كل يوم يمر بعد حادث كنيسة " القديسين " أجد أن مؤشر البوصلة يتجه بسفينة مصر نحو الغرق فمن الواضح أن البعض يلعب بالنار على طريقته الخاصة من السياسيين والإعلاميين والمتثاقفين من العلمانيين الذين يظهرون على الفضائيات بوجوه قبيحة يستفزون الغالبية من المسلمين بالحديث المتكرر عن الظلم الذى يعانيه المسيحيون فى مصر مما يدفع بعض الشباب المسيحى المتهور للتظاهر المخرب وإشاعة الفوضى فى المجتمع بحجة الغضب والتنفيس عن المصاب الفاجع ولِمَ لايفعلون ذلك وهم يرون صكوك التبرير تُدفع لهم من أعصابنا المنهكة من القلق على الممتلكات والأنفس؟ ورغم ضيقى بالإعتداءات على شيخ الأزهر إلا أن قوله "أنا أقدر غضب هؤلاء وأنهم مثل أبنائى " وهذا الكلام من فضيلة الشيخ يمثل خطرا كبيرا ليس على شخصه فقط وإنما على أمن الوطن كله وإلا فإن ردود أفعال أى مسلم على مصاب فاجع له فى المستقبل من موت قريب أوحبيب عن طريق الإهمال (كما فى حوادث كثيرة كالعبارة وصخرة الدويقة وغيرها) يجعلنا نبرر له إثارة الشغب وتحطيم الممتلكات العامة والخاصة بحجة التنفيس عن غضبه من إهمال المسئولين عن حماية حياته وحياة ذويه وماذا لواعتدى مسلم ولو بمجرد السب على البابا هل سيكون رد الفعل التماس العذر لمن فعل ذلك ؟ وأحب أن أسجل اعتراضى على خروج شيخ الأزهر فى مظاهرة حتى ولوكانت فى حب مصر مع رفع لافتات أن القرآن والإنجيل فى قلوب المصريين فحب مصر لايعنى ذوبان العقيدة وفقدان الهُوية ...كما أريد أن أنبه إلى أن موريس صادق يقف قريبا ينفخ كالوزغ فى النار المشتعلة ويؤكد للشباب المسيحى بما يعنى أنها " هانت " وسوف نحقق المراد من وراء ماحدث وهذا يُشعر بمسألة الأيادى الخفية التى طالما تحدث عنها العقلاء المحللين للحدث من تواطؤ محتمل بين أقباط المهجر القابعين فى أمريكا مثل مايكل وموريس وغيرهم بمعاونة من اليمين المتطرف فى الكونجرس) وبين الموساد . أيها المسئولون الفضلاء العقلاء لاتسمحوا للعابثين من المسيحيين على إرغام السفينة الخوض فى منطقة آخرها الغرق المحتم ولنلملم الأحزان سريعا ونفكر فى طرف المعادلة الآخر الذى يرقب مايحدث بصمت مشوب بالغيظ الذى إن انفجر لاقدر الله سوف تغرق السفينة حتما .... آن الأوان أن نفكر بهدوء بدلا من هذا اللغط الذى يفقد الدولة هيبتها يوما بعد يوم ولاتُسلموا دفة القيادة للممثلين لأن حلولهم عابثة لاتقوم إلاعلى عواطف فارغة تعودوا عليها فى أفلامهم الهابطة فالمسألة ليست صلاة جماعية وشموع وبكاء ولوعة ورفع شعار الهلال والصليب فى الشوارع وعلى شاشات الفضائيات وذوبان عقائد واستضافة من هنا وهناك لشيخ مع قس والاستعانة ببعض المطربين الذين يجيدون العزف على المشاعر المرهفة لدى قطاع عريض من الناس بل المسألة طرح أسئلة مع سرعة الإجابة عنها حتى نخرج من الأزمة سريعا وبخسائر قليلة على مستوى الأفراد والدولة نفسها إن تحقيق مكاسب للمزايدين من المسيحيين بدأ يتحقق وقد أفلت شباب العمرانية الذى خرب الممتلكات العامة وأهان رجالات الأمن وأثار الفزع بقطع الطرق على الآمنين ( واضح إنها بقت موضة للشباب المسيحى الآن ) أقول أفلت من عقاب أتصوره مستحقا حتى ولووقع عليهم الظلم كما يدعون وفى المقابل قد يُعاقب شباب مسلم تظاهر فى محاولة لفهم حقيقة مايجرى لزوجة كاهن يظن أنها أسلمت ولم يجد جوابا لسؤال يُحيره عن مصيرها المجهول.. أيها المسلمون والمسيحيون العقلاء أدركوا مصرنا قبل الغرق واضربوا بيد من حديد على أيدى العابثين وأصحاب " السبوبة" المعروفين بلحن القول والذين يأبى الله إلا أن يخرج أضغانهم وقد أتصور أننا فى حاجة للنظر فى مقترحات من أحسبهم يريدون الوصول بسفينة مصر إلى بر الأمان ولذا أساهم مع من سبقونى من محبى هذا الوطن فى بعض المقترحات لعل الله ينفع بها وإن كان غير ذلك فمعذرةً إلى الله : 1. أن تكف الفضائيات عن الصراخ والعويل حتى يتسنى لرجال الأمن والنيابة تحرى الدقة فى التحقيقات حول ملابسات الحدث دون ضغوط 2. الكف عن إرسال ممثلى الدولة إلى مقر البابا لتقديم واجب العزاء فالمصاب مصاب مصر ياسادة وليس مصاب البابا 3. الوقوف