شيء مستفز جدا أن يحاول أحمد قذاف الدم من مصر الاتفاق مع شركات طيران لارسال مرتزقة أفارقة لاستكمال مجزرة القذافي ضد الشعب الشقيق، وأن يسعى لتحريض القبائل المصرية ذات الأصول الليبية للدخول إلى شرق ليبيا من حدودنا الغربية. نقدر أبناء القبائل الذين تظاهروا في مطروح أمس يؤكدون أن أحدا لا يمكنه استخدامهم، ويطالبون بطرد قذاف الدم فورا. المفترض أن يتم اعتقاله وتقديمه للمحاكمة، فهو ما يزال يظن أن بلدنا أرض خربة يتجول فيها كما يشاء. يتآمر ويخطط ويقتل في مأمن من المساءلة. مصر الجديدة يجب أن تحاسبه على قيادته لعملية قتل وزير الخارجية الليبي الأسبق منصور الكيخيا في أوائل التسعينيات في حادث سيارة مفتعل بمصر أثناء لجوئه إليها، وهي الجريمة التي سمح نظام مبارك بها وصمت عنها صمتا يخالف تاريخنا وأعرافنا وتقاليدنا في حماية من يستجير بنا ويلجأ إلينا. أدلى الرائد عبدالمنعم الهوني مندوب ليبيا في الجامعة العربية الذي استقال منذ عدة أيام، بتفاصيل دقيقة عن تلك العملية الوقحة تصلح مستندا لالقاء القبض على قذاف الدم ومحاكمته. هل ما زلنا نخشى القذافي كما كان يخشاه مبارك الذي وصفه "مجنون ليبيا" بالرجل المسن المخرف، وأن مصر تعيش بلا قيادة (ضاحكا) على حد قول الهوني في الحوار الذي نشرته جريدة "الحياة" اللندنية أمس. الهوني قال معلقا على ذلك "القذافي كان يعتقد أن قدراته أكبر من ليبيا".. وهو هنا كأنه يشير إلى تطلعه لحكم مصر. تطلع قديم كبر معه منذ رحيل جمال عبدالناصر، فبعد تولي السادات قال القذافي عن نفسه "أنا زعيم بلا شعب.. ومصر شعب بلا زعيم" مقللا من شأن شعبه الحر الأبي الذي يثور عليه اليوم وسينتصر بإذن الله. يبدو أنه نفس انطباع مبعوثه الشخصي ومنسق علاقاته مع مصر، أحمد قذاف الدم، فكل من عرفه في حقبة الرئيس المخلوع، كان يشعر بتكبره واستعلائه وحقارة ودناءة أسلوبه. ذكر لي إعلامي سوداني كبير أن لقاء جمعه بقذاف الدم في أحد فنادق القاهرة، ثم حضر إليهما فاروق حسني وزير الثقافة السابق الذي جاء يطلب وساطة ليبيا لانجاحه في انتخابات اليونسكو. قال الإعلامي إنه شعر بالغيظ الشديد والخجل وهو يرى استعلاء قذاف الدم في حديثه لحسني ويفض الجلسة بقوله "خلاص حنشوف الموضوع ونكلملك الناس"! ليس سرا أن أجهزة أمنية ليبية كانت تتحرك في مصر في عهد الرئيس المخلوع وتمارس عمليات الترويع والفزع ضد الليبيين الذين يقيمون بين ظهرانينا، بل وضد صحفيين وإعلاميين مصريين إذا ما تجرأ أحدهم وانتقد القذافي. [email protected]