عقد عبد الجواد شبانة مرشح "الإخوان المسلمين" بدائرة نهطاي التابعة لمركز زفتي بالغربية، والذي ينافس وزير الري السابق الدكتور محمود أبو زيد على مقعد الفئات، تحالفًا مع المرشح المستقل على مقعد العمال محمد راجح تقضي بأن يتبادل أنصارهما التصويت لهما في الانتخابات البرلمانية المرتقبة. إذ تقضي الصفقة التي تهدف إلى إسقاط أبو زيد في الدائرة المشهورة ب "جمهورية زفتى" بأن يقوم الناخبون من أنصار جماعة "الإخوان" فى جميع قرى دائرة نهطاى بالتصويت لراجح مقابل أن يقوم أهالي قرية كفر كلا التي ينتمي لها المرشح المستقل بالتصويت لشبانة مرشح "الإخوان". وتعتبر قرية كفر كلا من أكبر قرى محافظة الغربية من حيث عدد السكان وتمتلك قوة تصويتية ضخمة تستطيع ترجيح كفة أي مرشح، في المقابل يشكل "الإخوان" كتلة تصويتية قوية في الدائرة بإمكانها حسم نتيجة الانتخابات إذا جرت العملية الانتخابية في أجواء من النزاهة والحيادية. وبرزت ملامح التحالفات والتربيطات بصورة واضحة بين شبانة وراجح خلال الأيام الماضية، حيث بدأ "الإخوان" يدعون للتصويت لرمز العصا الخاصة بالمرشح المستقل، ولرمز الساعة الخاص بمرشح "الإخوان"، وإسقاط الهلال رمز الوزير أبو زيد مرشح الحزب "الوطني" على مقعد الفئات. في حين بدأ أهالي قرية كفر كلا التكتل والاستعداد للتصويت العقابي ضد وزير الري من أجل إسقاطه للانتقام والثأر منه والحزب "الوطني"، بعد أن تجاهل الحزب اختيار أي مرشح من أبناء القرية فى المجمع الانتخابي. وكان اثنان من أبناء القرية وهما الدكتور فيصل الشرقاوي النائب السابق لدورتين متتاليتين والدكتور محمد أبو زهرة أستاذ القانون بجامعة عين شمس قدما أوراق ترشيحهما للمجمع الانتخابي بطنطا، لكن الحزب لم يختر أي منهما، واختيار الوزير السابق مرشحا له فى الانتخابات، مفجرا الغضب العارم والاستياء بين المواطنين، خاصة وأن أبو زيد يفتقد لأي شعبية فى الدائرة. ويقول المحتجون على اختيار أبو زيد إنه لم يحضر للدائرة منذ انتهاء انتخابات 2005 ولم يقدم أية خدمات على المستوى العام والفردي لهم، معتمدا فى ذلك على أن الحكومة والحزب "الوطني" يفرضانه على الدائرة على الرغم من أنف الناخبين, كما أنه من مواليد أبو حمص في محافظة البحيرة, ولا يملك منزلا بدائرة نهطاي, حيث ينزل ضيفا على خالته في قرية كفر الديب. بينما يؤكد أنصار "الإخوان" فى دائرة نهطاي، إن الوزير السابق حصل على المقعد في الانتخابات الماضية دون أن يستحقه، وإنه كان قد سقط بجدارة أمام منافسه القوي مرشح الإخوان السابق عبد القوي السيسى الذي يعتبره الكثيرون من الناخبين فى الدائرة وأهل قرية كفر كلا أنه النائب الشرعي لهم, ويتهمون الحكومة بمنح مقعد الدائرة على غرار ما حصل مع الدكتور جمال جشمت مرشح "الإخوان" في دائرة دمنهور حيث ذهب المقعد للدكتور مصطفى الفقي. واعترفت مصادر الحزب "الوطني" بأن الحزب يواجه مأزقا خطيرا خلال الانتخابات المرتقبة فى دائرة نهطاي التي تضم القرى الكبرى بمركز زفتى، خاصة بعد أن تأكد الحزب من صحة الأنباء عن عقد صفقة وتحالف بين المرشح المستقل محمد راجح ومرشح "الإخوان" عبد الجواد شبانة. ويخشى الحزب من التآمر عليه, بعد قيام البرلماني المخضرم ووكيل لجنة الصناعة السابق بمجلس الشعب الدكتور فيصل الشرقاوي وزميله الدكتور محمد أبو زهرة بالإعلان عن مساندتهما للمرشح المستقل لمقعد العمال محمد راجح فى مواجهة مرشح الحزب عثمان الدساوى. ليس هذا فقط، بل أن الشرقاوي وأبو زهرة لا يخفيان عداءهما ورفضهما للمرشح الآخر محمود أبو زيد, وتسود توقعات قوية بين أهالي الدائرة بأنه وزميله عثمان الدساوي سيتم إسقاطهما عند التوجع لصناديق الاقتراع وأنهما سيواجهات "هزيمة نكراء" إذا لم تحدث أية مساعدات خارجية لهما.