سيظل يوم 28 يناير 2011، المعروف ب "جمعة الغضب" وصمة عار في جبين الشرطة التي ارتكبت في هذا اليوم كل ما هو غير إخلاقي ومارست انتهاكات لم تتوقف عند إطلاق الرصاص الحي ضد المصريين الذين خرجوا للتظاهر بالشوارع، بل بلغ الأمر انتهاك العرض جهارًا على الملأ، كما حدث في واقعة السائق طارق صالح محمود علي وشهرته طارق أبو عبده من سكان منطقة اللبان بالإسكندرية. ففي الساعة العاشرة والنصف مساء يوم 28 يناير الماضي، نزل الطفل عبد المنعم طارق (12 عاما) من منزله في 5 حارة النجاة بمنطقة اللبان، لشراء خبز لعائلته بمنطقة الفراهدة فتعرض له بعض رجال الشرطة السريين بالضرب، فذهب يشتكي لوالده الذي نزل بدوره للشارع ليستفهم عن سبب تعرض رجال الشرطة لابنه. لكنه تفاجئ بصفعة على وجهه من الرائد( ص. ع) من مباحث قسم شرطة اللبان، وعندما اعترض على ذلك، قال له الضابط: "سأجعلك عبرة لأهالي المنطقة ولمصر كلها علشان تعرفوا تولعوا في أقسام الشرطة كويس". ووفق رواية شهود عيان، قام الضابط بصورة هيستيرية بسحل الأب (48 عامًا) وجره من قدميه وظهره علي الأرض لمسافة 400 متر وأحضر عصاة خشبية كبيرة، وقام بتجريده من ملابسه عنوة بمساعدة أربعة من المخبرين السريين، أسماؤهم: ربيع وعبد المجيد وشعبان وعبد الحليم. وحاول الضابط بمعاونة المخبرين إدخال العصاة في دبره على طريقة عماد الكبير – بطل الواقعة الشهيرة بقسم شرطة بولاق الدكرور- لكنه فشل فقام بالاعتداء عليه بالضرب بكل قسوة في جميع أجزاء جسده، قبل أن يتركه في الشارع في حالة سيئة. وإثر ذلك قام الأهالي بحمله والذهاب به إلى مستوصف العمري بمنطقة أبوالدردار، لكن المستوصف رفض استقباله نظرًا لسوء حالته فاتجهوه به إلى مستشفى القباري العام حيث أدخل فورًا غرفة العناية المركزة، بسبب خطورة إصابته وتعرضه لكسور في أنحاء جسده نتيجة الاعتداء عليه. وطالب مركز "ضحايا لحقوق الإنسان" في بلاغ للنائب العام سرعة فتح تحقيق في الواقعة والتحقيق مع ضابط الشرطة المتورط والمخبرين الأربعة الذين قاموا بسحل المواطن طارق صالح محمود علي والتنكيل به. وأرفق المركز بلاغه بتقرير طبي صادر من المستشفى حول حالة الضحية يظهر إصابته بكسر مضاعف في قصبة الرجل اليسرى، وكسر بالقدم اليمنى، وتفتيت الركبة اليمنى نهائيًا، وتم تغيير الركبة وضع ركبة صناعية شرائح ومسامير بدل منها، وكسر مضاعف بالذراع الأيمن، وتهتكات بمنطقة الشرج نتيجة محاولة ايلاج جسم صلب، وتفتيت عظمة الذنب الوظيفية أسفل الظهر.
