تحدث الشاعر عبد الرحمن الأبنودي عن ثورة 25 يناير وأثنى على شبابها ودورهم العظيم في تحرر مصر من نظام مبارك الذي أفسد كل شيء في البلاد ،وقال في حوار لبرنامج "الحقيقة" على قناة دريم الفضائية : شعرت أن مصر نورت وأني صغرت عشرين سنة بعد نجاح الثورة . وحول توقعه لما حدث قال : لم أتوقع أن الثورة ستأتي بهذا الشكل الراقي اعتقدنا أنها ستأتي من العشوائيات وأن يحدث ثورة مضادة لأن لدينا فسادا كبيرا وفي العشوائيات الفقر كثير ومخيف ولكن الحمد لله اندلعت الثورة من حيث لا يتوقع أحد أن الشباب هم الذين يحدثونها وشباب لا يعانون من مشاكل اقتصادية . وتابع الأبنودي : في شبابنا انخرطنا في تنظيمات سرية وتم اعتقالنا وكنت أفرح لما الناس تقول لي أني زرعت الأمل بعد 67وفي ظلام النكسة كان الشعب محبط ولم يتوقعوا أن نقف ثانية وننتصر ، وهؤلاء الشباب أعادوا لنا الانتصار والنشوة . وتحدث الأبنودي عن الشخصية المصرية وقال نحن فراعنة ونعمل بشكل فردي ففي فريق الكرة تجد كل لاعب يلعب بمفردة وليس لدينا روح الفريق فنحن وفي فترة عبد الناصر كسر الفردية المصرية ولم نعد أفرادا وأصبحنا كلنا ملك ثورة 52التي صنعها الضباط الأحرار بقيادة ناصر أما ثورة 2011 فهي ليست لها قائد وهذا هو سر افتخار كل مصري بها يشعر بأنه يمتلكها. وعن أسباب حدوث الثورة قال: كل يوم كان يظهر أمامنا وجوه كريهة من الحزب الوطني ينهبون ويسرقون وينشروا الفساد ويفتتوا الأمة ويضيعوا الناس ولم يلتفتوا أبداً لتصليح النظام التعليمي أو الصحي أو الاجتماعي بل كان غرضهم تفتيت الأمة ونهب ثرواتها ووضعها في بنوك سويسرا وانجلترا وأمريكا وفرنسا ، فهؤلاء هم من وصفتهم في قصيدة لي من ثلاثين عاما بأنهم قيادات جبانة. ووصف الأبنودي مسئولين نظام مبارك بالذئاب ، وقال أنهم كانوا يعملون بنظرية المؤامرة دائماً ، وأثنى الأبنودي على التعليقات التي كان يقرأها في شعارات الثورة وقال شيء بديع أروع من الأغاني والأشعار ، وكشف عن قصيدته التي كتبها في الثورة وقال أنها أسهل قصيدة كتبت في حياتي وأطلقت عليها "دولة العجائز" ، وكتبتها يوم 1فبراير بعدما بدأت قوة النظام القديم تسفر عن وجها الكئيب بالبلطجية وموقعة الجمل لتدافع عن نفسها وهي تواجه الشباب فخسرت المعركة كلها وأصبح وجهها مكشوفا وسيئا أمام العالم كله. وعبر الأبنودي عن فرحته بأنه رأى ثورة التغيير وقال : كنت خايف أموت من غير ما أرى تغير الوجوه الكريهة والآن أموت حلو ومبسوط ومستريح بدون أن أخاف على بناتي لأنهم في وطن أفضل . وعبر الأبنودي عن قلقه من النظام القديم وما قد يسببه من مشاكل في المرحلة القادمة ولكنه قال هذا القلق صحي سيجعل الناس مستعدة للمواجهة في أي لحظة . وعن دور الإخوان المسلمين قال : لعبوا بشكل جيد كجزء من الشباب ولكن ظهورهم بهذا الشكل يوم الجمعة أسفر عن شيء قبيح لأن هذه الثورة ليست ملككم بل ملك الشعب المصري ، وحينما خطب القرضاوي كان شيء جميل ولكنه رفض ترك الميدان حتى لا يأتي محمد منير