بحزم على التصريحات التى تخرج من هنا وهناك فى محاولة للكسب المادى والمعنوى من وراء الحدث مثل مطالب المحامى نجيب جبرائيل الثمانية (والله فكرنى بأحمد عرابى والثورة والكلام الكبيرإياه )وكأن الأستاذ نجيب لايهتم بمسألة انشغال الدولة بالبحث عن الجناة فيريد صرف النظر واستغلال الحدث لمطالب المسيحيين فى هوجة التخبط 4. توجيه رسالة شديدة اللهجة من السيد وزير الداخلية إلى الشباب المسيحى بالكف عن عبث الخروج على القانون والتحذير من مغبة الاعتماد على رسائل أقباط المهجر مع صمت البابا الذى حمل المسئولية للقلة المندسة (بصراحة مش عارف قصد البابا بالقلة المندسة) 5. الوقوف على مطالب المسيحيين فى مسألة بناء الكنائس مع سرعة إحصاء العدد الحقيقى لأعدادهم حتى يمكن معرفة هل هم بحاجة لمزيد من دور العبادة أم أن المسألة بها تعنت غير مبرر (نفسى أسأل عن كمية الخرسانة المسلحة فى بناء الكنائس وكأنها حصون حربية وليست دُورا للعبادة ومن المسئول عن إعطاء رخصة البناء بهذه الصورة) 6. إخضاع الكنائس كما المساجد للتفتيش بين الحين والآخر للتأكد من عدم استغلال التطرف فى استخدام دور العبادة لممارسة أى نشاط طائفى والذى يرفض يُقابل بمنتهى الحزم (كفاية دلع وتهاون دى مصر ياناس) 7. ترك حرية المعتقد لمن يريد الإسلام دون ممارسة ضغوط طالما الدولة مدنية (كما يقولون) لأنه فى المقابل لايجبر من يريد التنصر على الذهاب لمشيخة الأزهر كى يثنوه عن قراره فالمسلمون لايقيمون ضجة وصراخ لو تنصر منهم أحد كما يفعل المسيحيون حتى ولوكانت زوجة شيخ وداعية 8. عدم السماح لأى قوى خارجية بالتدخل فى شئون مصر الداخلية فنحن دولة ذات سيادة على مواطنيها المسلمين منهم والمسيحيين حتى يدرك "بندكت أفندى "حجمه الطبيعى وهو يتكلم بلسان حاقد عن ظلم المسيحيين فى الشرق الأوسط قاصدا مصر وحسنا فعل شيخ الأزهر حين ألقمه حجرا بالرد (نفسى أعرف ظلم إيه بالضبط لما تخرج وزيرة القوى العاملة بإحصاء مفاده أن 60% من رؤوس الأموال فى أيدى المسيحيين المصريين وعدد الكنائس فى تزايد مستمر أتصور لايتناسب مع العدد الحقيقى لهم ولهم عيد 7 يناير جعلت منه الدولة أجازة رسمية لكل المصريين وهذا غير معمول به بالنسبة لأى أقلية فى العالم ) ولابد عاجلا أن يتفهم المسيحيون أن الدفة الحكم وإدارة دفة البلد تكون فى يد الأكثرية وهذا معمول به فى كل دول العالم وليس بدعا من الفعل وماما أمريكا خير مثال على ذلك. 9. غلق القنوات المسيحية المحرضة على الفتنة مثل قناة "الكرمة "وغيرها ( برنامج " ماوراء الأحداث " على هذه القناة يتم فيه الهجوم على الإسلام ورموزه كما يهاجم الرئيس مبارك وتساعد هذه القناة على زيادة التوتر بين المسلمين والمسيحين فكيف تسمح شركة النايل سات لهذه القنوات أن تعمل دون رقابة رغم إغلاق القنوات الدينية لما شرعت فى الرد على زكريا بطرس بالرد العلمى الموثق وتم الإغلاق بزعم إثارتها للفتنة) 10. البعد عن التجريح فى الخطاب الدينى بين الطرفين لأن منع المشايخ من ذلك مع خروج قس مثل بيشوى يشكك فى قرآن المسلمين يؤدى إلى مالا تُحمد عقباه ويزيد الحنق فى الصدور. 11. تطبيق القانون بحزم مع المخالفين من الطرفين فالكنيسة ليست فوق القانون (ولنراجع أزمة الطلاق وقرارات القضاء على سبيل المثال ) هذه بعض التصورات وأحب أن أذكركم أننى والله أقطن بجوار عائلة مسيحية بيننا الإحترام وأذكر لما أراد من شهور السفر للمصيف أوصانى ( معلش ياشيخ خالد ياريت تاخد بالك من الشقة لحد مانرجع لكن بعد الأحداث المؤسفة والنفخ فى النار ورسائل الكنيسة للمسيحيين بأنهم مضطهدون بجد بدأت أشعر بخوف الرجل وتوتره منى ) فعلا نحن فى حاجة لمصالحة مع النفس ومصارحة مع الذات ومعرفة العدو الحقيقى الذى يساهم وبقوة فى تقسيم السودان إلى شمال وجنوب مسلم ومسيحى وبعدها يتفرغ لمصر فلاداعى لتحويل كل مشكلة بين مسلم ومسيحى مهما كانت تافهة إلى قضية أمن دولة ولنتذكر جيدا أننا لو أخذنا على أيدى المحرضين مهما كان وضعهم وسلطتهم ستنجو السفينة وإن تركناهم يعبثون سوف نغرق جميعا ألا هل بلغت .....اللهم فاشهد