«8 زلازال في 20 يومًا».. عباس شراقي يكشف أسباب الزلزال المتكررة في إثيوبيا وخطورتها    خبير الأمن السيبراني يخترق هاتف إعلامي شهير في بث مباشر ويكشف أساليب القرصنة    شيرين عادل: «كان نفسي أشتغل مع إسعاد يونس وكواليس «تيتا زوزو» ممتعة| فيديو    طريقة عمل صينية البطاطس بالفراخ، لغداء تقليدي ولذيذ    «سفر العاشقين 8» قصة قصيرة للكاتب محمد نبيل    الجيش الإسرائيلي: سقوط عدد من الصواريخ في طبريا دون تسجيل إصابات    عاجل - يثير تفاعلا بجملة في خطاب نعي يحيى السنوار.. ماذا قال خليل الحية؟    على مدار يومين.. الصحة تطلق اليوم 10 قوافل طبية بالمحافظات    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. السبت 19 أكتوبر 2024    الشيخ أحمد كريمة يوجه رسالة لمطرب المهرجانات عمر كمال    غداً.. انطلاق الأسبوع التوظيفي ل جامعة عين شمس    اليوم.. محاكمة إسلام بحيري لاتهامه بصرف شيك دون رصيد    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف سالي فؤاد.. طريقة عمل سلطة الفاصوليا الخضراء    ملف يلا كورة.. الأهلي إلى نهائي إفريقيا لليد.. استعدادات أندية السوبر.. ومجموعة قوية لسيدات مسار    موعد مباراة نادي قطر أمام الوكرة في الدوري القطري والقنوات الناقلة    أسعار الذهب في مصر تقفز لأعلى مستوى منذ فبراير    رئيس شعبة البيض: البيع بالمزرعة يتم حسب الوزن.. ونطالب بوضع معادلة سعرية    في أول مشروع لمراكز الادخار المحلية.. نجحت «ميت غمر» وفشلت روسيا وأمريكا!    تفاصيل مقترح قانون جديد لمكافحة المراهنات    أسعار الحديد اليوم السبت 19 أكتوبر 2024 في مصر.. طن «عز» يسجل 42 ألف جنيه    المخرج عمرو سلامة لمتسابقة «كاستنج»: مبسوط بكِ    6 سنوات عمل سياسي| «التنسيقية».. استراتيجية جديدة للانتشار والتفاعل وزيادة الكوادر    ما هو مكر الله؟.. الإفتاء تحذر من وصفه تعالى به وتوضح 7 حقائق    إجازة 10 أيام.. مواعيد العطلات الرسمية في شهر نوفمبر 2024 للموظفين والبنوك والمدارس    ترامب يعلق على اغتيال السنوار.. ماذا قال عن «بيبي»؟    وزير الخارجية: رغبة شديدة من الشركات التركية في ضخ مزيد من الاستثمار بمصر    لا داعي للأدوية.. وصفات طبيعية كالسحر تخلصك من الإمساك في 30 دقيقة    تجمع «بريكس» يدعم إنشاء تحالف للطاقة النووية    الاستعلام عن صحة شخص سقط من قطار بالبدرشين    مدير مستشفى العودة: قوات الاحتلال تطلق الرصاص على مركبات الإسعاف وتمنعها من الوصول للمصابين    التقديم في سند محمد بن سلمان بالسعودية 1446    بعد ارتفاعه.. سعر الدولار الرسمي أمام الجنيه المصري اليوم السبت 19 أكتوبر 2024    «مينفعش الكلام اللي قولته».. إبراهيم سعيد يهاجم خالد الغندور بسبب إمام عاشور    تشكيل آرسنال ضد بورنموث في الدوري الإنجليزي    بسبب الأجرة.. ضبط سائق تاكسي استولى على هاتف سيدة في القاهرة (تفاصيل)    شباب السوالم يفوز على الرجاء بهدفين في الدوري المغربي    وزير الخارجية التركي يعزي حركة حماس في استشهاد السنوار    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم السبت 19 - 10 - 2024    دورتموند يعود لطريق الانتصارات بفوز على سانت باولي في الدوري    كيف تطور عمر مرموش مع آينتراخت فرانكفورت؟.. المدير الرياضي للنادي الألماني يوضح    حضور كبير في حفل تامر عاشور بمهرجان الموسيقى العربية.. كامل العدد    الصور الأولى