تكريم 40 عاملا من القائمين على تأهيل الإسكان الطلابي بجامعة سوهاج    رئيس جامعة سوهاج يشارك طلابه احتفال المحافظة بانتصارات أكتوبر    فيديو جراف| شاهد التسلسل الزمني لحرب أكتوبر    قداس إلهي في كنيسة المسيح الفادي بفلسطين لدعم طلبة الثانوية العامة    «القومي للمرأة» ينظم تدريبات على حرفتي الجلود والبانش نيدل بالمنيا    سفير السويد بالقاهرة: مصر تلعب دورًا مهما للغاية على المستوى الإقليمي    أصناف جديدة من بعض الخضراوات.. «البحث العلمي» تعلن عن إنجاز جديد    محافظ الجيزة يوجه بمد مواعيد عمل لجان فحص طلبات التصالح في مخالفات البناء    تمديد وقف الدروس بالجامعة اللبنانية.. واستئناف بعض الأعمال الضرورية    بعثة الجامعة العربية لمتابعة الانتخابات الرئاسية التونسية تتفقد انطلاق عملية الاقتراع    مرموش وكين| مواجهة من نوع خاص في قمة آينتراخت والبايرن    من المستطيل الأخضر إلى ميدان القتال.. قصص جنرالات الكرة المصرية في حرب أكتوبر    غرق طالبين في كفر الشيخ وإنقاذ الثالث    ارتفاع عدد مصابي عملية بئر السبع جنوبي إسرائيل إلى 10 أشخاص    عفوية السقا تحرج علاء مرسي في زفاف ابنته! | فيديو    محمد ثروت: حرب أكتوبر نقطة فاصلة وتحول فى حياتنا كلنا كمصريين وأمة عربية    بورش فنية.. «الثقافة» تحتفل مع الجمهور بذكرى النصر في بانوراما حرب أكتوبر    حقيقة اعتذار وائل جسار عن حفله في مهرجان الموسيقى العربية ال32 (خاص)    في 66 يوما.. «100 يوم صحة» قدمت 105 ملايين خدمة مجانية    استشاري تغذية: الأسس الغذائية للاعبي كرة القدم مفتاح الأداء الرياضي    "بدأوا ب140 فردا وعادوا 141".. "الطريق إلى النصر" يكشف بطولات القوات المسلحة في عملية لسان بور توفيق    محافظ القاهرة يتفقد رفع علم مصر أعلى سارى طريق صلاح سالم    انقلاب سيارة محملة بالسولار في منطقة برانيس جنوب البحر الأحمر    الشاعر جمال بخيت: الإنتاج الفني لم يتوقف بعد نكسة 67 وسادت روح التحدي    سانشو وجاكسون في هجوم تشيلسي أمام نوتينجهام بالدوري الإنجليزي    محافظة القاهرة ترفع علم مصر على ارتفاع 30 مترًا بطريق صلاح سالم    الوادي الجديد.. تنظيم قافلة طبية لمدة يومين في قرية بولاق بمركز الخارجة    بعد إصابة نشوى مصطفى.. كل ما تريد معرفته عن الذبحة الصدرية    عشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال    غرق طالبين وإنقاذ ثالث بأحد الشواطئ بالبرلس فى كفر الشيخ    الداخلية تقدم تسهيلات للحالات الإنسانية بالجوازات    ضبط عملات أجنبية بقيمة 6 ملايين جنيه فى السوق السوداء    «الداخلية»: ضبط 8 أطنان دقيق مدعم في حملات لمكافحة التلاعب بأسعار الخبز    قوات الاحتلال تعتقل 15 فلسطينيًا من الضفة الغربية    وزير التعليم اللبناني: تحويل المدارس والجامعات إلى ملاذات للنازحين    أسامة ربيع: قناة السويس ستظل الخيار الأول لكبرى الخطوط الملاحية    مياه أسيوط: تسريب بخط طرد صرف محطة البركة وفرق الصيانة تعمل على قدم وساق    وزير الرياضة: إجراءات انتخابات الاتحادات