تواصلت المظاهرات الحاشدة في مدينة الإسكندرية السبت دون توقف منذ اندلاعها يوم 25 يناير الماضي، للمطالبة بإسقاط حكم الرئيس حسني مبارك. فقد احتشد نحو 10 آلاف متظاهر بميدان مسجد القائد ابراهيم بمحطة الرمل وقاموا بترديد الهتافات التى تدعو لرحيل الرئيس مبارك، ونائبه عمر سليمان ورئيس الوزراء أحمد شفيق. كما طافت تلك المظاهرات على طريق الكورنيش حتى ميدان المنشية رفع خلالها المشاركون الأعلام، واللافتات الداعية للتغيير، مرددين نشيد بلادي بلادي بلادي، في الوقت الذى غابت فيه تماما أي مظاهرات مؤدية للرئيس مبارك. وواصل المعتصمون في ميدان سيدى جابر اعتصامهم منذ ليلة الجمعة إلى حين رحيل الرئيس مبارك، وقد انضمت مظاهرة القائد إبراهيم إلى المعتصمين، كما انضم إليهم متظاهرون من شرق المدينة. وأعلن منظمو المظاهرات بالإسكندرية عن تنظيم مظاهرة مليونية اليوم الأحد على أن تنطلق من جميع أحياء الإسكندرية لتلتقي في ميدان القائد إبراهيم، ثم تنطلق إلى ميدان سيدى جابر. بموازاة ذلك، شهدت حركة الحياة في الإسكندرية أمس حالة النشاط الملحوظ لأول مرة منذ اندلاع مظاهرة الغضب يوم الجمعة قبل الماضية. فقد فتحت معظم المحلات التجارية أبوابها، كما شهدت أسواق الخضر توافد آلاف الأسر لشراء احتياجاتها، وفتحت معظم محطات الوقود أبوابها أمام السيارات. على جانب آخر، لا تزال قوات الأمن غائبة عن الشوارع بمدينة الإسكندرية باستثناء بضع عشرات من رجال المرور نزلوا للشوارع لتنظيم المرور في ميدان محطة مصر، وعلى طريق الكورنيش، ولا تزال "اللجان الشعبية" تتولى حراسة المنازل ليلا من هجمات متوقعة من البلطجية. ووفقا لمصادر أمنية بالإسكندرية فإنه من الصعب نزول قوات الامن لتولى مهامها نظرا لإحتراق جميع أقسام الشرطة، كما يستبعد أن يستأنف العمل فى ديوان عام محافظة الاسكندرية نظرا لانهيار مبنى ديوان عام المحافظ بعد حرقه، بالإضافة إلى حرق وتدمير معظم مباني الأحياء.