من حفل خطوبة منة عدلي القيعي    عودة قوية ل آسر ياسين في السينما بعد شماريخ    شاهد .. صور من حفل تامر عاشور بدار الأوبرا المصرية    تامر عاشور ومدحت صالح.. تفاصيل الليلة الثامنة من فعاليات مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية    منتج عمر أفندى يكشف حقيقة وجود جزء ثان من المسلسل    رسميا، السعودية تستضيف كأس السوبر الإسباني للمرة الخامسة    وزير الخارجية اللبناني: استمرار إسرائيل في سياسة المجارز سيؤدي إلى مزيد من التطرف    أفضل 7 أدعية قبل النوم.. تغفر ذنوبك وتحميك من كل شر    ننشر تعريفة الركوب الجديدة لسيارات السرفيس بمدينة الشيخ زايد    ليلة لا تُنسى.. ياسين التهامي يقدم وصلة إنشادية مبهرة في مولد السيد البدوي -فيديو وصور    اللواء نصر موسى يحكي تفاصيل ساعة الصفر في حرب أكتوبر    30 شهيدا بينهم 20 طفلا وامرأة في قصف مخيم جباليا في غزة    رهاب الطيران..6 طرق للتغلب عليها    أشرف عبد الغني: الرؤية العبقرية للرئيس السيسي حاضرة وقوية وتدرك المتغيرات    تطابق ال«DNA» لجثة مجهول مع شقيقه بعد 30 يومًا من العثور عليها بالتبين    ماذا نصنع إذا عميت أبصاركم؟.. خطيب الجامع الأزهر: تحريم الخمر ثابت في القرآن والسنة    عالم أزهري: الإسلام تصدى لظاهرة التنمر في الكتاب والسنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصاب الوطن وقراءة البعد الغائب
نشر في المصريون يوم 06 - 01 - 2011

المصاب الجلل الذي جرح قلب الوطن وأسال في شوارع الإسكنرية دماء أبنائه مسلمين ومسيحيين بعمل إرهابي خسيس في الإسبوع الماضى، يجعلنا نبدأ بتقديم العزاء لأهل الضحايا الذين هم أهلنا جميعا في الوطن كله ، وأن نعتذر عن الحديث في سلسة الهجرة التى كنا نتحدث فيها لنعيد قراءة البعد الغائب في ذلك المصاب.
• مهمة رجال الأمن والقانون هي البحث عن الفاعل الذي نفذ، وتقديمه للمحاكمة العادلة والقبض على من ساعده ومن أمده ومن وراءه، بينما مهمة رجال الفكر في مثل تلك الظروف هى بحث أسباب الظاهرة والمناخ الذى أوجدها.
• وإذا كان البكاء على اللبن المسكوب لا فائدة منه كما يقال في المثل، إلا أن المسكوب هنا ليس لبنًا وإنما هو دماء بشرية بريئة طالتها أيد التعصب الخسيس والإرهاب الملعون.
• ومن ثم فالأمر جد لا هزل فيه، وخطر لا لعب فيه، ونعرف أن جهودا أمنية مضنية تبذل الآن في البحث عن المجرمين والأخذ بثأر الوطن ممن قتلوا أبناءه في صلواتهم، لكن جهودا فكرية وثقافية أكبر يجب أن تبذل في تناول القضايا الحيوية المتصلة بأمن الوطن في الحاضر وتأمين مستقبله من الانفلات والفتن، وتجنب ثقافة العبث والشحن الطائفي والكراهية، وكلها ممارسات ساعدت وتساعد على وجود مناخ الفتنة والفرص المواتية للمتربصين بالوطن لينفسوا عن حقدهم وينفذوا خططهم.
• ويفترض في كل منا وفي هذا الظرف بالذات أن يتجرد من أهوائه ومطامعه وأن تكون الدماء التى سالت في أحداث الإسكندرية قد طهرت نفوسنا من الكبرياء وطموحات الزعامات الشخصية، لتجعل من كبرياء الوطن الجريح مظلة تجمعنا تحت رايته وتذيب ما كان من خطايا الماضى، وما تم من شحن عقول الأجيال الجديدة خلال الأربعين سنة الماضية بسخافات معروفة ومتداولة جرت على ألسنة الكثيرين في الداخل والخارج تتحدث عن اضطهاد موهوم واغتصاب واحتلال وغير ذلك من ثقافة الكراهية والعبث ، وما يتبعها من سخافات بالطبع ليس هذا مجال ذكرها اليوم.
• في مثل تلك الظروف يجب أن نتحامل جميعا على جراحنا ونعلو على كل توابع وأثار الفقد والحزن، وأن نعي خطورة المرحلة القادمة، وأن نساعد على تنظيف جراح الوطن قبل تضميده لتكون المعالجة على أسس صحيحة، وحتى لا تكون هنالك فرصة أخرى لجراثيم الإرهاب لتنمو وتتكاثر.
• تحقيق ذلك يقتضى وقفة صادقة مع الذات ولا أقول مع الذات والآخر، لأن مكونات هذا الوطن ذات واحدة وإن اختلفت عقائدها، ومن ثم يجب ألا يكون له إلا قيادة واحدة ولا يحكمه إلا قانون واحد، الوقفة مع الذات هنا تتطلب تحقيق شروط وانتفاء موانع كما يقولون .
• أما الشروط ففي مقدمتها تحقيق أعلى قدر من الصدق والموضوعية مع النفس.
• أما انتفاء الموانع فأولها ترك المراوغات والتخلى عن مواهب الخداع والكلام المعسول والحديث عن مصطلحات يقصد منها عكس معناها.
• فكثيرون هم من يتحدثون عن المحبة وهم يبثون الكراهية، ويتحدثون عن الوحدة وهم يقصدون الانفصال ، ويملؤون الدنيا بحديث رائع عن الوطن بينما أفعالهم تحض على تمزيق وحدته.
• الحد الأدنى في حديث المكاشفة يتطلب الوعي بأن الذات المصرية واحدة في مكوناتها النفسية والخلقية والبيولوجية ، وأن الطبيعة الاجتماعية والبيولوجية للإنسان تشكل جهازا غاية في الوحدة، ومن ثم فلا فرق بين إنسان وإنسان، بصرف النظر عن دينه والبيئة التى نشأ فيها، في الصعيد أو في الأسكندرية، في الشمال أو في الجنوب ، وإذا كان الأمر كذلك فمن المهم أن يحدث هذا التقارب على مستوى الأفكار في الإنسان ذاته ، وأخطر ما يهدد الإنسان أو الجماعة ويعزلها هو الشعور بالاكتفاء الذاتي فكريا، وعدم الرغبة في قراءة أخيه والتعرف عليه ، وهو شعور خطير ومكلف ، قد يؤدي للتقوقع على الذات، أو للصدام مع الآخ والخروج عليه، ما دام سوء الفهم وسوء الظن هو سيد الموقف .
• حتى الآن وعلى مدى ستة أيام تم تناول الموضوع بكثير من الفوضى على يد إعلاميين ومتثاقفين أشارت إليها وحذرت منها مقالات في جريدة المصريون ببراعة.
• العدوان الإرهابي الغاشم كشف عورات الثقافة السائدة لدى النخب التى تولت معالجة القضية، فبدا التسطيح والتمييع والالتفاف حول الحقائق وترك الأسباب الحقيقية التى أدت بنا إلى هذه الحالة.
إعلامنا الهمام بدلا من أن يستدعي على عجل عقلاء الأمة وكبار مفكريها استدعى المطربين والفنانين والفنانات وتحولت القضية الوطنية التى سالت فيها دماء بريئة إلى جزء من مسرحية هزلية أبدى فيها الفنان عادل إمام رأيه وكذلك فعل غيره من الفنانين، وتحولت المسألة إلى وصلة فنية من النوع الهابط مارس فيها البعض هوايته في البكاء على طريقة التمثيل في الدراما الهابطة .
