نفسى ألاقى شغلانة أعالج ابنى وأسمع منه كلمة بابا.. مبسوط بالشهرة وحاسس إنها معجزة من ربنا علشان أحل مشكلتى اتلفق لى قضية سلاح وأنا خارج أدور على سولار مع السواقين
فى أقصى مدينة القليوبية وتحديدًا قرية "بهتيم" يقبع سيد حجاج الرجل الذى أدمى قلوب المصريين بعبارته الأشهر "أيام سودة"، والتى جعلته فى صفوف المشاهير واستحوذت على اهتمام مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر".. طوال الأشهر الماضية لتصبح الكوميك الأشهر فى مصر ويتحول صاحبها إلى أشهر وجه... "المصريون" حاولت كسر حاجز العالم الافتراضى والاقتراب أكثر من ذلك الشخص الذى أصبح مسار حديث الكثيرين لا لشيء سوى لكلمته تلك التى ارتطمت بواقع جمله الكثيرون وفضحه هو بكلمتين "أيام سودة". ساعة ونصف الساعة فصلتنى عن محيط وسط المدينة التى تركتها ورائى غارقة فى صراعاتها السياسية ومشاحناتها اليومية مابين شجب وإدانة لحال البلاد وما أل إليه الوضع السياسى ولسان حالها إحنا عايشين فى "أيام سوداء".. ومابين سواد أيامهم الذى قد يختلف كثيرًا عن أيام بطل قصتنا، دار بمخيلتى أحاديث عدة حول الرجل الذى اتخذ من وجهه شعارًا لكل ما هو محبط وكئيب بالبلاد، ترى ماذا يخفى وراءه من أسرار وحكايات لا يعرفها الذين يتداولون صوره على صفحات الكوميك الشهيرة..
الآخر يا حضرات اللى عايز ينزل بهتيم... وبميدان بهتيم حيث لا شهرة تعلو على شهرة سيد "أيام سودة" قادنا أحدهم نحوه.. أمام ساحة مسجد كبير بميدان بهتيم وعلى بعد خطوات من موقف للسيارات، حيث وقف أحدهم ينادى "الشارع الجديد.." هو ده سيد حجاج.. رأيناه وقف أمام سيارته الأجرة منتظرًا دوره، وبمجرد أن لمحنا حتى ترك ما بيديه وجاء نحونا.. بدا سيد حجاج أو سيد "أيام سودة" كما يلقبه أصدقاؤه وجيرانه، رجلًا مصريًا بسيط منهمكًا فى البحث عن قوت يومه، حيث يعمل سائق أجرة على أحد السيارات لنقل الركاب مابين شبرا الخيمة وبهتيم، استقبلنا بابتسامه عريضة على عكس ما تخيلت أن أراه ذا وجه عبوس وتكشيرة عريضة على جبينه وبدا يسرد لنا حكايته...
بداية قبل أن تكلمنا عن شهرتك تلك التى أحسدك عليها بالطبع أخبرنا ما هى قصة "أيام سودة" ؟ أيام سودة كانت وصف لحياتى التى تبدلت بين يوم وليلة، حيث كنت بطريقى مع عدد من السائقين بنهاية العام الماضى لجلب السولار لسيارتنا خاصة وأنه كان هناك أزمة سولار كبيرة، ولسوء حظنا أوقفنا أحد الضباط ووقعت مشادات بيننا جعلته يلقى القبض علينا دون تهمة لنفاجأ بمحضر حيازة سلاح دون ترخيص، على الرغم من أننى لا أملك حتى قوت يومى حتى امتلك سلاحًا، ورغم ضيق ذات اليد تمكنت بمساعدة آخرين بإحضار محام لنخرج بكفالة على ذمة قضية حتى الآن بالمحاكم.. وفى أحد الأيام بعد خروجى استوقنى أحد المذيعين بالشارع ليأخذ رأيى بأحد الأمور فلم أجد ما أقوله له سوى "دى أيام سودة".. لكنه كرر السؤال فما كان منى إلا أن أقول له بقولك "أيام سودة سودة", وتركته وذهبت لمنزلى لأفاجأ بعد عدة أيام بمن يقول لى إن صورى تملاْ الإنترنت والذى لم أعلم عنه شيئًا "أنا ما اعرفش النت ده ولا عمرى شغلته إلا دلوقتى علشان أشوف صورى عليه". هل ضايقتك الشهرة ؟ ضاحكًا بالعكس أنا مبسوط جدًا بيها، فكل لما أمشى فى الشارع الناس تندهلى "أيام سودة أهوه"، وأشاور لهم وأضحك وأقول جوايا يمكن ربنا حب يخلينى اتشهر علشان أزمتى تتعرف وقضيتى تتحل لأنى لو فضلت زى ما أنا ما حدش يعرف عنى حاجة وأفضل عايش فى أيام سودة. شايف إزاى حال البلد ؟ قبل ما أقولك شايفه إزاى هقولك إنى شاركت فى مظاهرات الثورة يوم 26 يناير خدت عربيتى طلعت اتظاهر فى ميدان التحرير علشان الظلم كان كثير قوى وكانت أيام صعبة بس دلوقتى أنا شايف الدنيا غامقة قوى وحاسس أن الأيام دى أصعب كثير أيام مش بس صعبة دى "أيام سودة". بماذا تحلم يا سيد وما هى أمنيتك ؟ أنا ما بحلمش إلا أن البلد تبقى كويسة ونعيش فى أمان وسلام وينتهى العنف ونفسى إنى ألاقى شغلانة كويسة نفسى ألاقى وظيفة، نفسى اشتغل بالحلال.. علشان أكل ولادى الأربعة ومراتى وأعالج ابنى، نفسى اعمل له عملية واسمع صوته بيقولى يابابا"، بدل ما أسرق وأفضل عايش فى الأيام السوداء، وتابع سيد كنت أعمل بالحى ولكن تم طردى وأصبحت فى الشارع ونفسى حد من المسئولين ينظر لى ويساعدنى ألاقى شغل". التقينا بأبناء سيد الأربعة وزوجته التى رفضت التصوير واكتفت بأنها فخورة بزوجها وتتمنى له أن تنتهى قضيته على خير وأن ينظر إليه بعين الرحمة، خاصة وأنه عائلهم الوحيد ومصدر رزقهم، أما أصغر أبنائه والذى لا يستطيع الحديث واكتفى بابتسامة أمل كانت كفيلة بأن تحول رحلتى للقاء رجل "أيام سوداء" إلى إشراقة بيضاء بمستقبل حتمًا سيكون بخير. شاهد الصور: شاهد الفيديو: