قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، إن "الصوفية" الذين وصفهم ب "أهل الله" هم الذين باستطاعتهم أن يحموا الشباب من التهور والتدهور، وأن يقوموا على تربيته، مضيفًا: أنه لا أحد غير الصوفية يستطيع أن يرسم منهج طريق الله سبحانه وتعالى من الذكر والفكر. وكتب جمعة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": نحن والحمد لله تعالى أقوياء بأوليائنا وتاريخنا وخبرة هذا التاريخ، أقوياء بحاضرنا، أقوياء بمنهجنا، وأقوياء بأننا ندعو الله سبحانه وتعالى أن يجعل الدنيا في أيدينا ولا يجعلها في قلوبنا، وأننا إذا جعل الله الدنيا في أيدينا استعملناها فيما أراد الله أن نستعملها فيه وربنا سبحانه وتعالى أراد منا العبادة والعمارة وتزكية النفس قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات:56]، وقال تعالى: ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ [هود:61] أي طلب منكم عمارها وقال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آَدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى المَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31)﴾ [البقرة:30-31]، ولأجل هذا العلم ولهذه الخلافة ولهذا الأمر بطلب العمار أسجد الله الملائكة إليك في صورة أبيك آدم احتراماً وتقديراً، وهذا معنى جليل يمكن أن نربي أبناءنا عليه العبادة والعمارة وتزكية النفس، فمن غير الصوفية يستطيع أن يرسم منهج طريق الله سبحانه وتعالى من الذكر والفكر؟ لا أحد. الصوفية يعرفون كيفية الذكر، وكيفية الفكر، وكيفية التخلي من كل قبيح، والتحلي بكل صحيح، وما الذي يواجهه الإنسان كوناً إذا ما حدث له أمور هذه الأمور لا يعرفها إلا السادة الصوفية، أمور التجلي. إن عبد القادر رضي الله عنه عندما حدث له خلوته نور اشتد عليه وسمع صوتاً قال: ما سمعت أحسن منه قط، يقول له: يا عبد القادر لقد قربناك، قال: فذبت كما يُذاب الملح، قال: وأحللنا لك الحرام، فقال: اذهب يا لعين، قال: علمك نجاك يا عبد القادر فسمع صوتا محشرجاً لم يسمع أسوأ منه قط. من الذي يعرف هذا؟ من الذي يحمي شبابنا من التهور والتدهور؟ إنهم أهل الله، إنهم الصوفية، ودورنا الآن هو تربية الشباب