تسود حالة من الانقسام داخل حزب "السلامة والتنمية" الجهادى تحت التأسيس فيما يتعلق بمصير الحزب، حيث تتنازعه عدة اتجاهات، الأولى تفضل المضى قدما فى خطوات تأسيس الحزب واستكمال التوكيلات اللازمة لاقراره من جانب لجنة الأحزاب ليصير الحزب المعبر عن جماعة الجهاد فى ظل تمتع أعضائه برؤى متميزة فيما يتعلق بمختلف التحديات التى تجابه مصر خلال المرحلة القادمة. فيما يفضل جناح ذو ثقل داخل الحزب الانخراط فى أحزاب سياسية أخرى تحتاج لكوادر قوية يمتلكها الجهاديون رغبة فى توفير الجهد الخاص باستكمال التوكيلات والأموال الخاصة باستئجار مقرات للحزب فى ظل الأوضاع المالية الدقيقة ل "أخوة الجهاد" الذين أمضوا ثلاثين عاما فى سجون النظام السابق. وطرح بعض رموز التنظيم إمكانية الانضمام إلى حزب "البناء والتنمية"، الذراع السياسية ل "الجماعة الإسلامية" فى ظل الصلات الوثيقة بين الجانبين، والتى توجت فى الماضى بتحالف أطلق عليه "تنظيم الجهاد"، وهى وجهة النظر التى يتبناها الشيخ أسامة قاسم المنظر الشرعى لجماعة الجهاد حيث لفت إلى وجود إجماع سابق على الانخراط فى تحالف سياسى مع الجماعة الإسلامية، غير أن الأمر استقر فى النهاية على مضى كل فريق فى تأسيس حزب سياسى على أن يبقى التحالف خيارا مطروحا فى مرحلة لاحقة. وتابع قاسم: لا شك أن قناعتنا الفكرية والشرعية القريبة من الجماعة الإسلامية تجعل اندماج السلامة والتنمية ضمن البناء والتنمية شكل أكثر يسرا وسهولة ويضمن احتواء أى خلافات، لاسيما أن كثيرا من الجهاديين يسعون لتدشين تحالف سلفى يضم الجماعة والجهاد وقوى إسلامية أخرى. غير أن طرحه لم يرق كثيرا للمهندس صالح جاهين وكيل مؤسسى حزب السلامة والتنمية على الرغم من إقراره بالصلات التى وصفها بقيادات الجماعة الإسلامية إلا أن يرى أن انخراط الجهاديين وأعضاء الحزب فى البناء والتنمية سيكون عملية معقدة وصعبة، فحزب الجماعة الإسلامية رتب أوضاعه وقياداته واستقر على كوادره بشكل قد يخلق نوعا من التصادم بين أخوة وأشقاء بحسب وصفه وهو ما لا نرغب فيه جملة وتفصيلا. وألمح إلى تفضيله الانضمام إلى حزب الفضيلة السلفى فهذا الحزب يعانى حالة من الركود ويحتاج لتنشيط دوره فى الشارع السياسى وهو ما تستطيع كوادر الحزب توفيره لهذا الحزب، مبديا تحفظه الشديد على المقترحات الخاصة بالانضمام لحزب العمل الجديد بقيادة مجدى أحمد حسين فرغم تقديرنا الشديد للأخير إلا أن غياب الطابع الإسلامى عن أنشطة الحزب لا يجعلنا نفضل الانضمام له. فى السياق ذاته، كشف الشيخ هشام أباظة، القيادى الجهادى، عن أن إتمام الإجراءات الخاصة بالحزب أو الاندماج فى حزب الجماعة الإسلامية أو العمل الجديد أو الفضيلة سيحسم خلال الأسابيع القادمة حيث ستعقد قيادات الحزب اجتماعا حاسما لبحث هذه الخيارات وسندرس كل المقترحات لاسيما أنه تجرى فى ظل أجواء ودية لحسم مصير حزب الجهاديين.