كثيرا ما نتساءل فيما بين قلوبنا وبيننا ... لماذا نعيش؟ لماذا؟.................. سؤال غريب.... ولكن حقا لماذا نعيش؟ لما نحيا إن كنا فى أغلب الأحيان لا نحيا كما نحب ولا نأخذ ما نهوى ونبغى.... فلم نعيش؟ لما نتجشم عناء الحياة ؟ الإجابة ليست صعبة ولا مستحيلة .... إننا نعيش ونحيا لأننا نعشق ونحب بل إننا نذوب عشقا وتتهافت قلوبنا حبا على المعشوقة الأولى ........... الحياة............... إننا نحيا لأننا نحب الحياة .... فبرغم آلامها وصعابها ودروبها الكثيرة... وبالرغم من مآخذها البعيدة كل البعد عن أمانى النفوس تبقى الحياة هى العشق الأول........ يولد الطفل ويخرج الى الحياة بدمعة وصرخة .... صرخة تسمى عند العلماء صرخة الحياة التى بقتضاها يتدفق هواء الحياة النقى لأول مرة الى الجسد ........ صرخة تحمل فى طياتها النشوة والسعادة بالوجود... صرخة تفرح قلوب الناس الذين ينتظرون خروج هذه الحياة. وعندما نخرج منها بصرخة لخروج الروح ومفارقة الحياة.... نخرج تشيعنا الدمعات والعبرات...... ومابين الدمعتين والصرختين قصة عشق طويلة وأزلية.. ولا نهائية......... إن كل مافى الحياة له عشق ومحبة تكمن فى القلوب حتى وإن بدى العكس...... شروق الشمس ... عشق وأمل ولهفة فى احتضان الأيام .... وغروبها ...حنين يمتزج بالرقة العذوبة.... نسمات الهواء فى أيام الصيف .... ودفء الشمس فى أيام الشتاء الباردة لها نشوة تحرك القلوب . إن الحياة سيدة .... امرأة .... جميلة ...فيها عطر.... وجمال...... وبهاء...... تختال بهاء وروعة...... قوامها ممشوق.... رأسها مرفوع تتمايل فى سيرها كأغصان البان..... تحنو فتميل القلوب..... تتدلل فتلعب بالأفكار والعقول والقلوب...... كل منا يحبها ... بطريقته ...يغار عليها ويتمناها لنفسه.... ولأننا نحبها نلومها ... ونعاتبها فى قسوتها أحيانا ولكننا ...أبدا أبدا.... لا نملها.... ولا نزهدها..... إن رؤية الجمال فى الحياة تنبع من النفوس التى تحيا ..... فعلى مقدار حسن النفوس يكون حسن الإحساس بالحياة...... وعلى مقدار السوء فى النفوس يكون الإحساس أيضا.... كما قال إيليا أبو ماضى : كن جميلا ترى الوجود جميلا..... فكيفما كنت سترى الحياة .... وكيفما أحسست ستحب الحياة ..... إن الحياة هى المعشوقة الأولى للبشر أجمعين..... كل منا يعشقها ......... يذوب فى تفاصيلها ....... برغم قسوتها أحيانا .... وحنانها أوقاتا .... وحتى عندما تدير لنا ظهرها.... وعندما تبتسم وعندما تضطرب... وعلى الرغم من كل تناقضاتها وما تحمله فى طياتها من مفاجآت ستظل هى الحياة العشق الأول ........ والأخير .