في إعلامنا الهمام أيضا تمت اكتشافات مهمة على ايدى الفنانين المحترمين ظهرمنها أن التدين والالتزام والمصليات الصغيرة مع عدم وجود قانون موحد هو سبب كل المشكلة ، ومن ثم فالحل سهل وميسور ، صدور قانون موحد لدور العبادة وترك التدين والالتزام وإغلاق الزوايا الصغيرة ، ويجب أيضا ألا يتحدث في الإسلام ويدعو إليه إلا من يرضى عنهم عزت العلايلى وعادل إمام، ولا أدرى أين وكيف تكون الاختبارات لمن يريد أن يمارس واجب الدعوة إلى الله وأين تكون ، في نقابة السينمائيين أو في مدرسة المشاغبين أوفي مقر الواد سيد الشغال أو في مهرجان كان ؟ . (شك من المصنف في معرفة مكان الاختبار)
من المسلمات التى لا تحتاج لتأكيد أن مصر لها رئيس واحد، ومن الضروري حتى لا يتكرر ما حدث أن تبسط الدولة يدها على كل مؤسساتها بما فيها الكنيسة والمسجد ، وأن يخضع للقانون كل الرؤوس وكل الرموز، وألا يكون هنالك استثناء لجهة أو لرأس أو لرمز وهذا هو مقتضى العدالة التى يتساوى في ظلها المسلم والمسيحي .
• في الأحداث الأخيرة تكرس مفهوم سلطة الكنيسة، وبدلا من توجيه واجب العزاء لرئيس الدولة باعتباره المسؤل الأول عن رعاية هذا الشعب، توجهت الوفود للانبا شنودة، وبدلا من الذهاب إلى بيوت أسر الضحايا حدث نفس الخطأ وتوجهت الوفود إلى الكنيسة.
• قد يرد على هذا الكلام بأن الرئيس يوفد مندوبين لينوبوا عنه في تقديم العزاء في بعض حالات الوفاة.
• ونقول نعم ، واحد من واجباته مواساة أهل الفقيد من أبناء شعبه ولا مانع أبدا من أن يواسى الأخ إخوانه ، لكن الأمر هنا مختلف وملتبس وحوله كلام كثير، وتحدثت جهات مختلفة وكثيرة عن ممارسة الكنيسة لدور الدولة، وحذرت من مغبة هذا الأمر، ومن ثم فقد كان من المتوجب أن يتوجه الجميع بما فيهم الأزهر والكنيسة لتقديم واجب العزاء لرئيس مصر حيث المصاب مصاب مصر والجريمة وقعت على أهل مصر كلهم.
• خطورة شعور البعض بالتمييز السلبي يقوض ثقة المواطن في مؤسسات دولته، ومن ثم يبحث عن مظلة أخرى تشكل في العقل الجمعى هوية بديلة لا تدين بالولاء للوطن، وإنما تدين بالولاء للجهة التى تدافع عنها وتتبنى قضاياها، ومن ثم تحدث ازدواجية السلطة والسلطان .
• هذه الخطورة بدت واضحة في الأزمة الأخيرة بين الكنيسة وسلطات الدولة في أحداث العمرانية وتكررت بعد الهجوم على كنيسة القديسين
• في أحداث العمرانية استعملت قنابل ميلتوف واعتدى على عدد من لواءات الشرطة وكانت هناك محاولات لاحتجاز المحافظ وأخذه رهينة وتم تحطيم واجهات المحافظة وبعض المحلات، والنتيجة وعد من البابا بالإفراج عن كل المحتجزين على ذمة تلك القضية، وكان له ما أراد دون الكشف حتى عن الوضع القانونى لهؤلاء.
• هنا ظهر التمييز السلبي الذي يقوض ثقة المواطن في مفهوم العدالة ومؤسسة القضاء ويجعل ترسانة القوانين بما فيها قانون الطوارئ مجرد حبر على ورق.
بعد اجتماع الوفود المعزية بالأنبا شنودة وخروج الوفد الذي جاء ليؤدي واجب العزاء حدثت محاولة الاعتداء على الإمام الأكبر وتفوه بعض الحاضرين بكلمات بذيئة ولم يكبح أحد من الكهنة جماح الفاعلين ، بعض أهل الخبرة بشؤون الكنيسة فسر ما حدث بأنه توزيع أدوار، لكن الإمام الأكبر رفض هذا الكلام، البعض الآخر فسر هذا الأمر على أنه انفعال وغضب " لكن أحدا لم يكلف نفسه بالاعتذار لرموز الدولة ولا لشيخ الأزهر باعتباره رمزا لأكبر مؤسسة إسلامية في مصر، ورمزا لمليار ومائتى مليون مسلم على وجه الأرض.
