دار نقاش ساخن خلال مؤتمر شباب "الإخوان المسلمين" الذي عقد ظهر أمس حول العديد من القضايا الجدلية، ومن بينها تولي المسيحي والمرأة منصب رئيس الجمهورية, وتفعيل مجلس الشورى العام بالجماعة ليصبح من حقه مراقبة عمل مكتب الإرشاد، بصفته أعلى هيئة تنفيذية بالجماعة, فضلاً عن أن يكون له حق عزل المرشد إذا أخطأ أو أخفق فى تنفيذ السياسات المكلف بتنفيذها، علاوة على مستقبل العلاقة بين الجماعة والحزب الذي تعتزم إطلاقه باسم الحرية والعدالة". وانعقد المؤتمر في غياب جميع أعضاء مكتب الإرشاد، حيث لم توفد الجماعة أي ممثل رسمي لحضوره, في ضوء موقفها الرافض الاعتراف بشرعية المؤتمر، كما تفاجئ المنظمون بتغيب الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور محمد حبيب القياديين بالجماعة، في حين حضر بعض المنتمين ل "الجناح الإصلاحي"، ممثلاً بالمهندس خالد داوود والمهندس هيثم أبو خليل. وكشف سامح البرقي، أحد قيادات شباب الجماعة، أن "الإخوان" سيبدأون في غضون الأيام المقبلة عقد لقاءات مع ممثلين لشباب الأقباط من جميع المحافظات, وستكون لهؤلاء الشباب لقاءات مع أعضاء من مكتب الإرشاد. وكان الدكتور عصام العريان المتحدث الإعلامي باسم الجمعة كشف عن مبادرة طرحها الدكتور محمد بديع مرشد "الإخوان" خلال اتصال هاتفي مع البابا شنودة بابا الإسكندرية بطريرك بإجراء حوار مع الشباب المسيحيين للرد على أية مخاوف. وطالب البرقي في كلمته الجماعة أن تبحث عن فقه جديد ومعاصر يعالج مسألة تولي المسيحى والمرأة رئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء, وشدد على ضرورة الإسراع بحسم هذه المسألة قبل إعلان برنامج حزب "الحرية والعدالة", كما طالب بأن يتم توضيح شكل العلاقة المستقبلية بين الحزب والجماعة. وأثار كلام البرقي نقاشات ساخنة وردود فعل متباينة بين شباب "الإخوان" المشاركين في المؤتمر, وقال المهندس أسامة طه من "إخوان باب الشعرية"، إن كل مجامع الفقه الإسلامي حسمت مسألة ولاية المسيحي والمرأة, ولا يجوز توليهما رئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء. في حين تساءل الدكتور أحمد حسن عن موقف الشباب في حال عدم موافقة مكتب الإرشاد وقيادات الجماعة على المبادرة التى يطرحها الشباب لمستقبل العمل بالجماعة, وطالب قيادات "الإخوان" أن يثقوا في الشباب كما هم يثقون بهم. بدوره، طالب نسيم أحمد من "إخوان العمرانية" بإطلاق الحريات العامة داخل الجماع, في الوقت الذى شدد هيثم صلاح من "إخوان 6 أكتوبر" على ضرورة تفعيل دور مجلس الشورى العام لمواجهة الدور الطاغي لمكتب الإرشاد في تسيير أمور الجماعة, وأن يكون من حق مجلس الشورى العام مراقبة جميع أعمال مكتب الإرشاد، وأن يكون من سلطته عزل مرشد الجماعة إذا أخفق فى مهامه. وأكد الشباب في مناقشاتهم ضرورة توضيح شكل العلاقة بين حزب "الحرية والعدالة" والجماعة الأم وفصل الممارسة الحزبية عن الممارسة الدعوية. وأوضح محمد ماهر عقل وهو أحد القيادات المنظمين للمؤتمر أن جميع المشاركين في المؤتمر "مش عاملين ثورة ضد قيادات الإخوان أو مكتب الإرشاد كما أنهم ليسوا منخرطين فى عمل انقلابي ضد قيادات الجماعة". وأضاف نجل القيادى الإخواني وعضو مجلس الشعب الراحل ماهر عقل، أن المؤتمر "ليس انشقاقًا"، وأن جميع الشباب يقفون صفًا واحدًا خلف قياداتهم, وأن من يراهنون على أن تحدث انشقاقات داخل الإخوان هم واهمون". وأكد أن كل القرارات والتوصيات التى ستخرج عن هذا المؤتمر سيتم رفعها إلى مكتب الإرشاد, معتبرًا أن جماعة "الإخوان" التى تنتشر في كل بقاع الأرض تمثل الإسلام الوسطي المعتدل.