قال بسام الزرقا، عضو المجلس الرئاسي، ونائب رئيس حزب "النور" السلفي، إن دعوة حزبه للتصويت ب "نعم" على مسودة الدستور في يناير القادم تأتي "مراعاةً للظروف العصيبة التي تمر بها البلاد". وأضاف أن قرار الحزب الذي كان أحد المشاركين في اجتماع الثالث من يوليو الماضي الذي ترتب عليه الإطاحة بالرئيس محمد مرسي "جاء بعد تصويتين داخليين، بالهيئة العليا للحزب ومجلسه الرئاسي، كان قرارنا بالموافقة، رغم قناعتي بأن مصر تستحق الأفضل، حيث كنّا نستحق أن يتم انتخاب جمعية تأسيسية بشكل مباشر من جانب الشعب المصري". وتابع في سياق رده على سؤال للإذاعة الألمانية "دويتشه فيله" عن أسباب اتخاذ حزب "النور" موقفاً مختلفاً عن بقية أطياف التيار الإسلامي، أن "المنطلق الفكري والسياسي للحزب يختلف عن بقية فصائل الإسلام السياسي، وذلك يرجع لرؤيتنا الخاصة للإصلاح التدريجي أو الناعم. كما أن الوضع الحالي يبدو وكأن جماعة الإخوان تجسد فيه رأس التيار الإسلامي، وبقية أطياف هذا التيار ينبغي أن تكون تابعة لهذا الرأس، ومن لا يوافق على هذا يعتبرونه خارجا عن السرب أو خائنا". ورأى الزرقا أن مواقف الحزب الحالية "لا تحتاج لتبرير، لأنها "نابعة من فلسفة خاصة"، ويوضح ذلك بقوله "مصر حاليًا في مرحلة تأسيس الديمقراطية، والبناء يتطلب التعايش وليس التنافس. أغلب القوى في مصر تتبنى إستراتيجية "كل شيء أو لا شيء"، سواء كنا الحديث عن الإخوان أو العلمانيين، هناك استقطاب واضح بينهما، و"النور" "يرى أن هذه الإستراتيجية مدمرة لدولة تمر بمرحلة بناء"..هكذا يري النور أن الأولوية ينبغي أن تكون في "انتقال السياسة من الشارع وهتافات المظاهرات إلي المؤسسات السياسة، كما يجب أن يحدث اتفاق حول قواعد اللعبة السياسية، حينما يحدث ذلك تصبح السياسة جزءاً من الثقافة الراسخة لدى الشعب المصري". وحول كون "النور" الذراع السياسية للدعوة السلفية، الأمر الذي يدفع دافعاً للتشكيك في استقلاليته، قال الزرقا: "هناك اختلاف في الإدارة بين الدعوة السلفية والحزب، لكن المواقف أحيانا تبدو متقاربة، ويجب مراعاة أننا كحزب وليد نهتم بالجهة التي تمثل الأنصار والدعم لنا، لهذا نتبنى القضايا التي تريدها الطبقة الانتخابية الداعمة لنا". وشدد على أن يدخل الحزب السلفي لن أية تحالفات سياسية في الاستحقاقات الانتخابية القادمة، "نرى أننا نسير في طريق مختلف يبتعد عن حالة الاستقطاب القائمة حالياً . هو طريق ثالث".