• جهات سيادية أغضبها هذا التصرف وعندما سألت الإمام الأكبر الدكتورأحمد الطيب شيخ الأزهر عما حدث رد الرجل بكبرياء العلماء وسعة قلوبهم وعزة التسامح في أخلاقهم وتربيتهم فقال " هم مجموعة من الشباب وعلينا أن نتحملهم " بينما راوغ آخرون وهربوا من مجرد الاعتذار وادعوا بأنه تصرف من جهة مندسة خرجت على النص.
• في الجانب الآخر وبطريقة فجة طالب الحبر الأعظم في الفاتيكان بنديكيت السادس عشر بالتدخل لحماية المسيسحين في مصر، بينما لم نسمع له صوتا حول إبادة ملايين الأطفال والنساء في العراق وفي فلسطين وفي أفغانستان عندما قامت دول تحت رعايته الدينية بالعدوان وبتدمير تلك البلاد، ولم نسمع منه إدانة للتطرف الصهيوني الذي لا يكف عن العدوان كل يوم على شعب فلسطين بما فيه من المسيحيين ولم نسمع أن بابا الفاتيكان طلب حمايتهم من اليمين الصهيوني الذى هو سبب لكل حالات العنف في المنطقة بأسرها.
• نغمة الحبر الأعظم في الفاتيكان ليست جديدة وإنما هي صدى لادعاءات وشكاوى مستمرة عن الاضطهاد وإصرار على تشويه الوطن في الخارج يقوم به أقباط المهجر به يتاجرون ومنه يتكسبون.
• بعض دوائر المحللين رأت أن حادث الإسكندرية سيكون تتويجا لكثير من حالات الضغط على الدولة وابتزاز النظام وقد بدأت بوادر ذلك في اجتماع مجلس الشورى حين قام عضو معروف بهوايته في الإثارة واستعمال المؤثرات الصوتية لكن تصريحات لكبار رجال الدولة ردت عليه ومنهم رئيس الوزراء السابق عاطف صدقى ود. مفيد شهاب وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب حيث صرح الرجلان بأن عدد الكنائس التى بنيت في عصر الرئيس حسنى مبارك تفوق عدد الكنائس التى بنيت في كل عصور المسيحيين منذ الخديوي إسماعيل ، هذه الواقعة نهديها للحبر الأعظم ليتعرف على عدد كنائس المسيحيين في مصر.
نهديه أيضا ونضع بين يديه بيانا أصدرته الحكومة المصرية على لسان وزيرة القوى العاملة في جريدة الأهرام بتاريخ 30 مايو 2007
للرد على الاتهامات ومواجهة سيل الأكاذيب التى تتحدث عن مظالم الأقباط وهموهم بحقائق الأرقام والإحصاءات التى لا تكذب .حيث أكدت الوزيرة أن الأقباط الذين لا تزيد نسبتهم حسب أخر الإحصاءات الرسمية المعلنة عن 6 % من مجموع السكان يسيطرون على مايزيد على ثلث الثروة في مصر، إضافة إلى كبريات الشركات كالسيارت وشركات البناء وكبريات المقاولات العامة والاتصالات والاستشارات وغيرها ، وقالت الوزيرة إن تقرير مجلة فوركس في عددها الأخير أشار إلى وجود ثلاثة أقباط مصريين ضمن عشرة مليارديرات في منطقتنا ليس بينهم مسلم واحد.
وبرغم أن نسبتهم في عدد السكان لا يزيد عن 6 % موزعين على الطوائف المحتلفة ، البروتوستانت والكاثوليك والأرثوذكس حسب إحصائيات معهد "بيبو" إلا أنهم:
يسيطرون في النقابات على 25 % من المهن الممتازة كالطب والصيدلة والهندسة وغيرها، رغم أن عددهم لا يتجاوز نسبة 6 % من مجموع السكان.
