حملت إسرائيل مصر مسئولية ما أسمته نشاط "الشبكات الإرهابية" في الضفة الغربية، قائلة إن الأسرى المفرج عنهم بموجب صفقة رعتها القاهرة قبل عامين وأفرج بموجبها عن أسرى فلسطينيين، مقابل إطلاق الجندي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط والذين أبعدوا لقطاع غزة يقودون "العمليات التخريبية" في الضفة. وقالت صحيفة "هاآرتس" العبرية إن هؤلاء يقومون الآن بقيادة شبكات "الإرهاب" في الضفة الغربية، مشيرة إلى أنه "في إسرائيل يعتقدون أن الأسرى الذين تم تحريرهم وطردهم إلى قطاع غزة ينقلون تعليمات ويجرون تدريبات وتمويلات للإرهابيين ومنذ اتفاق تبادل الأسرى الذي قامت القاهرة برعايته أجهض جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) حوالي 80 عملية تخريبية تم التخطيط لها من قطاع غزة". وذكرت الصحيفة أن قيادة "شبكات الإرهاب" في الضفة من داخل قطاع غزة يحدث لثلاثة أسباب؛ الأول هو الجهد المشترك بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لإجهاض "الإرهاب" في الضفة الغربية، والتوتر الناشب بين حركة حماس وبين القاهرة على خلفية الإطاحة بنظام حكم "الإخوان المسلمين"، علاوة على صفقة تبادل الأسرى الخاصة بجلعاد شاليط. وأشارت إلى أنه في الضفة لم تنشأ قيادة جديدة للإرهاب؛ وذلك لأن الجيل الشاب ل "حماس" هناك لم ينجح في أن يكتسب لنفسه مكانة من يوزع التعليمات ويصيغ السياسات، لافتة ف إلى أن المئات من رجال الحركة الفلسطينية عادوا للضفة بعد تحريرهم من السجن في صفقة شاليط في أكتوبر 2011، لكن حتى هذا الوقت لم تبرز شخصية كاريزماتية بينهم يمكنها إدارة الدفة. لكن الصحيفة أوضحت أن حركة "حماس" تلاقي صعوبات في القطاع بعد التهدئة التي جرت بعد عملية عمود سحاب الإسرائيلية على غزة، في نوفمبر قبل الماضي؛ وأشارت إلى أنها لا تخاطر بانتهاك تلك التهدئة، خوفا من رد فعل الجيش الإسرائيلي وأيضا بسبب الضغط الشديد الذي تمارسه عليها القيادة المصرية الجديدة، فمنذ تولى الجنرالات المصريون الحكم في القاهرة في يوليو الماضي وحماس في مأزق كبير. ولفتت إلى أن النظام المصري لا يخفي كرهه للحركة الفلسطينية، بسبب تقاربها الأيديولوجي مع جماعة الإخوان المسلمين، موضحة أنه حتى الرئيس المعزول محمد مرسي اتهم مؤخرا بالتجسس لصالح حماس وحزب الله، مضيفة أن الجنرالات يتهمون حماس بشكل علني بتشجيع العمليات التخريبية ضد قوات الأمن المصرية في سيناء. وأضافت أن مصر تهدد بسحق حماس إذا عاودت الأخيرة إطلاق الصواريخ ضد الأراضي الإسرائيلية، والمنظمة الفلسطينية تفعل كل ما في قدرتها للحد من عمليات الفصائل المتطرفة المسلحة، كما أنها أقامت قبل عام جهازا شرطيا مكونا من 800 فرد لهذه المهمة فقط. ونقلت عن ميكي ادلشتاين –قائد فرقة غزة بالجيش الإسرائيلي- قوله "القيادتان السياسية والعسكرية لحماس تفعل كل شئ للحد من أنشطة الفصائل الفلسطينية، لقد تحولت حماس فجأة إلى شرطى القطاع". وذكرت أن صفقة جلعاد شاليط التي رعتها مصر، شهدت طرد 203 أسير فلسطيني من مواطني الضفة الغربية خارج أراضيهم وبعيدا عن عائلاتهم، ومن بينهم 118 تم نفيهم لغزة، لافتة إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت رفض التوقيع على صفقة من هذا النوع، إلا أن خليفته بنيامين نتنياهو وافق عليها، وعلى الرغم من أن طرد هؤلاء للقطاع كان هدفه تقليص الضرر منهم، إلا أنهم لم يتوقفوا عن نشاطهم وقاموا بتجديد شبكات الإرهاب في الضفة الغربية. ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن جهاز الشاباك أجهض خلال العامين الأخيرين حوالي 80 عملية إرهابية في الضفة، خطط لها أسرى تم تحريرهم بصفقة شاليط والذين تم نفيهم لغزة، لافتة إلى أن من بين تلك العمليات تفجيرات واختطاف وقصف، مؤكدة في تقريرها أن قيادة حماس بغزة بعثت بتعليمات مفصلة وتمويلا للنشطاء في الضفة الغربية، وفي عدد من الحالات اعتقلت تل أبيب نشطاء من الضفة تلقوا تدريبات عسكرية في مخيمات حماس بغزة، مضيفة أن النشطاء خرجوا من الضفة الغربية للأردن ومن هناك لمصر ثم عبر الأنفاق إلى غزة، بعض منهم . واختتمت الصحيفة الإسرائيلية تقريرها بالقول إن الأزمة مع مصر والقطيعة بين حماس وإيران على خلفية معارضة الحركة الفلسطينية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، كل هذا أدى إلى توقف عمليات تهريب السلاح الإيراني عبر السودان ومصر لغزة، وكبديل تقوم الحركة الفلسطينية بتصنيع ذاتي لصواريخ ام 75 التي يصل مداها إلى 70 كيلو متر تقريبا.