمامِ الأكبر أقرب فرصةٍ لهذا اللقاء". وأضاف: "الأزهرُ يُتابِعُ يوميّاً سيرَ الأحداث، وسوف يُرْسِلُ الأزهرُ إلى أسوان وُفُودًا من عُلَمَاءِ الأزهرِ والأوقافِ لعقدِ لقاءاتٍ مع الأهالي والمسؤولين، وإلقاء دروسٍ علميةٍ في المساجدِ والنوادي وأماكنِ تَجَمُّعِ الشَّبَابِ في محافظة أسوان".