اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في افتتاحيتها السبت، أن الانتفاضة الشعبية التونسية التي أطاحت بالرئيس "المستبد" زين العابدين بن علي هي "بمثابة زلزال ليس فقط لتونس ولكن للعالم العربي بأكمله". وأضافت إن "بن علي كان يحكم بلاده بقبضة حديدية لا تختلف عما يفعله الحكام في ليبيا والجزائر ومصر، الذين يقومون بسجن المعارضين ونفيهم، وفرض رقابة على وسائل الإعلام، وخنق المجتمع المدني". وقالت الصحيفة إن "ثورة الياسمين" – كما يطلق عليها التونسيون – هي بمثابة تحذير قوي لزعماء العرب وعلى رأسهم الرئيس المصري حسني مبارك"، وأشارت إلى أن رفضهم منح المزيد من الفرص السياسية والاقتصادية يعد أمرا خطيرا وغير مقبول. وأكدت أن ما حدث في تونس يعطي دروسا قاسية لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما والتي قللت من أهمية الإصلاح في العالم العربي، وأخرست دعم الولاياتالمتحدة للديموقراطية وحقوق الإنسان. ولفتت إلى موقف وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في الأسبوع الماضي حين أكدت على أن الولاياتالمتحدة لا تقف مع أي طرف في الأزمة التونسية، لتخرج بعدها بخطاب قوي تدين فيه المؤسسات الفاسدة والأوضاع السياسية الراكدة في الشرق الأوسط وتدعو إلى الإصلاح، ثم خرج بعدها الرئيس أوباما مشيدًا بانتفاضة الشعب التونسي وداعيًا لإجراء انتخابات حرة ونزيهة. واعتبرت أن هذا يشكل فرصة أمام الرئيس أوباما لبدء حديث جدي حول ضرورة التغيير في مصر، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة، بينما تقول إن الرئيس مبارك يستعد لتمديد فترة ولايته من خلال انتخابات "مزورة أخرى" هذا العام، في الوقت الذي ينتظر فيه نجله جمال كخليفة محتمل. وختمت الصحيفة قائلة إنه "لم يفت الأوان بعد لتقوم مصر بفتح نظامها السياسي وتقديم المزيد من الحرية لشبابها المحبط"، مؤكدة أنها إذا لم تقم بذلك فإن منطقة الشرق الأوسط ستشهد ثورة ساحقة أضخم بكثير من تلك التي شهدتها تونس.