وتشير بعض الإحصاءات إلى أن نصيب الأقباط في الإيداعات المالية يصل إلى نسبة 40 % من مجموع الإيداعات . وأن لهم :
22 % من الشركات التى تأسست بين عاميى 1974 م 1995 م
20 % من شركات المقاولات في مصر
50 % من المكاتب الاستشارية
60 % من الصيدليات
45 % من العيادات الطبية الخاصة
35 % من عضوية غرف التجارة
60 % من عضوية "منتدى رجال الأعمال المصريين والفرنسيين
20 % من رجال الإعمال المصريين
20 % من وظائف المديرين بقطاعات النشاط الاقتصادى بمصر
وأكثر من 20 % من المستثمرين في مدينتى السادات والعاشر من رمضان
وأكثر من 20 % من وظائف وزارة المالية
25 % من المهن الممتازة مثل الصيادلة والأطباء والمهندسين والمحامين والبيطريين
ومعنى ذلك أن 6 % من سكان مصر من النصارى يملكون ما يتراوح بين 30 40 % من ثروة مصر وامتيازاتها.
• ومن ثم فأقباط مصر " النصارى تحديدا " هم أبعد الناس عن معاناة الشعب المصرى ولا يعانون مما تعانى منه الأكثرية المسلمة من هموم حقيقية مثل البطالة والأمية وسكن المقابر والعشوائيات وأزمة الزواج بسبب الفقر وضيق ذات اليد وأزمة الإسكان وغير ذلك من الهموم التى تطحن المواطن المصرى المسلم .
وحتى في نسبة الكنائس إلى عدد السكان تلك التى جعلوا منها فضيحة في كل مجلس ليشوهوا بها المجتمع المصرى وطنا وقيادة ودولة ومؤسسات حتى هذه قد حققوا فيها مالم يتحقق لهم طوال التاريخ كله، فالإحصاءات تؤكد أن نسبة النصارى في مصر يشكلون 6 % ورغم ذلك فهناك كنيسة لكل 1250 مسيحي والنسبة ذاتها تقريبا بالنسبة لمساجد المسلمين مسجد لكل 1227 مسلم.
• هذا التقرير يفخر به كل مصري مسلم ومسيحي لأن لنا وطنا يعطى ويمنح ولا يفرق بين أبنائه ولو كانوا أقلية .
• فإذا كانت هذه هي مصر بتسامحها وعظمة أبنائها وحالة المسيحيين فيها ، فهل حالة المسلمين في الدول التى تقع تحت رعايتك الدينية يا قداسة الحبر الأعظم لهم معشار تلك الحقوق ؟
نذكر أيضا بابا الفاتيكان بمقولة الأنبا شنوده عن بلده "بان مصر وطن لا نعيش فيه، وإنما هو طن يعيش فينا "
فإذا كانت هذه هي مصر بتسامحها وعظمة أبنائها وحالة المسيحيين فيها، فما هو المبرر للإعتداء على رموز الدولة ووزرائها ومفتيها وشيخ أزهرها وهم يقدمون واجب العزاء ؟
وهل هذا الأمر لا يستحق عناية واحد من الكهنة ليخرج معتذرا للناس عما بدا من اعتداء على تلك الرموز ؟
• يتردد في بعض الأوساط أن حادث الإسكندرية سيكون وسيلة جديدة للضغط والابتزاز، وقد ظهرت بوادره في اجتماع مجلس الشورى من أحد الأعضاء ونكاد نجزم بالنفي لأنه يفترض فينا جميعا أننا تعلمنا الدرس وأن مصر وطن لنا جميعا وليس لها إلا رئيس واحد وأن آلام الفقد علمتنا أن حياة ووجود كل منا مرتبط بحياة أخيه ووجوده وأن الشعور بالتمييز السلبي لا يجلب لنا غير الخراب والدماء والعلقم . وأن اللعب في تغيير الهوية يشكل نوعا من انتحار الذات، ثم هو خيانة لمفهوم الوطنية وخروج على قواعد المواطنة وزراعة صناعية لأشجار الفتنة الطائفية المرة التى لم تجن منها دول كثيرة غير المرار والعلقم .
أسأل الله أن تكون أحزان الاسكندرية هي آخر أحزان الوطن .
• ولذلك نقول لبابا الفاتيكان ولكل من يراهن على هذه النقطة ، من فضلك كف لسانك عنا، ودعنا وشأننا في مصر، فمصر وطن يعيش فينا حتى قبل أن نعيش فيه.
رئيس المؤسسة الأسترالية للثقافة الإسلامية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.