نفى نزار غراب محامي عبود الزمر القيادي الجهادي المسجون منذ عام 1981 على ذمة قضية اغتيال الرئيس أنور السادات إصابته بطلق ناري في أحداث التمرد التي شهدها سجن دمنهور يوم الأربعاء، وقال إنه أصيب بشظية في يده من خرطوش أثناء إطلاق النار على السجناء الجنائيين الذين حاولوا الهروب من السجن. وكشف غراب أن مصلحة السجون قامت أمس بنقل عبود من سجن دمنهور إلى القاهرة، في خطوة تحتمل تفسيرات عديدة وهي إما إيداعه أحد سجون القاهرة أو التمهيد لإطلاق سراحه، بعد أن انتهت فترة محكوميته منذ سنوات. وأكد غراب أن أسرة الزمر ستنظم وقفة احتجاجية أمام المجلس العسكري ومقر وزارة الدفاع صباح غد السبت للمطالبة بالإفراج عن القياديين الجهاديين عبود وطارق الزمر اللذين مضى على انقضاء مدة عقوبتهما عشر سنوات. ودعت أسرة الزمر كل الشرفاء وأنصار الحريات وحقوق الإنسان للتضامن مع السجينين الأشهر في مصر. وقال غراب إنه سيقوم أثناء الوقفة الإحتجاجية بتسليم المجلس العسكري مذكرة تتضمن المطالبة بإنهاء محنة عبود وطارق الزمر . وأضاف غراب أنه سبق وتقدم بمذكرة مماثلة للنائب العام عقب تنحي الرئيس السابق حسني مبارك عن الحكم لكن لم يتم إتخاذ أي إجراء فيها حتى الآن. بدورها، ناشدت "أم الهيثم" زوجة عبود وشقيقة طارق المجلس العسكرى إنهاء محنة زوجها وشقيقها، مشيرة إلى أن حياتهما تواجه مخاطر, مؤكدة ضرورة أن تفي الدولة بوعودها بالإفراج عنهما، خاصة وأنهما رفضا الهروب من السجن أثناء أحداث التمرد التى شهدتها أثناء الثورة. وأكد الدكتور ناجح إبراهيم، القيادي ب "الجماعة الإسلامية"، أن الافراج الصحي عن عبود وطارق الزمر سيتم خلال أيام لانتهاء مدة محكوميتهما منذ سنوات. وكان سجن دمنهور شهد يوم الأربعاء تمردا كبيرا من السجناء الجنائيين الراغبين في الهرب لكن حراس السجن واجهوهم بإطلاق نار كثيف ما أدى إلى مقتل ثلاثة وإصابة ثمانية آخرين. ويوم أمس، قطع أهالي سجناء سجن الأبعادية بدمنهور طريق القاهرة/الأسكندرية الزراعي وأحرقوا الإطارات معطلين حركة السفر بين الإسكندريةوالقاهرة لعدة ساعات، احتجاجا على رفض أجهزة وزارة الداخلية السماح لهم بالدخول إلى السجن لزيارة أقاربهم للاطمئان عليهم بعد الأحداث والاشتباكات الدامية التي شهدها السجن أمس الاول. وأعلن الأهالي دخولهم في اعتصام مفتوح أمام السجن بالقرب من الطريق الزراعي كما يحدث في ميدان التحرير، وذلك وسط حصار أمني مكثف من قبل القوات المسلحة والأمن المركزي. وأكدوا أنهم قاموا بإرسال عشرات الاستغاثات لعدد كبير من المسئولين وخاصة القوات المسلحة ولم يستجب أحد منهم حتى الآن. يأتي ذلك فيما تضاربت الأنباء عن أعداد القتلى والجرحى خلال الاشتباكات بين حراس السجن من جهة والسجناء الذين حاولوا الهرب من جهة أخرى. ففيما تتحدث مصادر طبية وأمنية عن ارتفاع عدد القتلى بعد ظهر الخميس إلى أربعة بعد وصول جثة إلى مشرحة مستشفى دمنهور العام، أكد عدد من السجناء في اتصالات هاتفية وجود قتلى ومصابين مازالوا داخل السجن ولم يتم نقلهم حتى الآن إلى المستشفى، وذلك لمنع تصعيد الأمور من قبل الأمن، على حد قولهم. وكشف السجناء أمس أن الأجواء داخل أسوار السجن مازالت متوترة حيث قامت الإدارة بفصل التيار الكهربائى ومنع الطعام والشراب والإمدادات الطبية للمرضى والمصابين مما يعرض حياتهم للخطر. على صعيد متصل، قال اللواء عبد الجواد أحمد عبد الجواد مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، إن ما حدث في سجن الأبعدية بدمنهور، جاء أثناء زيارة الأهالي لمجموعة من المساجين حيث حاولوا الهرب عبر حوش السجن، مدفوعين بتحريض الأهالي واعتقادهم بأنهم يمكنهم التغلب على عدد الحراس الموجودين بالسجن. وأضاف في مداخلة مع برنامج "90 دقيقة"، على قناة المحور، أن المساجين حرقوا المستشفى ومخزون الطعام التابعين للسجن، واحتجزوا المأمور، مما استدعى قيام قوات الأمن بإطلاق أعيرة نارية لإحباط محاولة هروبهم. وأكد عبد الجواد أن الوزارة تقوم الآن بدراسة ملفات السجناء للقيام بعملية إفراج شرطي للسجناء الذين لا يوجد خطورة من الافراج عنهم، وصولا إلى أن يتم الاكتفاء بسجن العناصر الخطرة على الأمن العام فقط .