سلطت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) الأمريكية، الصادرة اليوم السبت، الضوء على تكرار أعمال سرقة ونهب المساعدات الغذائية والدوائية التي يمنحها المجتمع الدولي لجنوب السودان، واعتبرت هذا الأمر انعكاسا لانتكاسات وإخفاقات الدولة الجديدة. وذكرت الصحيفة - في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني - أن آلاف اللصوص المدربين والمنظمين، قد سرقوا اثنين من مخازن برنامج الغذاء العالمي في مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل، حيث فتحوا آلاف من صفائح الزيوت النباتية التي منحتها الوكالة الأمريكية للتنمية للمحتاجين في المدينة ثم سكبوا محتوياتها في جراكن مسروقة، كما نهبوا عبوات عديدة من المواد الغذائية عالية التغذية..ولم يكتفوا بذلك، بل قاموا بسرقة أجهزة حاسب آلي وتجهيزات إضاءة ومراوح وبلاط للأسطح. وأوضحت أن الغذاء المسروق، والذي يزن في مجملة 700ر1 طن، كان يكفي لإطعام أكثر من 100 ألف أسرة لمدة شهر، معتبرة أن هذا الأمر يظهر أجواء اليأس التي نتجت عن كثرة المصائب والأخطاء الواقعة في أحدث دولة في العالم ومدى سرعة كشفها في الوقت ذاته. وقالت الصحيفة إن "جنوب السودان لم تعد وحدها إلى المربع الأول ولكن عادت معها أيضا جميع وكالات الأغاثة التي أنفقت مليارات الدولارات لمساعدة هذه المنطقة خلال العقود الأخيرة"، مشيرة إلى أن أكثر من 860 ألف مواطن من جنوب السودان نزحوا من ديارهم عقب إندلاع أعمال العنف في شهر ديسمبر الماضي بين القوات الموالية للرئيس وأولئك الداعمين لنائبه السابق، مما تسبب في انقسام (الحركة الشعبية لتحرير السودان) الحاكمة وتعرض المواطنين لما وصفه مراقبو حقوق الإنسان بأنها أعمال قتل عرقية مروعة. وأفادت بأن القتال لايزال مستمرا في ولايات جونقلي والوحدة والبحيرات، رغم توقيع اتفاقية في ال23 من الشهر المنصرم لوقف الأعمال العدائية، فيما قالت منظمة (أطباء بلا حدود) إن "آلاف المواطنين أجبروا على مغادرة ولاية (الوحدة)، من بينهم نحو 240 عضوا تابعا للمنظمة والذين أخذوا معهم عشرات المرضى. وكشفت الصحيفة أن الصراع الراهن ترك نحو 7ر3 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة، في حين قرر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في شهر نوفمبر الماضي الانتقال من تقديم مساعدات عاجلة إلى جنوب السودان إلى تفعيل برامج طويلة الأجل كشبكات الري، التي تهدف إلى تحسين الأمن الغذائي هناك. وأشارت إلى أن أعمال السرقة والنهب بدأت وتكررت عندما تأرجحت مدينة ملكال بين سيطرة القوات الحكومية والمتمردين في النصف الثاني من الشهر المنصرم، منوهة بأن المدينة عادت اليوم إلى سيطرة الحكومة.