وجه مجدى سالم، زعيم "طلائع الفتح" بتنظيم "الجهاد"، رسالة عتاب من محبسه بسجن "العقرب" إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحكومة تسيير الأعمال برئاسة الدكتور عصام شرف، ووزير الداخلية منصور العيسوى، لعدم تنفيذ حكم القضاء بالإفراج عنه حتى الآن، بعد انتهاء فترة محكوميته قبل ثلاث سنوات. وأعرب في اتصال هاتفي مع "المصريون" عن حزنه الشديد من تجاهل تنفيذ حكم القضاء بعد الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام حسني مبارك، وقال: "ما ينفعش فى ظل هذه الثورة العظيمة أن يكون هناك تأخير في تنفيذ أحكام القضاء في الوقت الذى يعلن الجميع تقديره واحترامه لمؤسسة العدالة وأحكامها". وناشد حكومة الدكتور عصام شرف وجميع الجهات المسئولة بالدولة من أجل الالتزام بتنفيذ حكم القضاء بالإفراج عنه، وقال: "أناشدكم أن لا تتسبوا في القضاء على ما تبقى لدينا من أمل, ولا تجعلونا نستسلم لليأس والإحباط". وطالب سالم بإتاحة الفرصة لجميع التنظيمات الإسلامية، وبما فيها تنظيم "الجهاد" لممارسة العمل السياسي, وعدم إقصاء أي فصيل عن المشاركة في الحياة السياسية، بعد أن ظلوا لسنوات طويلة بعيدين عن هذه المشاركة. وأوضح أن الجهاديين كانوا يرفضون الانخراط في العمل الحزبي والسياسي طوال الثلاثين عامًا الماضية، بسبب العوار السياسي والحزبي، الذي كان سائدا في ظل وجود لجنة شئون الأحزاب التي كان يرأسها صفوت الشريف، الأمين العام للحزب "الوطني" الحاكم سابقًا. ونقى القيادى الجهادي أن يكون لدى أعضاء التنظيم أي تحفظات على دينية ممارسة العمل السياسي أو الحزبي, وقال إنه سينضم عقب خروجه من السجن لأي من الأحزاب التي ستنشأها الجماعات الإسلامية. ورأى أن المناخ السياسي الذى تعيشه البلاد بعد الثورة سيتيح للإسلاميين ومنهم الجهاديين دعوة الناس للالتزام بمنهج الإسلام لنيل السعادة في الدنيا والأخرة. وأكد في الوقت ذاته أن الصدام الذى حدث مع الدولة في حقبة التسعينات كان بسبب إصرار نظام مبارك على تأميم الدعوة إلى الله وحرمان الإسلاميين من ممارسة النشاط الدعوي. الجدير بالذكر أن سالم كان قد صدر ضده الحكم بالسجن 15 عامًا في قضية تنظيم "طلائع الفتح" عام 1993, وانتهت مدة عقوبته في 18 فبراير عام 2008.