الرياضية بدأت.. وهذا موقف قانون الرياضة    عمار حمدى: قاضية أفشة لا تقارن مع هدف منسى.. وهذا رأيى فى إمام وكهربا وشيكابالا    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الأحد 6 أكتوبر على الصعيد المهنى والعاطفى والصحى    هلا رشدي تحتفل بعيد ميلادها وتصدر أغنية «زنجباري» التريند    دعاء الذنب المتكرر.. «اللهم عاملنا بما أنت أهله»    الطلائع يواجه المحمل السعودى وديا اليوم بمعسكر الإسماعيلية    "مفاجأة".. أسرة أحمد مجدي تحتفل بفوز الزمالك بالتتويج بكأس السوبر الأفريقي (فيديو)    علي معلول مستمر مع الأهلي في حالة واحدة فقط    أوقفوا الإبادة الجماعية.. آلاف فى إسبانيا ينددون بالمجازر الإسرائيلية بغزة    إدارة الموسيقات العسكرية تشارك فى إقامة حفل لأطفال مؤسسة مستشفى سرطان 57357    قادة النصر.. "dmc" تستعرض مسيرة المشير أحمد إسماعيل خلال حرب أكتوبر 1973    "مزمار الشيطان في بيت رسول الله".. رمضان عبد المعز يوضح: ماذا رد النبي يوم النصر؟    ضبط 3 عصابات و167 سلاحا وتنفيذ 84 ألف حكم خلال يوم    جيسوس مدرب الهلال يشيد بجماهير الأهلي بعد كلاسيكو الدوري السعودي    متصلة: خطيبي بيغير من الشحات في الشارع؟.. وأمين الفتوى يرد    إنفوجراف| حالة الطقس المتوقعة غدًا الإثنين 7 أكتوبر    رسميًا.. سعر الريال السعودي مقابل الجنيه اليوم الأحد 6 أكتوبر 2024 بالتزامن مع إجازة البنوك    السيسي في ذكرى انتصارات أكتوبر: ستبقى خالدة تذكرنا بتلاحم الشعب والقيادة والجيش    تبون: الجزائر دخلت في طريق التغيير الإيجابي وستواصل مسيرتها بثبات نحو آفاق واعدة    «الإفتاء» توضح.. هل يجوز الأكل على ورق جرائد به آيات من القرآن؟    تفسير آية | تعرف على معنى كلمات «سورة الفلق»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رجل الدولة في مصر
نشر في المصريون يوم 21 - 11 - 2010

مثل رحيل البرلماني العتيد والوزير السابق كمال الشاذلي الأسبوع الماضي حدثا لافتا في مصر ، على الرغم من انزوائه فعليا عن الحياة السياسية خلال السنوات الخمس الأخيرة على الأقل بعد أن تم خروجه من الوزارة ومن أمانة التنظيم في الحزب الحاكم بتكريم الدولة لمشواره الطويل في خدمتها من خلال تعيينه رئيسا للمجالس القومية المتخصصة .
وكمال الشاذلي رحمه الله نموذج لرجل الدولة التقليدي في مصر ، أو النمط الذي يمثل "التكنوقراط السياسي" المعتمد في إدارة شؤون الدولة المصرية طوال الستين عاما الماضية ، وهو نمط يتم تصنيعه وتطويره وترويضه داخل أجهزة الدولة ذاتها ، الأمنية والسياسية ، وغالبا ما يتم بدء عملية التصنيع منذ مراحل مبكرة في حياة "الشخصية" الجامعية أو عقب تخرجه ، ولذلك لن تجد الأمر مثيرا للغرابة أن رموز الدولة المصرية الذين أداروا شؤونها البرلمانية والحزبية والرئاسية والديبلوماسية منذ أواسط الستينات وحتى الآن هم من أولئك المبتعثين الذين خرجوا على نفقة الدولة بعناية خاصة لاستكمال دراساتهم في فرنسا أو ألمانيا أو بريطانيا ، ومن بعد ذلك في الولايات المتحدة .
