الاعتقالات طالت رموزًا فى الوجهين البحرى والقبلى على رأسهم أحمد يوسف والديدامونى وأباظة.. وجهاديون يستبعدون العودة للعنف فتحت عملية إلقاء القبض على أمير جماعة الجهاد في بني سويف، الشيخ أحمد يوسف حمدالله ونجله ميسرة، شهية الأجهزة الأمنية لتشديد الضغط على الجماعة ومحاولة تحميلها مسئولية العنف فى عدد من محافظات الجمهورية، وملاحقة عدد من عناصرها والتي بدأت بإلقاء القبض على صالح جاهين، القيادي الجهادي البارز ونائب رئيس "الحزب الإسلامي"، الذراع السياسية للتنظيم، تلتها عملية القبض على القياديين الجهاديين هشام أباظة وأحمد كحك أحد أبرز الشخصيات الجهادية فى محافظة الفيوم.
وشنت أجهزة الأمن حملة بمحافظة الشرقية، والتي تعد من أهم معاقل الجماعة في الوجه البحري، ألقت خلالها القبض على هشام أباظة، أحد أهم رموز الجهاديين، وعضو مجلس شورى الجماعة السابق، بعد الاشتباه في دور قوي لرموز الجماعة بالمحافظة بعد عمليات الاغتيال التي طالت عددًا من ضباط وأفراد الشرطة، بعد أن احتلت المحافظة المركز الأول من حيث استهداف ضباط وأفراد الشرطة بعد اغتيال مقدم الأمن الوطنى محمد عيد عبدالسلام. وشملت حملات الاعتقال بالإضافة إلى أباظة الشيخ عبدالمنعم الديداموني أحد القادة الميدانيين، والذين لعبوا دورًا في الوساطة بين الدولة والسلفيين الجهاديين فى سيناء إبان عهد الرئيس المعزول محمد مرسى. كما شملت الملاحقة الأمنية مفتى جماعة الجهاد أسامة قاسم، والمهندس مصطفى الدسوقي شعبان عضو المكتب السياسي ل "الحزب الإسلامي". واستند الأمن الوطنى في حملته لملاحقة أباظة على ملف نشاطه، بعد أن حوكم بالحبس 3 سنوات فى قضيتي الجهاد الكبرى، وأطلق سراحه عام 1984 حيث غادر إلى أفغانستان التي عاد منها فى وقت قصير ليعاد إلقاء القبض عليه فى أوائل التسعينيات في قضية "طلائع الفتح"، الجناح العسكري للجماعة قبل إطلاق سراحه عام 2007 إبان مراجعات جماعة "الجهاد" و"الجماعة الإسلامية" لنبذ العنف. وتسعى أجهزة الأمن حاليًا إلى ملاحقة الشيخ أسامة قاسم مفتى الجهاديين، وأحد أبرز المرجعيات الشرعية للجماعة في مصر، بعد أن ارتابت في دور له خلال أحداث العنف الأخيرة التي طالت عددًا من ضباط الشرطة رغم اختفائه عن الساحة منذ 30 يونيه، واحتجابه عن الظهور بشكل علني منذ عزل الرئيس محمد مرسى. وأثارت ملاحقة قاسم دهشة في أوساط الجهاديين فالرجل ومنذ خروجه من السجن عام 2007 بعد 26عامًا قضاها خلف القضبان لم يعرف عنه اهتمام كبير بالعمل السياسي أو التنظيمي، بل كان حضوره لاجتماعات "الحزب الإسلامي" نادرًا بشكل أثار انتقادات من جانب بعض رفاقه رغم ثقله التنظيمي كواحد من أكبر المرجعيات الشرعية للجماعة، بل إن شائعات ترددت بقوة فى أوساط الجهاديين عن مغادرته الأراضي المصرية بشكل أو بآخر لجهة غير معلومة. وامتدت الضربات الأمنية إلى جماعة "الجهاد" إلى الوجه القبلي وتحديدًا فى محافظة الفيوم، حيث ألقى القبض على القيادي الجهادي أحمد كحك وسبقه مباشرة القبض على أمير الجماعة فى بني سويف أحمد يوسف حمد الله فى إطار الضربات الأمنية لرموز الجماعة وأعضاء ذراعها السياسية "الحزب الإسلامي" الذي كان قد جمد عضويته فى "التحالف الوطنى لدعم الشرعية" منذ عدة أسابيع وتوقف عن حضور اجتماعاته بعد سفر رئيس لجنته القانوني مجدي سالم لتركيا واعتقال نائب رئيس الحزب المهندس صالح جاهين. من جهته، استبعد الدكتور أنور عكاشة أحد منظري جماعة الجهاد، شن حملة ممنهجة على قيادات الجهاد، معتبرًا أن هذه الحملة تأتى فى إطار البحث فى الملفات القديمة فالقوة التنظيمية لأعضاء الجماعة والقدرة على حشد الأنصار هى من تدفع الأجهزة للقبض عليه فى إطار عمليات وقائية لمنع تكرار الهجمات. واستبعد عكاشة فى الوقت نفسه تورط هذه الشخصيات الجهادية فى عمليات ضد الشرطة، لاسيما أن أغلبها أبدى فى كثير من الأحيان الحرص على السلمية ك"قناع شرعي" مستبعدًا استمرار هذه الحملات. فى السياق ذاته، أكد محمد أبو سمرة، القيادي الجهادي والأمين العام للحزب الإسلامي، أن شكوك الأجهزة الأمنية فى دور لقادة الجماعة بمحافظة الشرقية فى أعمال العنف التي طالت ضباط شرطة هي من دفعت لإلقاء القبض على قادة الجهاد، معربًا عن ثقته في عدم وجود ارتباط بين الديداموني وأباظة في أعمال العنف بعد أن حسما موقفهما من قضية العنف وآثرا السلمية باعتبارها توجهًا شرعيًا للجماعة وحزبها أكثر منه سلوك سياسى. وحذر أبوسمرة من خطورة اعتماد الدولة على الخيار الأمني فى ظل هذا التوقيت بشكل قد يجر البلاد إلى ما لا تحمد عقباه، مشددًا على أن شيوخ الجهاد المتقدمين فى السنة لم يعودوا يملكون القدرات على القيام بمثل هذه العمليات فضلاً، عن أن قيادات الشارع انتقلت إلى الشباب الذي يصعب على أي دولة إلحاق الهزيمة به. واستبعد انخراط الجهاديين فى أي مواجهة مع الدولة، مشددًا على أن التوجه السلمي هو الخيار الشرعي والسياسي والقيادي الجهادي الذي حرصوا عبر تأسيس حزبهم الإسلامي على طي صفحة العنف إلى الأبد مطالبًا أجهزة الأمن بالتراجع عن هذا النهج والكف عن توسيع دائرة الاشتباه حول قيادات لم يثبت أي صلة لهم بهذه الأحداث. صورة أحمد يوسف حمد الله وأسامة قاسم وهشام اباظة موجودة فى الارشيف