ويغني لأنهم يكرهون الأغاني رغم أن الأغنية هي التي صنعت الثورة ،ورفضوا ظهور وائل غنيم وكأنهم ملكوا المنصة،فلن يسمح لهم أحد أن يستغلوا نجاحها وأقول لهم الثورة ليست ثورتكم فلا تحاولوا اختطافها فلن نسمح لأحد أن يتأخر بمصر ويعود بها للوراء مائة عام . وأكد الأبنودي أن هناك محاولات كثيرة لسرقة الميدان من الإخوان ولن أتحدث عن فزاعة الإخوان لأننا لا نخاف من أحد وليس لنا فزاعة كما كان للنظام السابق ، ولكن الإخوان بما يفعلوه أعطوا فرصة لمن لهم مصالح في النظام القديم أن يعودوا للميدان ، وقال أنه يريد أن تستمر المظاهرات كل جمعة لتأكيد مطالب الثورة وللدفاع عنها ولحمايتها من أن تختطف. وتحدث الأبنودي عن مبارك وقال للأسف كرسي السلطة "ابن كلب فيه غرا" الذنب ليس ذنب الرئيس بل الكرسي هو السبب له زهوة والسلطة تجعلك تشاور بأصبعك فتنفذ أوامرك ،ومبارك جاء ليخفي السادات الذي حقق نصر أكتوبر واختزل حرب أكتوبر في الضربة الجوية ، وأيضاً السادات جاء ليخفي جمال عبد الناصر ، إلى الآن أنا أتحدث عن مبارك كونه رئيس اعتدت على ذلك ونفسي اعتاد على انه رئيس سابق مخلوع. وعن آخر مكالمة بينه وبين مبارك قال : آخر مكالمة كانت من ستة أشهر وكان يطمئن على صحتي ، وقال انه حاصل على جائزة مبارك وقال ليس هذا معناه أنه مع مبارك أو أنها وصمة عار وقال : هذه الجائزة كان اسمها جائزة النيل ومداحين الملك جاءوا وسموها جائزة مبارك فأنا مالي ومال اسم الجائزة ، وقالوا أني مع النظام ، ورديت عليهم وقلت أخذت جائزة تحمل اسم زين العابدين من تونس فهل معنى هذا أني كنت مع زين العابدين ، فأنا أعيش وسط شائعات طوال السنوات ، ولكني صوت مصري مسموع وأعرف كل المثقفين ويعرفوني ولست تابع لنظام أو لحاكم ولو قلت شعر في حاكم عايش أوقفوني تغنيت بعد الناصر بعد وفاته رغم أنه سجني وهذا الرجل مات وليس في جيبه شيء. وعن مبارك قال : مبارك كان يحكم مصر ولا يعرف عن مصر وما يحدث في مصر وهذه مسئوليته كان يتركها لأبنائها لا أن يفكر في توريثها لأبنه ، فهو كان حاكم لمصر ويتركها في أيدي حرامية كان يقعد يأكل جمبري ويهرب فلوسه بره ورجالته فلوسهم بره ومصريين غلابة ليسوا معهم قوت يومهم كيف يحبونه ، هذا ناهيك عن علاقته بإسرائيل فلن أدخل في ذا الموضوع ولن أدخل في السياسة. وأكد الأبنودي أن جمال مبارك الابن هو الذي عجل بنهاية أبيه وهذا من نعمة ربنا علينا ، فهذا الجمال لم يرى مصر ولم يركب أتوبيس ولم يرى الفقر بل وأصر على ألا يرى مصر الفقيرة بل تحصن بأصدقائه وأصبح يزرع للمستقبل بشكل تآمري ولم يهمه في لحظة أن الناس تحبه لم يفعل شيء تجعل الناس تحبه حتى الآلف قرية كان مجرد شيء ورقي ،فمبارك لم يصن النعمة بل كان كفر ألا يصون نعمة الله عليه وهو رئيس دولة في عظمة مصر ، وأقول له مصر لن تموت كي يعيش شخص بعينه ، فنظام مبارك تحول إلى نظام استعمار وقوة احتلال ، وكان أسوأ أنواع الاستعمار هو استعمار الأنظمة العربية التي تنهار الآن واحدة بعد الأخرى.