استقبل الرئيس حسني مبارك بعد ظهر الأربعاء بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وهو اللقاء الذي استمر نحو ساعة وتم خلال التطرق إلى العديد من القضايا، ومن بينها بحث الإفراج عن بقية المتهمين في أحداث العمرانية. ولم تصدر تصريحات من الرئاسة أو الكنيسة حول اللقاء، لكن مصادر كنسية مطلعة أكدت ل "المصريون" أن اللقاء شهد التطرق إلى العديد من القضايا على الساحة ومطالب الكنيسة عمومًا، حيث ناقش مسألة إقرار قانوني "دور العبادة الموحد والأحوال الشخصية لغير المسلمين" وسط مطالب من البابا بإقراره خلال الدورة البرلمانية الحالية، لوضع حد للجدل الذي يثار من وقت لآخر. كما طلب البابا شنودة من الرئيس مبارك أن يصدر عفوا عن باقي 42 المحتجزين على ذمة تحقيقات النيابة في أحداث العمرانية، لعدم إفساد مناخ الاحتفال بعيد الميلاد يوم 7 يناير المقبل، بعد أن تم الإفراج عن دفعتين سابقتين من المتهمين في الأحداث التي وقعت يوم 24 نوفمبر الماضي. وأضافت المصادر أن الرئيس مبارك طالب البابا بتخفيف نبرة خطاب الكنيسة في هذا التوقيت، مع مرور مصر بمرحلة حرجة في تاريخها والتي تحتاج فيها لنشر الوسطية، وقد وعد البابا بالاستجابة لذلك. ويأتي تنبيه الرئيس للبابا بضرورة "ضبط الخطاب الكنسي" بعد انتقادات وجهت إلى الكنيسة خلال الفترة الماضية. لكن الرئيس قال إنه طلب ذلك أيضا من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف. وكان المقر البابوي استقبل اتصالاً هاتفيًا من رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة صباح الأربعاء يتضمن دعوة البابا شنودة للقاء الرئيس مبارك بمقر رئاسة الجمهورية، على أن يكون بمفرده، وتحرك البابا بدون سكرتاريته الخاصة، ووصل البابا شنودة حوالي الساعة 12 ظهرًا وقد استمر اللقاء حوالي ساعة. واعتبر مراقبون أن المقابلة كانت أقرب اللقاءات ترضية من الرئيس مبارك بعد تعيينات مجلس الشعب التي أغضبت الكنيسة، حيث لم يتم عرضها عليه لاختيار شخصيات من بينها خصوصًا وجود النائب جمال أسعد بين المختارين وهو ما أثار غضب الكنيسة بشدة.
