كشف الدكتور عصام العريان، عضو مكتب الإرشاد، المتحدث الإعلامي باسم جماعة "الإخوان المسلمين"، أن الجماعة لم تدع الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" لإلقاء خطبة الجمعة في "جمعة النصر" احتفالاً بالإطاحة بالرئيس حسني مبارك تحت وطأة الاحتجاجات الشعبية، بل أنها نصحته بعدم الحضور، وذلك على خلاف الاعتقاد السائد. جاءت إشارة العريان في سياق الرد على ما أثاره البعض عن محاولة "الإخوان" اختطاف الثورة، وخاصة مع قيام القرضاوي بإلقاء خطبة الجمعة أمام مليوني شخص ميدان التحرير في 18 فبراير الجاري، وتصوير عودته إلى مصر وخطبته في هذا الحشد الهائل- لأول مرة منذ منعه من الخطابة في مصر قبل أكثر من ثلاثة عقود- على أنها تشبه عودة الخميني من منفاه إلى إيران عقب قيام الثورة في عام 1979. وقال العريان- في مقاله الذي تنشره "المصريون" الاثنين- إن من دعاهم ب "المتطرفين من العلمانيين من رعايا النظام السابق وبعض المخلصين المشفقين على مستقبل الوطن" هم من أثاروا قدرًا من المخاوف بعد "جمعة النصر" التي خطب فيها الشيخ القرضاوي في المصريين جميعًا رغم نصيحة الإخوان له بعدم الحضور"، على حد قوله. وأضاف أنه "ورغم عودته سريعًا إلى وطنه الثاني في قطر فما زال هؤلاء يثيرون المخاوف ويشبهونه بالخميني رغم التباين الكبير بين المذهبين السنى والشيعى، وبين الرجلين، وبين البلدين، وبين السلوكين"، علمًا بأن الشيخ القرضاوي نفى بنفسه تلك المزاعم وأكد انقطاع صلته التنظيمية بجماعة "الإخوان المسلمين" منذ سنوات بعيدة. وبرأ العريان ساحة القرضاوي من منع الشاب وائل غنيم، مسئول التسويق الإقليمي لشركة "جوجل" وأحد رموز ثورة 25 يناير الماضي من اعتلاء المنصة في "جمعة النصر" لإلقاء كلمة أمام الحشود، ووضع هذه المزاعم في إطار "حملة كراهية" ضده رغم إشادة الجميع بخطابه ودوره في الثورة. وكشف أن شابًا يساريًا هو الذي منع وائل سعيد من الصعود إلى المنصة، لأن "شباب ائتلاف الثورة اعتبره من الثورة المضادة، بسبب دعوته لعدم الحضور إلى يوم "جمعة النصر"، ولأنه كان يعد مع آخرين لاحتفال آخر حاشد في الصالة المغطاة مع د. حسام بدراوي (الأمين العام السابق للحزب "الوطني") كما يتردد". وأشار إلى ما ذكره الشيخ القرضاوي من "أنه لا يعرف وائل شخصيًا وقد لا يطابق شخصه على صورته، وأنه لم يكن بين المنظمين كما أن الإخوان لم يحتكروا التنظيم للصلاة، وقد سبق صلاة الجمعة قدّاس للأخوة المسيحيين". وكان القرضاوي نفى بنفسه في تصريحات نشرتها صحيفة "الأهرام" قيام "حرسه الخاص" بمنع غنيم من الصعود إلى منصة الاحتفال، وأضاف: "كان يسعدني ان أري هذا الشاب الذي أكبرته كثيرا عندما خرج من المعتقل وحياه الشباب كمفجر لثورة 25 يناير لكنه قال إن الشهداء هم الذين يستحقون التحية". وأكد أن إلقاءه خطبة الجمعة ليست إيذانا ببدء دولة دينية, "بل علي النقيض من هذا الكلام يأتي توجهي لإقامة دولة مدنية, لكن بمرجعية إسلامية, وهذا لا يعيب دولتنا, فكثير من الدول اختارت الاشتراكية كمرجعية وأخري اختارت القومية.. فأنا ضد الدولة الدينية تماما, فلسنا دولة مشايخ ولا ملالي".