أكد الدكتور محمود أبو زيد رئيس المجلس العربى للمياه أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تواجه تحديا كبيرا وهو العجز المائى المتزايد والذى تضاعف في الآونة الاخيرة حيث بلغ العجز المائى اكثر من 120 مليار متر مكعب سنويا، مشيرا الى ان العجز المائى يتاثر سلبا بظاهرة تغير المناخ التى اصبحت حقيقة تعانى منها الشعوب والبيئات في المناطق الجافة وشبه القاحلة التى تمثلها منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا. جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية أمام المؤتمر الاقليمى الذى يعقد حاليا بالقاهرة تحت عنوان "التكيف مع التغيرات المناخية في قطاع المياه بمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا" والذى ينظمة المجلس العربى للمياه بالتنسيق مع جامعة الدول العربية والوكالة الالمانية للتنمية الدولية بحضور خبراء دوليين وممثلين عن كل من مصر والاردن ولبنان التى ستشهد تطبيق مشروعات تجريبيبة في هذا الصدد. وقال دكتور ابو زيد ان المؤتمر يهدف الى زيادة الوعى وتنمية القدرات في أوساط الجهات المعنية وصناع القرار في دول المنطقة، موضحا أن البرنامج يركز على عدة مجالات وهى: دعم السياسات والاستراتيجيات والإطار المؤسسى والأدوات والمنهجية ونظم إدارة الموارد والتطبيقات التكنولوجية الحديثة. ونوه أبو زيد باختيار المجلس العربى للمياه كذراع تكنولوجية للبرنامج لما له من علاقات في المنطقة مع متخذى القرار والمؤسسات الشعبية والرسمية ومنظمات المجتمع المدنى والقطاع الخاص فضلا عن خبراته في مجال إدارة الموارد المائية والتغيرات المناخية على مدى أكثر من عشر سنوات. من جانبها قالت السيدة نرمين وفا من الجامعة العربية أن المنطقة العربية تستورد 80% من احتياجاتها الغذائية على الرغم من أن الزراعة تمثل النشاط الأساسى لكثير من سكان المنطقة كما أنها أكبر قطاع يستهلك المياه حيث يتراوح متوسط استهلاك الزراعة للمياه في الدول العربية مابين 60 الى 90% . واعربت عن مخاوفها من ان تؤدى التقلبات المناخية وسوء ادارة المياه خاصة في مجالات الزراعة والري الى تدهور الاراضى وضعف خصوبة التربة وتراجع معدلات الانتاج وزيادة معدلات البطالة والفقر خاصة في المناطق الريفية. وأكدت على أهمية زيادة المعرفة وتبادل الخبرات بين الدول العربية واقامة شراكات بين المجتمعات المحلية والمزارعين من اجل زيادة معدلات الانتاج والتبادل التجارى وتحقيق التكامل في مجالات الامن المائى والغذائى.