قرأت احد المقالات بعد تنحي مبارك ببضعة ساعات كتبته صحفية كانت تعمل في احدي الصحف القومية وكان نص المقال كالآتي : " مبروك لمصر ومبروك لشباب الثورة ومبروك لكل مصري ومبروك للشباب ومبروك للفتيات ومبروك للشيوخ ومبروك للمسلمين ومبروك للمسيحيين ,, إلخ إلخ إلخ .. لدرجة أنني شعرت ان المقال ينقصه جمل من طراز " 3 شمعات من فلانة الفلانية " " ورقصني يا جدع " .. هذا يعطيك فكرة مبدئية عن الصحفيين الصغار في الصحف القومية , فما بالك بالقيادات ؟ بالطبع لا اريد ان اعمم فكل مكان به الصالح والطالح و بالتأكيد تمتلئ الصحف القومية بالشرفاء كما تمتلئ بالمدلسين ولكن هذه المقدمة الطويلة تأخذنا الي السؤال الذي يثير جنون الناس : لماذا لم تتم إقالة اسماء مثل سرايا وعبد الله كمال؟ بالامس كان هناك مظاهرة ملتهبة امام نقابة الصحفيين تندد بأ ستمرار تلك القيادات في مناصبها وقد رفع المتظاهرون لافتات مثل ( ارحمونا من صاحب إشاعة الكنتاكي ) وهتف المحتجين ضد كل القيادات الصحفية الفاسدة ولكن اكثر من نال هتافات معادية هو عبد الله كمال وظل الصحفيون يهتفون في حماسة ممزوجة بالغضب ( عبد الله كمال باااااااااطل ) حتي انني وجدت نفسي اردد معهم ( عبد الله كمال باطل ) اسوأ ما في الامر ان تلك القيادات تتعامل مع معارضيها بمنتهي البجاحة و قوة العين وافضل مثال علي كلامي هو تحدي اسامة سرايا لمعارضيه ( لن استقيل ) .. وهناك نماذج اخري للبجاحة الصحفية حين يتحول احدهم – في يوم وليلة – من اكبر مؤيدي مبارك الي اكبر مؤيدي الثورة , فمازلت لا اصدق ان عبدالله كمال – لا سمح الله – اصبح من كتاب الثورة ,, وعندما تنتقد تحولاتهم يحدثونك عن المهنية التي تقتضي ان تنقل الخبر دون إبداء وجهة نظرك فيه.. ويسألونك هل تريدوننا ان نخالف المهنية ؟ هل تريدوننا ان نخالف ميثاق الشرف الصحفي ؟ حاشا وكلا ان نخالف المهنية او ميثاق الشرف ,, كل هذا جميل ولكن اين كانت تلك المهنية عندما اتهموا الثوار بأنهم تابعون لايران وحزب الله ؟ واين كانت تلك المهنية عندما اتهموا الثوار بأنهم يأكلون الكنتاكي ؟ بمناسبة الكنتاكي رأيت مقالا للأستاذ ( سيد علي ) ينتقد فيه عدم محاسبة ( الكبار ) علي الرغم من محاسبة ( صبيانهم ) , لست ضد المقال ولكن هل اكتشف ( سيد علي ) فجأة ان ( الكبار ) بما فيهم حبيبه مبارك يستحقون المحاسبة؟ مشكلة بعض العاملين في الاعلام القومي انهم يحسبون انفسهم مرتزقة ,, تعودوا علي وجود فرعون ينافقونه وعندما سقط الفرعون كانوا يعرفون طريقهم جيدا ( لننافق الفرعون الجديد ) والفرعون في هذه الحالة هم ( شباب الثورة ) لذلك منذ سقوط مبارك تحولت الصحف القومية من نفاق مبارك لنفاق الثوار ,,وفي النهاية ادعو الله الا اقرأ غدا مقال يتحدث عن حرمان شباب الثورة من مباهج الحياة مثل محشي الكرنب والباذنجان و " طشة الملوخية "