حمل السفير سمير موسى، مدير إدارة الشئون الإفريقية بجامعة الدول العربية، الحكومات والمنظمات العربية والدولية المسئولية عن الانفصال المحتمل لجنوب السودان عن شماله خلال الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير، لأنها "لم تعمل بإخلاص من أجل أن تكون الوحدة خيارا جاذبا لأهل الجنوب، على الرغم من أنه كان لدينا 6 سنوات كان من الممكن أن نفعل الكثير ولكن نبكي الآن على اللبن المسكوب". وانتقد موسى في كلمة خلال افتتاح مؤتمر العلاقات السودانية المصرية بجامعة القاهرة أمس، إنفاق المليارات من الدولارات على مؤتمرات واجتماعات لبحث الشأن السوداني في الوقت الذي كان من الأجدى فيه توجيه تلك الأموال لإقامة بنية تحتية ومشاريع تنموية تساعد السودان على استمرار الوحدة. ورأى أن نتائج الاستفتاء المرتقب تكاد تكون محسومة في اتجاه الانفصال ويؤكد ذلك إقبال مواطني الجنوب على تسجيل أسمائهم للتصويت وفتور مواطني الشمال، مشيرا إلى أن الجامعة العربية ستحترم إرادة الجنوب سواء كانت الانفصال أو الوحدة، في حال ضمان نزاهة الاستفتاء. وأوضح أن الجامعة سترسل بعثة كبيرة من 80 دبلوماسيا إلى السودان سيركز أعضاؤها على استفتاء التاسع من يناير المقبل، وفى حال الانفصال هناك أشهر كفترة انتقالية، "علينا أن نجعل فيها العلاقات بين الجنوب والشمال والدول العربية قوية ومتينة وتكاملية، ونركز على المشروعات التنموية، وعلى علاقات عربية من منطقة الجنوب باعتبارها منطقة تمازج عربي وإفريقي". من جهته، أكد السفير الطيب أبو القاسم القائم بأعمال سفارة السودان في القاهرة أن الحكومة السوانية تعمل بكل جهد من أجل وحدة السودان قبل الوصول إلى صناديق الاقتراع، وأضاف قائلا "تحاربنا لفترات طويلة مع الجنوب بشجاعة، ووقعنا اتفاقية سلام بشجاعة ونفذناها بكل جدية واهتمام". بينما أعرب السفير روبن بنجامين ممثل حكومة الجنوب في القاهرة عن اعتقاده بأن "الانفصال عن الشمال أصبح واقعا لا مفر منه من أجل السلام بين الجانبين"، وتابع قائلا "الانفصال في جنوب السودان يعني شيئا واحدا فقط هو السلام، أما الوحدة فتعنى لدينا القتل والحرب، ولذا الخيار الأفضل لنا هو الانفصال وفيه الخير لنا وللسودان ولمصر وللعالم". وطمأن مصر التي تتخوف من تداعيات الانفصال المحتمل خاصة على حصتها من مياه نهر النيل، وقال إن "مصر متخوفة من مشكلة المياه، لكننا في الجنوب لا نحتاج إلى مياه النيل، لأن الأمطار لدينا مستمرة لمدة 9 أشهر في السنة". واستدرك قائلا "ليس لدينا مشاريع ضخمة على النيل، والمياه خطر على حياتنا، والشيء الوحيد الذي نحتاج إليه من النيل هو السمك فقط، وفي حال الانفصال كما هو مقرر فلن نقترب نهائيا من حصة مصر نهائيا، وسنتقاسم نحن والشمال حصة السودان بالنصف، والتي تبلغ 18 مليار متر مكعب".