اقامة الحدود في الاسلام هي من سلطة ولي الامر فقط، ولا يجوز ابدا ان يطبق الافراد حدود الله بأيديهم، وحسب تفسيرهم،.. ومع ذلك هل سمعنا ابدا عن (حد) قطع الاذن في الاسلام!! ما يحدث في مصر الآن هو (تهريج) اعلامي بكل المقاييس، لكنه تهريج شديد الخطورة ولا ينبغي تركه يتواصل تحت اي مسمي. لماذا؟.. فلنقرأ ما يلي اولا: المواطن ايمن انور متري - الذي لولا اسم جده لما عرفت ان كان مسلما ام قبطيا – قام بتأجير شقته في مدينة قنا الى سيدة قادمة من اسوان، وارتأى الجيران ان سلوكها لا يتناسب مع (التقاليد)، ولاننا في حالة (هياج) ثوري – نسبة للثورة طبعا – فقد تجمع ولاد الحتة الجدعان واحضروا عم متري ولقنه اكثر من 20 جدعا وفتوة وبلطجيا درسا في كيفية اختيار المستأجرات، ووسط المعركة التاريخية غير المتكافئة اعترف عم متري بانه كمان على علاقة - آثمة بالضرورة - بالفتاة، وحتى يكتمل المشهد سمع عم متري صوتا جهوريا ينادي: ..واقطع له ودنه كمان يا شيخ حسيني. وعلى طريقة عادل ادهم في فيلم المدبح.. قطع ودنه الشيخ حسيني!! واحرق الهائجون سيارته وحطموا شقة الأنس. .. كمصري عريق شهدت وسمعت عن عشرات القصص في هذا الاطار، وفي اغلب الحالات كان المحرضون على التطهير اما شاباً لم ينل رضا ادارة الشقة، او زوجة استشعرت خطورة الزائرات على عش زوجيتها، ودائما ما يستخدم الدين في عملية التطهير، التي غالبا ما كانت تتم بالحسنى والترهيب، ونادرا ما يستخدم فيها العنف والفضيحة، وفي حالات العنف النادرة كان التأديب يقع على عاتق (الحريم الجدع) وتتم فيها امور خطيرة ليس من بينها ابدا قطع الاذن! المهم هو كيف تعامل الاعلام مع الموقف؟ بدءا ب«الاهرام» الرصينة وانتهاء بالصحف الصفراء مرورا ب«دستور» الحاج ابراهيم عيسي اصبح الموقف ان (السلفيين قطعوا اذن قبطي في الصعيد اقامة لحدود الاسلام).. يا سلام وقامت الدنيا ولم تقعد واستقبل شيخ الازهر المواطن المجني عليه واستنكر الحادث واعلن براءة الاسلام من الجريمة النكراء، وامر سماحته بعلاجه على نفقة الازهر مشكورا، وتنازل عم متري عن القضية بعد جلسة صلح عرفي بحضور المشايخ والقساوسة والجيش.. ياسلام مرة اخرى!! الاعلام ضخم الامر بشدة لتشويه صورة السلفيين لا نعرف لمصلحة من؟ واشترك في ذلك الاعلام الرسمي والخاص ثم فجأة انتهى كل شيء بجلسة صلح بمباركة الجيش، ولو كانت الجماعة السلفية متورطة فعلا فالامر جد خطير ولا يحل بجلسة صلح عرفي ابدا حتى لا يتأسس مبدأ (اللي تعرف ديته اقتله)، وحتي يشعر المصريون – مسلمين ومسيحيين – بأنهم في بلد يحكمه القانون، اما اذا كان الموضوع مجرد بلطجة مبالغ فيها فيجب ان نحاسب اعلامنا على ما يرتكبه من جرائم في حق البلد واهله، وكل الامل الآن في القيادات الاعلامية الجديدة التي اعلن عنها امس ان تتحمل المسؤولية الضخمة الملقاة على عاتقها في هذه المرحلة التاريخية التي تمر بها مصر حتى لا نتحول من دولة لا ينقطع فيها صوت الآذان، الى دولة تقطع فيها الأذان!! حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 لكأنك النار التي.. ظلت تسافر في ضلوع الكون كي تمطر الموتى فيشتعل الفلكْ عشنا نخبئك القرون ونلفُّ سرّك بالبياض يا كم قصصنا للصغار حكايتك يا كم كتبنا في احتلاك مسائنا: «حتما تجيء»: نورا يزغرد في الحَلكْ فتزفنا خضرا الى أسمائنا الاولى وتفك اسر أميرتك يا سيدي «الشاطر شهيد» الخفق لك والعزف لك خذنا معك مختار عيسى (يوميات يناير)