عملية تجهيز "رجل الدولة" في مصر تهتم بشكل أساس بانعدام الموقف السياسي للشخصية ، وانحسار الرؤية الوطنية حول ذاته وطموحه ، لأنه يتم تجهيزه لكي يكون متلقيا للتعليمات وليس صانعا لها ولا مراجعا ، ومنفذا للتوجيهات وليس آمرا بها ولا سائلا عن معناها ، وقادرا على أن يؤدي الدور المطلوب منه أيا كان بغض النظر عن الموقف الإيديولوجي أو السياسي من القضية التي يتصدى لها ، وكان وزير الخارجية المصري الحالي أحمد أبو الغيط يفخر بأنه قال لوزير الخارجية الأسبق عصمت عبد المجيد أنه غير مقتنع بمبادرة السلام التي قادها الرئيس السادات ولكنه مستعد لتنفيذ أي تعليمات مطلوبة ، أي أن مساره السياسي هو مسار وظيفي بحت ، يمكن أن ينفذ الأمر ونقيضه في لحظة واحدة أو في لحظتين مختلفتين ، دون أن يهز ذلك شعرة في ضميره أو يحدث أي اضطراب في مسيرته الحياتية .
وعملية تصنيع رجل الدولة في مصر من ثم عملية غير سياسية ، كما أنها لا تتصل بفكر أو دين أو فلسفة ، فقط تحتاج إلى تلك الطاعة العمياء والكاملة لصاحب القرار أيا كان هو وأيا كان قراره ، ولذلك تجد في هذه الأنماط الشخصية الماركسية والشخصية الليبرالية والشخصية الإسلامية بمفهومها التنظيمي السابق كأشخاص كانت لهم انتماءات لحركات إسلامية ، كما تجد الشخصية المسيحية ، لأن معيار الانتقاء يتصل بما قبل الأفكار وما قبل الهويات ، بجوهر الشخصية واستعداداتها الأخلاقية والنفسية .
ورجال الدولة لا يمكن صناعتهم خارج محاضن الدولة ومؤسساتها السلطوية ، بمعنى أنه لا يمكن اختراق أحد تربى في محاضن أخرى تنظيمية أو معارضة أو مستقلة لجيش تكنوقراط السياسة الرسمية ، نعم يمكن الاستعانة بخدمات بعض السياسيين ورجال الأحزاب أصحاب الطموح الانتهازي في مواقف محددة أو مناورات مطلوبة أو خطط مرحلية لضرب بعض الجهات المقلقة ، لكنهم لا يصلون لأبعد من ذلك ، لا يكونون أبدا جزءا من "رجال الدولة" وأعمدتها أو تكنوقراط السياسة الرسمية .
لذلك تجد تقلبات هذه النماذج بالغة الغرابة أحيانا ، فهو يخدم نظاما اشتراكيا بكل إخلاص وتفاني ويخطب في الجموع ويحشد الحشود كما لو كان كارل ماركس ، ثم بعد سنوات تجده بنفس الحماسة ينتقد ويشرح النظام الاشتراكي ويرى أن نقيضه الانفتاحي الرأسمالي هو الإنقاذ لمصر ، ويخطب ويكتب ويحلل ويحشد الحشود للرؤية الرسمية الجديدة ، وفي مرحلة تجده مهاجما للتيار الديني ومطالبا بسحقه وقطع دابره وفي مرحلة تالية تجده هو نفسه مرحبا بالتيار الديني ودوره في "إثراء" الحياة السياسية لأن صاحب القرار والدولة رأى ذلك ، وتجده دائما في قلب الكتلة السياسية المعبرة عن القرار السلطوي الرسمي ، أيا كان مسماه ، التنظيم أو الاتحاد أو المنبر أو الحزب ، لأنه في الحقيقة يدرك أنه لم ينتقل من الكتلة الرسمية وإنما هو يتماشى مع أسماء جديدة لمعنى واحد أراده صاحب الدولة والقرار .
بطبيعة الحال ليست هذه رؤية نقدية للمرحوم كمال الشاذلي أو غيره ، أبدا ليس هذا مقصدي ، وإنما المقصد هو لفت الانتباه إلى أن مصر طوال الستين عاما الماضية لم تعرف حياة سياسية بالمعنى المفهوم ، وبالتالي لم تعرف سياسيين أيضا بالمعنى المفهوم ، وإنما هي دولة الرأي الواحد والحزب الواحد والحاكم الواحد والطموح الواحد ، يديرها موظفون وتكنوقراط سياسيون ، اختارهم صاحب الدولة ولم يختارهم شعب ، وهم لا شأن لهم بالسياسة إلا من باب واحد ، وهو تنفيذ التعليمات وتخريجها بشكل ملائم قانونيا وإداريا لخدمة صاحب القرار الوحيد والرأي الوحيد .
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.